الاستشراق الجديد ... الذراع الاستخباراتي الغربي
محمد عبدالقادر ربابعة
جو 24 : " فعلى كل منا عندما يسهم بتحبير مقال او القاء خطبة ان يتسائل بصراحة " الى ماذا ارمي؟ أتراني أضيف بمقالتي الى هذه الفوضى الفكرية ... فأزيد في بلبلة أمتي وإضطرابها الفكري، ام انني اعمل لتوجيه قوى هذه الامة العقلية، نحو فكرة صائبة او عقيدة واضحة؟". قسطنطين زريق ... ( الادب التوجيهي وحاجتنا اليه ).
ياتي اخياري لهذا الموضوع من باب الاولى في معالجة القضايا الهامة التي يجب التنبه اليها والتنبيه منها. فيعد الاستشراق احد حقول المعرفة البالغة الاهمية وذات التقدير المميز لمن يشتغل به لدى الدوائر الغربية المختلفة، سواء الاوروبية منها او الامريكية. وحتى اليابانية والكورية وغيرها. ودون الدخول في الجدل الدائر حول المفهوم ومدلولااته، الا انني ارى ان الاستشراق هو ذلك التيار الفكري الذي يتمثل في اجراء الدراسات المختلفة عن الشرق الاسلامي، والتي تشمل حضاراته واديانه وادابه ولغاته وثقافته. مما ساهم هذا التيار في صياغة التصورات الغربية عن الشرق عامة وعن العالم الاسلامي بصورة خاصة، معبرا عن الخلفية الفكرية للصراع الحضاري بينهما. وانني لن اتررد في اطلاق علم على الاستشراق لما يتمييز به هذا الجانب من المعرفة الانسانية من تطور سريع وبالغ في اساليبه وادوادته، من جهة و لما يشكله من نشاطا بحثيا وفكريا غربيا من جهة اخرى.
وقد اكتسب هذا العلم مكانة مميزة لدى الغرب، في مرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وبدايات الحديث عن النظام العالمي الجديد، وقد كان للمستشرقين دورا في تقديم تفسيرات بالغة الاهمية وتصورات لما هو قادم، هل هي وفق صدام الحضارت والذي اصبح في مرحلة تالية حوار الحضارات. ام انها نهاية التاريخ وسيادة الايديولوجية الراسمالية وسيطرتها لحكم والتحكم في النظام الدولي. وما تلاها من الحديث عن العولمة وسيادة الثقافة الراسمالية الاستهلاكية الامريكية للعالم وعلى باقي الحضارات ان تقف موقف المتلقي والمستهلك في مقابل الاكتساح والطوفان الثقافي القادم.
ما يهمنا في الامر، ان الاستشراق قديما كان يتم من خلال البعثات الاستكشافية التي كانت ترسل من اجل الدراسة والبحث والدراسة والتمحيص في كافة المجالات الفكرية والثقافية والاعتقادية والمعيشية للمجتمعات محط الدراسة من خلال افراد او البعثات الاستشراقية. وللاستشراق دوافع دينية، دوافع اقتصادية، علمية. من خلال ادوات ووسائل اهمها، تاليف الكتب، الترجمة والنشر، عقد المؤتمرات، النشاط الاكاديمي، النشر الصحفي وغيرها.
كل ما سبق لم يكن الا مقدمة لما اريد ان اصل اليه الى ان الاستشراق تطور بشكل كبير ولافت للنظر خلال العشر سنوات الفائته، فتجد ان احد الاليات الجديدة للاستشراق تتمثل في الطلبة الذين قدموا من دول متعددة للدراسة في الجامعات الاردنية ومراكز اللغات فيها، ولعل مشاهدتنا لاعداد كبيرة منهم في الاردن خلال العامين الماضيين تتعلق بالامن والاستقرار في الاردن اكثر منها في الدول العربية المجاورة. هؤلاء الطلبة الهدف من قدومهم كما هو معلن، هو تعلم اللغة العربية، ودراسة التراث والحياة. وطريقة تعلمهم لها ياتي من خلال مراكز اللغات والطلاب في الجامعات الاردنية الذين هم من منابع وخلفيات اجتماعية متنعددة ومتنوعة، فتجدهم مع الطلبة سواء اكانوا ابناء المدن او القرى او المخيمات، فارتباطهم بصداقات مع الطلبة ومجالستهم ومخالطتهم لهم معظم الوقت هو لاكتساب اللغة، ونجدهم بزيارات متعددة لاماكن سكن واقامة الطلبة، وقيام هؤلاء المستشرقين بتسجيل كل شاردة وواردة. وملاحظة ادق التفاصيل والسؤال عنها.
والاهم من كل ذلك تجدهم في كل مكان، يبحثون في المكتبات مثلا حول اشياء بالغة الدقة والحساسية، فمن خلال متابعتي لمكتبة الجامعة الاردنية، في احد المرات قدم الى قاعة الرسائل ما يزيد عن 10 طلاب، بشكل متفرق، وكانت الاسئلة تدور حول اذا كان هنالك رسائل جامعية حول المخيمات الفلسطينية في الاردن، وحول اعداد المقيمين بها، والمساعدات التي قدمت لهم من الحكومة الاردنية، والمساعدات الدولية وغيرها، وهذه الحادثة كانت في الوقت الذي بداء فيه الربيع العربي في الاردن، وما اصبحنا نشاهده من تنظيم للاحتجاجات والاعتصامات وغيرها. اشياء لا تستطيع ان تشك لوهلة هدفهم منها، لكن الحياة يجب ان تعلمنا بان الاشياء يجب ان لا تمر مرور الكرام وانما يجب علينا الانتباه، وعدم ابقاء الاشياء تمر على السبحانية كما هي حال الامة منذ قرون طوال خلت .
الامر الثاني، وجود كم كبير من مراكز الدراسات والابحاث تحت مسميات عديدة منها ما يتعلق بدراسات الانسان وحقوقه، ومنها ما يتعلق بالمجتمع المدني ومؤسساته، ومنها ما يتعلق بدراسات المرأة وحقوق الاقليات وحدث ولا حرج عن المسميات الشرقية والغربية...، وهذه المراكز ارتبطت باشخاص او جماعات واعتمدت على التمويل الخارجي لاقامة ما يحلو لك ان تعد وان تحصي، من المؤتمرات، الندوات، الدورات واللقاءات وغيرها.
هذه المراكز ارتبطت منذ البداية بمراكز دراسات ومنظمات رسمية واهلية اجنبية هدفها بالدرجة الاولى اختراق هذه المجتمعات من خلال تلك المراكز بهدف تحقيق غايات غربية اهمها، اجراء البحوث والدراسات التي تعزز جوانب النقص الحاصل عندهم في المعلومات حول المجتمع وتقسيماتها وعوامل القوة والضعف فيه، بالاضافة الى تعزيز عوامل الفرقة والانقسام بين مكوناته لابرازها وتركيزها للعمال التي تزيد من ذلك.
كما ان هذه المراكز التي فضحتها التجارب العربية التونسية والمصرية واليمنية والبحرينية، من وجود مراكز في دول عربية واجنبية كانت تنظم لقاءات تحت مسميات تتعلق باثارة الفتن في المجتمعات التي كانت تعيش بامن وسلام، وذلك بتعليمهم على فنون التظاهر، والاعتصامات، واثارة الرأي العام، وغيرها التي جاء بها الربيع العربي الينا منذ عام ونيف. وعندما اقدمت الشقيقة الجمهورية المصرية بقرار سيادي يتعلق بالرقابة على تلك المؤسسات والمراكز قامت الدنيا ولم تقعد على الادارة العسكرية التي اتخذت القرار.
وقد كان للقرار الذي اتخذ من قبل عدد من المراكز بايقاف نشاطاتها نهائيا بسبب اعتمادها على التمويل الاجنبي لمشاريعها البحثية خلال الفترة الماضية، والسعي لبدء مرحلة جديدة تعتمد على التمويل الداخلي مستقبلا. فهل يعود اصحاب هذه المراكز الى الشعور بالوطنية والغيرة على مصلحة الاردن وعدو التعامل بانانية من اجل اضافة مبالغ مالية لارصدتهم ومن حولهم متاجرة بالعباد ومصير البلاد. فهل تفيق العقول والضمائر في هؤلاء ويكفوا عن جعلنا سلعة تكتز جيوبهم جراء المتاجرة بنا.
