jo24_banner
jo24_banner

بنك الافكار .. وافكار الريادة

مأمون المساد
جو 24 :


في كثير من الدول والمؤسسات العالمية عادة ما يتم اطلاق بنوك او صناديق للافكار، تستخدم بغرض تطوير اختراعات أو تقنيات جديدة، فتجد العديد من الشركات تثبت بنك او صندوق أفكار داخليًا لجمع مدخلات من موظفيها وتحسين عملية الافتكار وتعتمد هذه البنوك والصناديق منهجية في التعامل مع هذه الأفكار من خلال توظيف نظام تصويت لتقدير قيمة فكرة ، عبر هيئة علمية ريادية وخلاقة ، قادرة على مناقشتها وتطويرها وعرضها على الجهات المعنية لتنفيذها ، بل والسعي الى تنفيذها والاستثمار بها والبحث عن التمويل الخاص بها .

اما وقد دخلنا الثورة الصناعية الرابعة (4IR) التي قوامها اعتماد الريادة والابتكار عبر طمس الخطوط الفاصلة بين المجالات المادية والرقمية والبيولوجية ،ومن خلال اختراق التكنولوجيا الناشئة في عدد من المجالات ، بما في ذلك الروبوتات ، والذكاء الاصطناعي ، و block chain ، وتكنولوجيا النانو ، والحوسبة الكمومية ، والتكنولوجيا الحيوية ، وإنترنت الأشياء ، والطباعة ثلاثية الأبعاد ، والمركبات المستقلة، فإن أولوية ترتسم اليوم نحو بانتهاج هذه الثورة وخصوصا في للاقتصاديات الناشئة ، والتي تمتلك قدرات حقيقة وتنافسية من خلال رأس المال البشري الذي يعد الخزان الكبير لامداد هذه الثورة بحتياجاتها وافكارها .

في الاردن تم تعديل مسمى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، وهذه استجابة أولى لمتطلبات للتطور مع ما يشهده العالم من سرعة نحو الاقتصاد الرقمي، اذ اصبحت الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هي مُمَكّن وميسر لباقي القطاعات، الاقتصاد الرقمي يعتمد على البنية التحتية الرقمية، والمهارات الرقمية، والريادة الرقمية، والخدمات المالية الرقمية والمنصّات الرقمية ، وذلك يتطلب ايضا الشراكة المؤسسية بين جميع مكونات المعننين بالريادة والابتكار ، والانتقال الى مجتمعات ريادة في كل المراحل .

ولعل من الاولوية اطلاق بنك او صندوق للريادة والافكار ، ولدينا في مؤسساتنا العامة والخاصة الكثير من الافكار القادرة على الابتكار والريادة وتطوير الاعمال التي يجب استثمارها واستقطابها ،كما الحال في استقطاب المؤسسات التعليمية التقنية من جامعات ومعاهد ،تناقش مع نهاية كل فصل دراسي عشرات المشاريع النظرية في مختلف الكليات العلمية ، وتبقى حبيسة الاوراق ، مع غياب مؤسسة ترعى الفكرة وترعاها وتنقلها الى الجانب التطبيقي الاستثماري ، صندوق ينقل الرياديين الى المنصات العالمية لتسويق افكارهم عبر مهارات الاتصال ودراسات الجدوى الاقتصادية .

الفرصة الاقتصادية للاردن ليست مستحيلة ولا بالبعيدة اذا ما اردنا النهوض ، والمسؤولية مشتركة مع المؤسسات الرسمية ، والاقتصادية والتعليمية ، ومؤسسة البيت والاسرة التي تعظم كل فكرة ايجابية في ابناءها .


* mamamnmassad@hotmail.com
 
تابعو الأردن 24 على google news