اللاهون بحياتنا!
فريهان الحسن
جو 24 : شاحنة كبيرة يقود سائقها بسرعة جنونية، قبل أيام، في شوارع عمان المكتظة أصلاً، حتى ليكاد يبدو محتماً تسببه في حادث سير يودي بحياة العشرات! كأنما هو في حلبة سباق، يحاول المرور بتهور بين المركبات، ويكاد يصدمها، وبحيث لم يعد من خيار لمن حوله إلا "الفرار!" نجاة بأرواحهم!
هل يكفي مثل هذا الاستهتار استفزازاً؟! ربما، لكن المضحك المبكي في آن، هي تلك العبارة المكتوبة على تلك الشاحنة: "كيف ترى قيادتي؟"! وقد كان بودّي أن أوقفه لأقول له: قيادتك أسوأ ما تكون.. شخص مثلك لا يأبه بحياة الناس ولا بحياته، يستحق تطبيق أقصى عقوبة بحقه.
كذلك، فإن هذا المشهد ليس فريداً في حياتنا اليومية، نختبره استثناء. فشوارعنا تمتلئ بسائقين متهورين يمكن أن يفقدوا حياتهم بلحظة، ويتسببوا بموت غيرهم؛ فقط بسبب طيش وسرعة زائدة، لا ينمان إلا عن استهتار بالأرواح بلغ ذروته.
فقبل أيام أيضاً، كان سائق باص مدرسة يعج بطلبة في عمر الزهور، يقود بسرعة جنونية فاردا "عضلاته القيادية"، غير مبال بأرواح من معه من طلبة لا ذنب لهم سوى وجودهم مع رجل طائش متهور، لا تعني له حياة الآخرين شيئا!
ممارسات قاتلة على الطريق نراها في كل يوم، يرتكبها متباهون بمهاراتهم الفردية، مع ظنهم أن الجميع معجب بلعبهم ولهوهم بحياتهم وحياة غيرهم. لكن إن خرجوا مرة أو اثنتين بسلام، فإن عواقب مرات أخرى لن تكون السلامة دائما.
مشهد آخر جديد بتنا نراه في شوارعنا، وهو الدراجات النارية المتواجدة بكثرة، والتي تبعث بصوت انفجار كبير لدى مرورها قرب نافذة أي مركبة. وعلى الأغلب، يقود هذه الدراجات فتية يستعرضون فنونا ربما استوردوها من أفلام "الآكشن"؛ فيمرون من بين المركبات بحركات التفافية، ويقودون بأقصى سرعة، غير مبالين بأحد.
اللعب بأرواح البشر، وتجاهل كارثية الممارسات الخاطئة في القيادة، يُنذران بكوارث حقيقية. فأطفالنا على الطريق مهددون، وكبار السن قد يكون لزاما عليهم عدم قطع شارع، بل وحتى السير على الرصيف، لأن "مجانين" القيادة اللاهين بحياتنا كثر في مجتمعنا.
لسنا بصدد المطالبة بأكثر من تطبيق قانون رادع على المخالفين، عبر تشريعات فاعلة حازمة، تقوم على غرامات مؤلمة، وحتى الحرمان من القيادة، وهي كلها عقوبات لا تعادل شيئاً أمام حقنا في حياة آمنة على الطريق.
فالمشكلة أن كثيرا من السائقين، ويفترض أن جميعهم، يعلمون جيدا قوانين السير وقواعده، لكنهم لا يأبهون بها، لعدم وجود مساءلة حقيقية رادعة، تمنعهم من ممارسة فنون ومهارات القيادة نحو الموت في الشوارع.
ولكل عشاق و"مجانين" القيادة، فإن هناك ساحات مخصصة لـ"الراليات"، ليس بينها حتماً الشوارع العامة التي تخضع ابتداء لمبدأ أن "القيادة فن وذوق وأخلاق".
