الاحزاب السياسية / هل ستستفيق
وصفي عبيدات
جو 24 :
الاردن وكغيره من الدول المتراجعة ديمقراطيا يزخر بالتنافس المفقود بين اكثر من خمسين حزب مرخص ، وما زالت الفقاسة ترمي بزخم احزابا جديده وحوصلتها متروسه بأوراق اعتماد اعداد من الاحزاب قد تزيد عما هو مرخص .
هذه الاعداد تثير جدلا واسعا بين الاوساط الشعبية والنخب السياسية وغيرهم عن ماهية هذه الاحزاب واهدافها ورسالتها وبرامجها وخططها الاستراتيجية وهو جدل مبرر ومشروع ، فالاردن منذ سنوات وهو يمر بأزمات اقتصادية وتراجح في الادارة والسياسة ولم يشعر الاردنيون ان هناك من يواجه هذه التراجع ببرامج اصلاحية حقيقية ، اذ لم نرى حزبا يحمل على عاتقه الدفاع عن الوطن والشعب من تبعات هذا التردي وهذه السياسات التي اتخمت الموازنه بعجز متزايد في ظل عجز الحكومات المتعاقبة على وضع موازنات حقيقية لمعالجة التدهور المستمر خاصة بوجود مجالس برلمانية تلتقط ارزاقها على قوت الاردنيين من خلال المنافع والمكاسب التي يحصل عليها الكثير من ممثلي الشعب مقابل تمرير الموازنه بمشاريعها الوهمية والتي يكون معظمها حبر على ورق اذ لم يحصل ان ارفقت الحكومات خطط وبرامج التنفيذ مع الموازنات فالاصل في اقرارها ان يكون مبنيا على برامج وخطط واقعية ومدروسة من ناحية الجدوى الاقتصادية التي تظهر التحسن على المديونية والتغلب على العجز الذي اصبح كالبسملة قبل كل سورة من سور القرآن .
الاحزاب السياسية بعضها يحتضر وسيموت اذا ما اقر النظام المالي للاحزاب وبعضها الآخر اصبح عقارا غير منقول لشخص او اشخاص بعينهم والقلة القليلة التي تدعي انها احزاب وطنية تحمل فكرا جديدا وانها احزاب برامجية .
للاسف فإن الاحزاب الاردنية بأصنافها الثلاث لا ترتقي الى المستوي الذي يستحق ان نقول عنها انها احزاب ، ولي مبرراتي في ذلك :
١- من المعروف تارخيا ان الاحزاب هي التي تتولى راية الدفاع عن حقوق الشعب خاصة بعد ان انضمينا لقافلة المدنية والعلمانية بكل اشكالها ولم يعد هناك حاكم اسلامي يعمل على ضمان حقوق الشعب
٢- الاحزاب السياسية هي التي تقود حراكات المعارضة للحكومة في حالة تغول الاخيرة على حقوق الشعب وعلى قوته ، لكن للاسف الاحزاب الاردنية احزاب خرساء لا تتكلم لا داخل حجر احزابها .
٣- حرص الاحزاب على المحافظة على سمعتها وعلاقتها مع الحكومات افقدها قوّتها وخسّرها فكرها .
٤- غياب الاحزاب بكليّتها ولا استثني احدا عن قيادة المظلومين والمسخمين والمسحوقين من هذا الشعب الذي اصبح معظمه تحت درجة الفقر والفاقة
٥- اكتفاء الاحزاب وتنافسها على السبق باصدار البيانات ما افقدها هيبتها عند عموم الشعب الاردني بحيث يعد هناك ثقة عندهم بهذه الاحزاب
٦- حتى البيانات للتي تصدرها الاحزاب لا يقرؤها زيادة عن قيادتها الا نفر قليل جدا من المعنيين والمهتمين .
٧- اعتقاد القوة بالنفس وان الحزب هو الاقوى وهو الأجدر على الريادة شكّل حالة من الارتكان وبالتالي التثاقل في الحركة
٨- تعمل الاحزاب على طريقة رفع العتب اذ تقوم احيانا وعلى استحياء برفع مذكرة غير ملزمه للحكومة ولا تحاول متابعة مطلوبها فتذهب في غياهب الجب ، ولعلّ الشاهد على ذلك رفع تجمع احزاب يزيد عن ٥٠% من مجموع الاحزاب الاردنية" من ضمنها الحزاب الاقوى والاميز " تصور واقتراح لمشروع انتخاب جديد ، وبه اعتبرت نفسها انها انجزت المهمة دون متابعة حثيثة وفرض حالة الحوار والنقاش مع الحكومة لاقناعها بهذا الاقتراح واثره على الاصلاح العام في الدولة ، ما جعل الاخيرة تستخف بكل الاحزاب وتضع مقترحها في سلة مهملاتها
٨- كان الاصل ان تقوم الاحزاب باجراءات ضاغطة على الحكومة لاجبارها النظر في مقترحها خاصة ، لا ان تجلس تندب حظها وتشكو تسلط الحكومة عليها .
امام هذا الواقع الضعيف والهزيل للاحزاب لن يكون لها اي دور اصلاحي لا في السياسة ولا في الاقتصاد وستستمر في غفوتها تنتظر غائبا بعيدا قد لا يأتي لإيقاظها .