اما القضية الثالثة، فهي الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة انطلاقا من البريد الالكتروني، والفيس بوك، والتويتر، وغيرها من المواقع التي نتبادل من خلالها الافكار والنقاشات ونطرح المواضيح وتجد التحليلات والتعليقات من هنا وهنالك، وظهر المدونون والمدونات من مختلف البلاد، ووجود مئات الالاف من الاعضاء، والملايين. اليس هذا الامر قد صمم ليخدم الدوائر الغربية البحثية ان كان لديهم اي ذرة من حسن النوايا اتجاهنا في هذه البلاد التي تعاني والحمد لله من مشاكل لها بداية ولا ندري اين تحط بنا الاقدار في النهاية.
فقد دخلت شبكت الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي كل البيوت وحتى جيوبنا من خلال الهواتف سواء اكانت الذكية منها او الغبية، واصبحت اسرارنا ومشاكلنا وهمومنا مسجلة لدى الدوائر الغربية صغيرها وكبيرها. الهام منها او التافه.
وقد كان لتسريبات ويكليكس التي حدثت في العام الماضي اثر كبير في فضح الكثير من القضايا التي تهمنا نحن في الاردن، وزيارات الحج المبارك الى السفارة الامريكية، والمكاتبات المختلفة ما بين السفارة ومقر الحج الاكبر في بلاد العم سام، لزيارات كان يقوم بها علية القوم من هم بمواقع رسمية او بصفة اعتبارية شخصية، لان السفارة ترغب بالتشاور مع هذه الشخصيات حول وضع البلاد والعباد.
الا يعتبر الحج الى هذه السفارات لاسباب مثل التي ذكرت خيانة لهذا البلد واهله؟ وهل السفارات تحرص على مصالح الشعب من خلال استقبالها لهؤلاء؟ ام انها تبحث عن بدائل في حال ان حدث امر لا يحمد عقباه في مرحلة لاحقة؟ وهل السفارات بخروجها الى المجتمع ولقائها المعارضة نوع من التهدئة ام انه نوع من التصعيد؟ وازعاج لصانع القرار؟؟؟!!!
ياتي اخياري لهذا الموضوع من باب الاولى في معالجة القضايا الهامة التي يجب التنبه اليها والتنبيه منها. فيعد الاستشراق احد حقول المعرفة البالغة الاهمية وذات التقدير المميز لمن يشتغل به لدى الدوائر الغربية المختلفة، سواء الاوروبية منها او الامريكية. وحتى اليابانية والكورية وغيرها. ودون الدخول في الجدل الدائر حول المفهوم ومدلولااته، الا انني ارى ان الاستشراق هو ذلك التيار الفكري الذي يتمثل في اجراء الدراسات المختلفة عن الشرق الاسلامي، والتي تشمل حضاراته واديانه وادابه ولغاته وثقافته. مما ساهم هذا التيار في صياغة التصورات الغربية عن الشرق عامة وعن العالم الاسلامي بصورة خاصة، معبرا عن الخلفية الفكرية للصراع الحضاري بينهما. وانني لن اتررد في اطلاق علم على الاستشراق لما يتمييز به هذا الجانب من المعرفة الانسانية من تطور سريع وبالغ في اساليبه وادوادته، من جهة و لما يشكله من نشاطا بحثيا وفكريا غربيا من جهة اخرى.
وقد اكتسب هذا العلم مكانة مميزة لدى الغرب، في مرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وبدايات الحديث عن النظام العالمي الجديد، وقد كان للمستشرقين دورا في تقديم تفسيرات بالغة الاهمية وتصورات لما هو قادم، هل هي وفق صدام الحضارت والذي اصبح في مرحلة تالية حوار الحضارات. ام انها نهاية التاريخ وسيادة الايديولوجية الراسمالية وسيطرتها لحكم والتحكم في النظام الدولي. وما تلاها من الحديث عن العولمة وسيادة الثقافة الراسمالية الاستهلاكية الامريكية للعالم وعلى باقي الحضارات ان تقف موقف المتلقي والمستهلك في مقابل الاكتساح والطوفان الثقافي القادم.
