2024-10-07 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

مخاطرة رفع الأسعار قد تصيب الحكومة في مقتل

د. حسن البراري
جو 24 :

يواجه رئيس الحكومة د. عبدالله النسور ازمتين سيعصفان بتحلفاته التي اقامها مع ما يطلق عليه جزافا تيار الاغلبية التي تتكأ عليه حكومته في البرلمان، فصعوبة معركة الحصول على ثقة مجلس النواب دفعت بالنسور إلى التجاوب مع مبادرة لبعض النواب حتى يتمكنون من منح الثقة لحكومته، فهؤلاء النواب لا يمكن لهم حجب الثقة لاعتبارات وأسباب معروفة للمراقبين والعارفين ببواطن الامور ، ولكنهم كانوا بحاجة لأن تبدي الحكومة تجاوبا مع طلباتهم ومبادراتهم حتى يبررون امتثالهم وخنوعهم لمنطق منح الثقة.

الأزمة الأولى تتعلق بتراجع النسور عن فكرة توزير النواب بعد أن تكشّف أن الغالبية الساحقة من الشعب الاردني ضد توزيرهم، وبعد أن تيقن النسور ان هناك اشكالية كبيرة في هذه المسألة، فليس هناك اتفاق بين الوزراء، كما أن الذين اعتقدوا انهم توصلوا الى صفقة توزير مع النسور انكشفوا للجميع، ولن يكون بمقدور النسور توزيرهم، لأن من شأن ذلك ان يقلب التحالفات النيابية بشكل يضعف من حكومة النسور ولا يساعدها في خوض المعركة الاهم، وهي رفع اسعار الكهرباء.

الراهن أن المستوزرين من النواب ينتظرون على أحر من الجمر أن ينفذ رئيس الوزراء تعهده باشراك النواب في الحكومة كجزء من اتفاقية منح الثقة، وهو أمر نفاه الرئيس في غير مناسبة قائلا انه لم يعقد صفقة مع احد من النواب بشأن الثقة، وما من شك ان هناك عوامل تمنع الرئيس توزير النواب، ما يعني أن مصداقيته عند النواب ستتراجع وسينظر له المستوزرون بأنه لحس تعهداته وانه غرر بهم فقط للحصول على ثقة نيابية بعد أن كان سقوطه حتميا.

مصادر مطلعة افادت ان الرئيس التقى بعدد من النواب ليشرح لهم استحالة توزير اعضاء مجلس النواب وأن الوضع لا يسمح، وهذا تراجع عن موقف كان قد اعلنه بانه سيجري تعديلا وزاريا خلال الاسابيع الاولى بعد نيله الثقة، على ان يكون الوزراء الجدد من النواب، بل اكثر من ذلك طلب النسور مهلة التعرف على النواب حتى يضم الى فريقه الاكفأ بينهم. احد النواب الذي كان يعتقد أنه سيكون وزيرا للثقافة يقدم خدمة جليلة اخرى للدولة العميقة، ويقول احد النواب مشترطا عدم ذكر اسمه أن احمد الصفدي يتصل بالنواب للتوقيع على تعهد بأنهم لا يفضلون توزير النواب الان، لعل ذلك ينقذ الرئيس من ورطته التي وضع نفسه بها أو دفعه اليها بعض اعضاء كتلة التجمع الديمقراطي واعضاء من كتلة الوسط الاسلامي في الربع ساعة الاخيرة التي سبقت التصويت على الثقة.

والتقى رئيس الوزراء عددا من الكتاب طالبا نصيحة  تمكنه من الافلات من تعهداته للنواب بشأن التوزير، ووضع امامه الكتاب خيارين: اولا أن يطلب من النواب تبني فكرة التراجع عن التوزيرعلى اعتبار ان النواب لن يتفقوا على الموضوع. وثانيا، الاختباء خلف الملك بالقول ان الملك لم يوافق على التعديل الان. ولا يعرف ماذا سيقوم به النسور لكن يبدو انه يدخل في ورطة من صنع يديه.

على أن عين النسور هو على المعركة الاهم وهي رفع اسعار الكهرباء، وفي الاخبار والتسريبات انه التقى مع ما يقارب من 40 نائب محسوبين عليه شارحا لهم ضرورة التعاون بشأن اسعار الكهرباء. وقد افادت مصادر أن الرئيس اقترح تنفيذ مسرحية نيابية تمكنه من رفع الاسعار دون أن يتعرض المجلس الى سقطة اضافية في الشارع. التسريبات تفيد ان الرئيس عرض ان تقترح حكومته رفع الاسعار بنسبة 50% وعندها يعترض المجلس ويبدأ فاصلا من الخطابة الفارغة لتتراجع الحكومة عن نسبة ال 50% ويتفق الطرفان على نسبة 14% وهي النسبة التي تنوي ان تصل اليها الحكومة بعد أن افادت الانباء ان القرار متخذ في الاساس.

يبدو أن قدرة النسور على الاستمرار بالقفز على الحبال قد وصلت الى نهايتها، وتراجعه عن توزير النواب- ان ثبت على هذا الموقف- سيقلب تحالفاته وسيجعل من مسرحية رفع الاسعار مخاطرة قد تصيب الحكومة بمقتل.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير