من هو المسؤول
احمد العارف الشياب
جو 24 :
قد يظن القارئ للوهلة الاولى انه يقرأ في موضوع عادي كثر الحديث فيه، وقد يعتبره البعض امرا ليس بالجديد ويمكن ان تكون هذه النظرة صحيحة بداية الامر.
قد يعتبر البعض ان الحوادث المرورية هي شيء طبيعي يحدث في كل العالم، وليس امرا خارقا للعادة أو بالأمر الغريب
ويتفق الكثير على انها اقدار الهية كلنا نؤمن بها ونقرّ بها، وهذا امر ايضا لا خلاف فيه. الا ان الامر الذي يدعو الى الحديث هو ان الاردن وبشكلا خاص يفقد تقريبا شخص كل ١٢،٨ ساعة نتيجة هذه الحوادث المؤسفة، ولعلها نسبة كبيرة تدعو الى التأمل والوقوف لانها تظهر ان الاردن يدخل فيما قد اسميه حرب الحوادث التي يتكبد بسببها الاردن خسائر مادية وبشرية هائلة.
ولعل ايماننا المطلق بقدر الله ورضانا به لا يمنعنا من طرح سؤال مهم (من هو المسؤول)؟ هل هو المقاول المتغول الذي اخذه التفكير في ملئ جيبه عن التفكير في ارواح الناس؟ ام العامل الذي لا يراعي الاخلاص في عمله؟ ام الميكانيكي الذي نذهب اليه لتصليح سيارتنا؟ ام هو المواطن الاردني المأسوف على حالة الذي تأخذه الهموم بعيدا وهو يقود مركبته في التفكير في قوت يومه وكيفية سداد قسط القرض وتأمين عملا اضافيا من اجل تسديد قسط السيارة وكيف يمكنه تصليح قطعة في السيارة بحاجة الى تبديل وتأمين قسط المدارس وكيف سيسهر اليوم بطوله وبعرضه لملء خزانات الماء الماء الذي يجلس الاردني بأنتظاره طوال الاسبوع ليأتي على عجل ويرحل على عجل..
لعله سؤال كان لا بد من طرحه ووضعه على طاولة من يهمه الامر، ولعلها اسباب كافية حتى تحدث هذه الحوادث التي فقدنا بسببها اصدقاء واقرباء كانت تجمعنا بهم صداقه او قرابة وفقدناهم عل عجل.
لروح المتوفين الرحمة.. ولذويهم وأخص بالذكر ذوي محمد مقابلة، والسيد صالح الشياب الذي فقد زوجته وابنه وابنته الصبر والسلوان..
لأرواحكم الباكية جميل الصبر والسلوان .