ما يهمنا في الامر، ان الاستشراق قديما كان يتم من خلال البعثات الاستكشافية التي كانت ترسل من اجل الدراسة والبحث والدراسة والتمحيص في كافة المجالات الفكرية والثقافية والاعتقادية والمعيشية للمجتمعات محط الدراسة من خلال افراد او البعثات الاستشراقية. وللاستشراق دوافع دينية، دوافع اقتصادية، علمية. من خلال ادوات ووسائل اهمها، تاليف الكتب، الترجمة والنشر، عقد المؤتمرات، النشاط الاكاديمي، النشر الصحفي وغيرها.
كل ما سبق لم يكن الا مقدمة لما اريد ان اصل اليه الى ان الاستشراق تطور بشكل كبير ولافت للنظر خلال العشر سنوات الفائته، فتجد ان احد الاليات الجديدة للاستشراق تتمثل في الطلبة الذين قدموا من دول متعددة للدراسة في الجامعات الاردنية ومراكز اللغات فيها، ولعل مشاهدتنا لاعداد كبيرة منهم في الاردن خلال العامين الماضيين تتعلق بالامن والاستقرار في الاردن اكثر منها في الدول العربية المجاورة. هؤلاء الطلبة الهدف من قدومهم كما هو معلن، هو تعلم اللغة العربية، ودراسة التراث والحياة. وطريقة تعلمهم لها ياتي من خلال مراكز اللغات والطلاب في الجامعات الاردنية الذين هم من منابع وخلفيات اجتماعية متنعددة ومتنوعة، فتجدهم مع الطلبة سواء اكانوا ابناء المدن او القرى او المخيمات، فارتباطهم بصداقات مع الطلبة ومجالستهم ومخالطتهم لهم معظم الوقت هو لاكتساب اللغة، ونجدهم بزيارات متعددة لاماكن سكن واقامة الطلبة، وقيام هؤلاء المستشرقين بتسجيل كل شاردة وواردة. وملاحظة ادق التفاصيل والسؤال عنها.
والاهم من كل ذلك تجدهم في كل مكان، يبحثون في المكتبات مثلا حول اشياء بالغة الدقة والحساسية، فمن خلال متابعتي لمكتبة الجامعة الاردنية، في احد المرات قدم الى قاعة الرسائل ما يزيد عن 10 طلاب، بشكل متفرق، وكانت الاسئلة تدور حول اذا كان هنالك رسائل جامعية حول المخيمات الفلسطينية في الاردن، وحول اعداد المقيمين بها، والمساعدات التي قدمت لهم من الحكومة الاردنية، والمساعدات الدولية وغيرها، وهذه الحادثة كانت في الوقت الذي بداء فيه الربيع العربي في الاردن، وما اصبحنا نشاهده من تنظيم للاحتجاجات والاعتصامات وغيرها. اشياء لا تستطيع ان تشك لوهلة هدفهم منها، لكن الحياة يجب ان تعلمنا بان الاشياء يجب ان لا تمر مرور الكرام وانما يجب علينا الانتباه، وعدم ابقاء الاشياء تمر على السبحانية كما هي حال الامة منذ قرون طوال خلت .
الامر الثاني، وجود كم كبير من مراكز الدراسات والابحاث تحت مسميات عديدة منها ما يتعلق بدراسات الانسان وحقوقه، ومنها ما يتعلق بالمجتمع المدني ومؤسساته، ومنها ما يتعلق بدراسات المرأة وحقوق الاقليات وحدث ولا حرج عن المسميات الشرقية والغربية...، وهذه المراكز ارتبطت باشخاص او جماعات واعتمدت على التمويل الخارجي لاقامة ما يحلو لك ان تعد وان تحصي، من المؤتمرات، الندوات، الدورات واللقاءات وغيرها.
