الرعاية الطبية في مراكز الاصلاح.. ظاهرة حضارية

لا ادري لماذا حضرتني الرغبة في الكتابة عن هذا الموضوع تحديدا هذا المساء , وقد يكون السبب هو نبأ وفاة الرئيس المصري محمد مرسي الذي تقول الاخبار انه كان مريضا في سجنه...

هنا احببت ان اظهر مشهدا حضاريا لبلدنا الاردن اعتقد انه يستحق التوقف عنده وتسليط الضوء عليه ولا شك انه سيجلب الافتخار والاعتزاز عند كل اردني كعنصر من عناصر الحضارة والتقدم وخاصة في مجال حقوق الانسان ...

لقد شجعني ايضا ان اكتب عن حقوق السجناء الصحية في بلدنا كوني عملت في بداية مسيرتي الطبية كطبيبا لسجن اربد في سبعينيات القرن الماضي والان اشارك في تقديم الخدمة الصحية لمرضى القلب من السجناء الذين يحضرون لمستشفى البشير بشكل يومي حيث تنقلهم سيارات مصلحة السجون ..

ان السجناء في بلدنا يتلقون كل الرعاية الطبية اللازمة , فهناك مركزا صحيا في كل مركز اصلاح يعمل به اطباء وممرضون وبه صيدلية ويحتوي على كل المستلزمات الطبية الضرورية للاسعافات الاولية ومعدات لقياس الضغط ونسبة السكر في الدم ...

كما ان هذة المراكز تعمل على مدار الساعة ويقوم الاطباء بالكشف على النزلاء وعلاجهم بشكل دوري ومنتظم وصرف الادوية اللازمة , واذا ما احتاج المريض لاستشارة تخصصية فان كوادر مصلحة السجون تقوم مشكورة على تحويلهم الى مختلف المستشفيات الحكومية للحصول على اعلى مستوى من التشخيص والعلاج وقد يتم ادخالهم الى اقسام المستشفى المختلفة الباطنية والجراحية والقلبية او النسائية لاجراء ما يلزم من علاج او جراحة ..

كما اني اود ان اضيف باننا كأطباء اختصاص في مستشفى البشير نقوم احيانا بتحويل بعض الحالات الى ممتشفيات اخرى مثل المدينة الطبية او مستشفى الامير حمزة في حال عدم توفر بعض الامكانيات كالقسطرة وجراحة القلب وغيرها من العمليات الجراحية ...

وهنا لا استطيع ان لا اتوقف عن المعاملة الانسانية اللطيفة التي يبديها ضباط وجنود مصلحة السجون المرافقين للنزلاء ونحن نشهد على ذلك واستطيع ان اؤكد وبدون مجاملة على هذا التدليل الانساني ...

ان الموضوع الاخر المنير في هذا الموضوع والذي يحق لنا ان نفتخر به في بلدنا الاردن, هو عدم التمييز بين النزلاء فهم جميعا سواسية في حقهم في تلقي الخدمة الطبية بغض النظر عن قضايهم او جنسياتهم ..

اخيرا فانني اشيد ايضا بنبل مصلحة السجون في بلدنا بمنح النزلاء حقهم في استقبال الزوار من اهاليهم سواء في الزيارات الاعتيادية او الخاصة , اما عن الغذاء الذي يقدم لهم فهو يحتوي على كل العناصر الغذائية اللازمة مع امكانية شراء بعض المواد الغذائية داخل المراكز ...

ارجو ان اكون قد سلطت بعض الضوء على هذا العمل الانساني الكبير الذي تقوم به مصلحة السجون في اردننا الغالي والذي يستحق منا كل الشكر والتقدير والذي يجعلنا نقف جنبا الى جنب مع الدول المتحضرة وكل ذلك يعود الى نظام الحكم الانساني الذي حبانا الله به والى اخلاق وشهامة شعبنا الاردني الاصيل..