لم ندرس الطب ليعتدى علينا
د. فخري العكور
جو 24 :
بكى كل من شاهد صورة الطبيبة الاردنية الدكتورة روان وهي تضع السماعة الطبية حول عنقها وهالة زرقاء ضخمة تحيط بعينها اليمنى بسبب الاعتداء الوحشي الذي تعرضت له اثناء قيامها بواجبها الانساني في مستشفى الامير حمزة في عمان
فقد قام احد فاقدي الرجولة بتوجية لكمات قوية الى وجه الطبية المسالمة , لا لشي سوى انها لم تستطع توفير سرير لمريض وهو شئ ليس من مهامها ...
لقد كتبت الدكتورة روان كلاما تصف فيه حجم الاذى الجسماني والمعنوي الذي تعرضت له مما ابكى الكثيرين حزنا والما عليها , ولقد شاهدنا من خلال وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي حجم الاستنكار الشديد والتعاطف الانساني من قبل الشعب الاردني بكل فئاته من اطباء وكتاب ومفكرين وعلماء اجتماع ومن اناس عاديين عبروا عن غضبهم الشديد من تعرض سيدة اردنية لمثل هذا الاعتداء في وطنها وبين اهلها ...
لقد حان الوقت ايها السادة لوقف هذة المهازل , فقد طفح الكيل واصبحت ممارسة الطب في بلدنا محفوفة بالمخاطر بسبب تمادي حثالة من المجتمع ممن يفتقدون لادنى معايير الرجولة والاخلاق بحيث اصبح الضرب وسيلتهم الوحيدة للتعامل مع الكوادر الطبية في مستشفيات الصحة خاصة في الوقت الذي لا يجرؤن على فتح افواههم في مستشفيات اخرى تتمتع بالحماية الضاربة..
لقد اصيب العشرات بل المئات من الكوادر الطبية خلال العشر سنوات الاخيرة في مختلف مستشفيات الحكومة في المملكة بسبب مثل هذة الاعتداءات ومازال الوضع على ماهو عليه بالرغم كل الاحتجاجات والاعتصامات ومطالبة النقابات بايجاد حلول جذرية لهذة المشكلة..
وان من اهم هذة الحلول الفاعلة تواجد مكثف لقوات الدرك في الاقسام الحساسة في المستشفيات مثل الاسعاف والطوارئ والعناية التاجية والعناية المكثفة والطب الشرعي ناهيك طبعا عن تغليظ العقوبات على المعتدين وذلك من مهام التشريع والقضاء..
واخيرا فاننا نناشد كل المعنيين بهذة المصيبة الاجتماعية الغريبة على مجتمعنا من مؤسسات الدولة ان يضعوا حدا لهذة الفئة الضالة قبل ان يعزف الناس عن ارسال فلذات اكبادهم من اوائل التوجيهي لدراسة الطب وتعريضهم لما تعرضت له البطلة الدكتورة روان..