البيروقراط والفقر
المحكي من الذاكرة الاردنية لا يشير الى ان الأردنيين في يوم من الأيام ماتوا من الجوع، وقد اصابتهم مجاعة.
نعم، التراث الاردني زاخر بحكايا عن قلة حيلة، وقسوة عيش، وإمساك على جوع، وعيش صحراوي على الحافة، واقتدار الممكن على المستحيل، وبوابة المجهول لا تقفل مراصد القلق.
السؤال عن الفقر والعوز يختلف من زمن الى زمن. ولكي نفهم ما هو الفقر الان علينا مراجعة التاريخ الاجتماعي والاقتصادي للأردن قبل الدولة وبعدها، وأممية بعض من خيوط الفكرة والعلة.
تدمير البيروقراط ضرب لعصب الوطنية الاردنية، ولعصب الدولة السياسية.
تفكيك قوى البيروقراط لصالح قوى البزنس والتمويل الأجنبي، وإضعاف البيروقراط كقوة سياسية واجتماعية لصالح القطاع الخاص.
«البيروقراط «؟ فقد الكثير من قوته السياسية والاجتماعية، بيروقراط وصفي التل والعقيدة الوطنية الشعبية الاجتماعية، ومشروع التقدم بالدولة الاردنية بمركزية البيروقراط، ودعم تمثيلها في الحكم ومنظومته، وكقوة لقيادة المجتمع والدولة.
الاردن يعيش أزمة غير مسبوقة، فما جرى من تفكيك وقتل للبيروقراط، فالفساد وقوى البزنس أطاحت بكل خيارات الدولة نحو التقدم.
في مراجعة اجتماعية لراتب الموظف الاردني فالكل تحت خط الفقر ومن جيوش الجوعى. الراتب الشهري بالمنظور الاجتماعي لا الاقتصادي لا يكفي للحاجات البيولوجية، طعام وشراب وملابس ومأوى.
الاقتصادية الليبرالية لم تكف يدها الضريبية عن أجور الموظفين رغم انكماشها وضعف قوتها المعيشية.
فالاجدر من هنا قبل البدء بإصلاح والتفكير بتحرير طبقة ذوي الاجور المحدودة وحماية استهلاكها من دورة الضرائب المجحفة واللاعدالة، حتى نحمي البيروقراط