التشويش الاسرائيلي في الرأي العام الاردني .
مأمون المساد
جو 24 :
ليس بجديد على الماكنة الصهيونية ممارسة التشويش وبث رسائل سلبية ومشككة تجاه الاردن وقيادته ومواقفه المعلنة على مدى عقود من الزمن ، عرفه القاصي والداني ، تنبع من ايمانه بالحق العربي والاردني والفلسطيني ، والرافض لاي مساومة على ما أقرته الشرعية التاريخية والدينية والدولية ، والتي ينقلها جلالة الملك عبدالله الثاني الى كل المنابر العالمية والاقليمية والمحلية بلغة واضحة غير قابلة للتشكيك، والتي يدفع ثمنها في الاردن اقتصاديا وسياسيا بفعل اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الامريكية والعالم .
اسرائيل وعبر بوابة حكومتها اوجدت وزارة الشؤون الإستراتيجية والإعلام (وهي وزارة غير تقليدية تديرها مجموعة من ضباط الاستخبارات بقيادة جلعاد أردان إلى جانب منصبه وزيرا للأمن) مهمتها الدعاية الإعلامية، وتجنيد الناشطين الإعلاميين فيها، وتوحيد جهود مؤيدي إسرائيل عبر منصة واحدة، فضلا عن إمدادهم بالخطط والأدوات اللازمة تجاه صراعها مع العربي والاردني والفلسطيني ،واعتمدت إسرائيل على جهود المنظمات الدعائية في مواجهة حملات المقاطعة العالمية، مشكلة منها جيشا آخر ذخيرته الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
يكفي ان أشير في مادتي هذه ان اسرائيل بعضا من الارقام التي تدلل على حجم الانفاق الاسرائيلي على الدعاية الموجهة الى كل من يخالفها رأياً وموقفا ، فخلال العام 2018 بلغ الانفاق قرابة نصف مليار دولار ، تنوعت بين شراء مقالات وتغطيات صحفية باللغة الإنجليزية ولغات أوروبية ، واستهدفت حوالي 158 مليون حساب باللغة العربية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ، وقد لا يغيب عن القارئ العربي ادراجات وتعليقات أوفير - جندلمان الناطق باللغة العربية بلسان رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، والناطق باسم الجيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي الذي يتجول في حسابات مواقع التواصل الاجتماعي العربية ، متدثرا بثوب الناسك والواعظ الذي يدرج التهاني والتبريكات في المناسبات ، ويبرر مواقف اسرائيل وجيشها وعدوانيتهم ،كحمل وديع .
لابد من الاعتراف اليوم ان العتاد الاسرائيلي الاعلامي بما يملك من قوة مادية ونفوذ وحضور في الساحات الاعلامية العربية والعالمية يُبنى على اسس تحتاج الى مواجهة بذات القوة ، فالمعركة الاعلامية لا تقل شأننا عن المعركة العسكرية ، وهو ما يرتب انطلاق المؤمنيين بالحق والشرعية الفلسطينية والعربية والانسانية نحو مواجهة هذه الحرب الاعلامية المعلنة بالقوة ذاتها ولا بأس من ذات الاساليب المتبعة والا فإن المعركة الصمود ومعركة البقاء مهددة امام ماكينة الاعلام الاسرائيلي ، وعلى مُستقبل الرسائل ان يعي قذارة رسائلهم وخبثها .