هذه المراكز ارتبطت منذ البداية بمراكز دراسات ومنظمات رسمية واهلية اجنبية هدفها بالدرجة الاولى اختراق هذه المجتمعات من خلال تلك المراكز بهدف تحقيق غايات غربية اهمها، اجراء البحوث والدراسات التي تعزز جوانب النقص الحاصل عندهم في المعلومات حول المجتمع وتقسيماتها وعوامل القوة والضعف فيه، بالاضافة الى تعزيز عوامل الفرقة والانقسام بين مكوناته لابرازها وتركيزها للعمال التي تزيد من ذلك.
كما ان هذه المراكز التي فضحتها التجارب العربية التونسية والمصرية واليمنية والبحرينية، من وجود مراكز في دول عربية واجنبية كانت تنظم لقاءات تحت مسميات تتعلق باثارة الفتن في المجتمعات التي كانت تعيش بامن وسلام، وذلك بتعليمهم على فنون التظاهر، والاعتصامات، واثارة الرأي العام، وغيرها التي جاء بها الربيع العربي الينا منذ عام ونيف. وعندما اقدمت الشقيقة الجمهورية المصرية بقرار سيادي يتعلق بالرقابة على تلك المؤسسات والمراكز قامت الدنيا ولم تقعد على الادارة العسكرية التي اتخذت القرار.
وقد كان للقرار الذي اتخذ من قبل عدد من المراكز بايقاف نشاطاتها نهائيا بسبب اعتمادها على التمويل الاجنبي لمشاريعها البحثية خلال الفترة الماضية، والسعي لبدء مرحلة جديدة تعتمد على التمويل الداخلي مستقبلا. فهل يعود اصحاب هذه المراكز الى الشعور بالوطنية والغيرة على مصلحة الاردن وعدو التعامل بانانية من اجل اضافة مبالغ مالية لارصدتهم ومن حولهم متاجرة بالعباد ومصير البلاد. فهل تفيق العقول والضمائر في هؤلاء ويكفوا عن جعلنا سلعة تكتز جيوبهم جراء المتاجرة بنا.
اما القضية الثالثة، فهي الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة انطلاقا من البريد الالكتروني، والفيس بوك، والتويتر، وغيرها من المواقع التي نتبادل من خلالها الافكار والنقاشات ونطرح المواضيح وتجد التحليلات والتعليقات من هنا وهنالك، وظهر المدونون والمدونات من مختلف البلاد، ووجود مئات الالاف من الاعضاء، والملايين. اليس هذا الامر قد صمم ليخدم الدوائر الغربية البحثية ان كان لديهم اي ذرة من حسن النوايا اتجاهنا في هذه البلاد التي تعاني والحمد لله من مشاكل لها بداية ولا ندري اين تحط بنا الاقدار في النهاية.
فقد دخلت شبكت الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي كل البيوت وحتى جيوبنا من خلال الهواتف سواء اكانت الذكية منها او الغبية، واصبحت اسرارنا ومشاكلنا وهمومنا مسجلة لدى الدوائر الغربية صغيرها وكبيرها. الهام منها او التافه.
وقد كان لتسريبات ويكليكس التي حدثت في العام الماضي اثر كبير في فضح الكثير من القضايا التي تهمنا نحن في الاردن، وزيارات الحج المبارك الى السفارة الامريكية، والمكاتبات المختلفة ما بين السفارة ومقر الحج الاكبر في بلاد العم سام، لزيارات كان يقوم بها علية القوم من هم بمواقع رسمية او بصفة اعتبارية شخصية، لان السفارة ترغب بالتشاور مع هذه الشخصيات حول وضع البلاد والعباد.
الا يعتبر الحج الى هذه السفارات لاسباب مثل التي ذكرت خيانة لهذا البلد واهله؟ وهل السفارات تحرص على مصالح الشعب من خلال استقبالها لهؤلاء؟ ام انها تبحث عن بدائل في حال ان حدث امر لا يحمد عقباه في مرحلة لاحقة؟ وهل السفارات بخروجها الى المجتمع ولقائها المعارضة نوع من التهدئة ام انه نوع من التصعيد؟ وازعاج لصانع القرار؟؟؟!!!