خلال أعوام مضت، فقدنا آلاف الأبرياء من الأقارب والأصدقاء والأحباء، نتيجة حوادث سير، فهل يعقل أن نستمر في دفع آلام وأحزان وحسرات لا يمحوها الزمان، ثمن فرحة عابرة للاهين بحياتنا؟!
الغد
هل يكفي مثل هذا الاستهتار استفزازاً؟! ربما، لكن المضحك المبكي في آن، هي تلك العبارة المكتوبة على تلك الشاحنة: "كيف ترى قيادتي؟"! وقد كان بودّي أن أوقفه لأقول له: قيادتك أسوأ ما تكون.. شخص مثلك لا يأبه بحياة الناس ولا بحياته، يستحق تطبيق أقصى عقوبة بحقه.
كذلك، فإن هذا المشهد ليس فريداً في حياتنا اليومية، نختبره استثناء. فشوارعنا تمتلئ بسائقين متهورين يمكن أن يفقدوا حياتهم بلحظة، ويتسببوا بموت غيرهم؛ فقط بسبب طيش وسرعة زائدة، لا ينمان إلا عن استهتار بالأرواح بلغ ذروته.
فقبل أيام أيضاً، كان سائق باص مدرسة يعج بطلبة في عمر الزهور، يقود بسرعة جنونية فاردا "عضلاته القيادية"، غير مبال بأرواح من معه من طلبة لا ذنب لهم سوى وجودهم مع رجل طائش متهور، لا تعني له حياة الآخرين شيئا!
ممارسات قاتلة على الطريق نراها في كل يوم، يرتكبها متباهون بمهاراتهم الفردية، مع ظنهم أن الجميع معجب بلعبهم ولهوهم بحياتهم وحياة غيرهم. لكن إن خرجوا مرة أو اثنتين بسلام، فإن عواقب مرات أخرى لن تكون السلامة دائما.
مشهد آخر جديد بتنا نراه في شوارعنا، وهو الدراجات النارية المتواجدة بكثرة، والتي تبعث بصوت انفجار كبير لدى مرورها قرب نافذة أي مركبة. وعلى الأغلب، يقود هذه الدراجات فتية يستعرضون فنونا ربما استوردوها من أفلام "الآكشن"؛ فيمرون من بين المركبات بحركات التفافية، ويقودون بأقصى سرعة، غير مبالين بأحد.
اللعب بأرواح البشر، وتجاهل كارثية الممارسات الخاطئة في القيادة، يُنذران بكوارث حقيقية. فأطفالنا على الطريق مهددون، وكبار السن قد يكون لزاما عليهم عدم قطع شارع، بل وحتى السير على الرصيف، لأن "مجانين" القيادة اللاهين بحياتنا كثر في مجتمعنا.
لسنا بصدد المطالبة بأكثر من تطبيق قانون رادع على المخالفين، عبر تشريعات فاعلة حازمة، تقوم على غرامات مؤلمة، وحتى الحرمان من القيادة، وهي كلها عقوبات لا تعادل شيئاً أمام حقنا في حياة آمنة على الطريق.
فالمشكلة أن كثيرا من السائقين، ويفترض أن جميعهم، يعلمون جيدا قوانين السير وقواعده، لكنهم لا يأبهون بها، لعدم وجود مساءلة حقيقية رادعة، تمنعهم من ممارسة فنون ومهارات القيادة نحو الموت في الشوارع.
ولكل عشاق و"مجانين" القيادة، فإن هناك ساحات مخصصة لـ"الراليات"، ليس بينها حتماً الشوارع العامة التي تخضع ابتداء لمبدأ أن "القيادة فن وذوق وأخلاق".
خلال أعوام مضت، فقدنا آلاف الأبرياء من الأقارب والأصدقاء والأحباء، نتيجة حوادث سير، فهل يعقل أن نستمر في دفع آلام وأحزان وحسرات لا يمحوها الزمان، ثمن فرحة عابرة للاهين بحياتنا؟!
الغد