jo24_banner
jo24_banner

المال السياسي ..... الفساد السياسي ....... الرشوة الانتخابية

وصفي عبيدات
جو 24 :
مع اعلان الهيئة المستقلة للانتخاب تحديد موعد الانتخابات بدأت تحركات المرشحين تنشط في زيارة الناخبين لنيل اصواتهم .
اريد ان اركز هنا على قضية مهمة وخطيرة في عملية الترويج والدعاية الانتخابية الا وهي الرشوة الانتخابية .
" ان الرشوة الانتخابية هي الفائدة او العطية او الهبة او الوعد التي يكون الغرض منها الإخلال بحرية التصويت من حيث التأثير على ارادة الناخب لحمله على انتخاب مرشح معين او الامتناع عن التصويت بما يشكل إخلالا بالعملية الانتخابية .
ان سيطرة المال على مقدرات العملية الانتخابية وعلى كافة أطرافها هي آفة بالغة الخطورة والجسامة على سلامة التمثيل النيابي للامة وعلى مصداقية تعبير أفرادها عن إرادتهم. فلم يعد المال أمرا حيويا لإدارة الحملات الانتخابية من جانب تمويل نفقاتها وانما اصبح سلاحا خطيرا للتأثير وسلب إرادة الناخبين وتوجيههم نحو تأييد حزب بعينه او مرشح او قائمة بعينها سواء استخدم هذ السلاح الملوث بالقذارة من قبل المرشح نفسه او من قبل أنصاره ومؤيديه لا فرق.
ولم يعد الامر يقتصر على التأثير على إرادة الناخب فحسب ، وانما يتجاوز ذلك التأثير على إرادة المرشح ذاته ليصبح فريسة لتلك الآفة بحيث يدين المرشح بالولاء لمن ينول حملته وبذلك تتجلى سيطرة جماعات الضغط التي تمتلك النفوذ والمال على مجريات العملية الانتخابية وبالتالي على الحياة النيابية باسرها ومن ثم تتضاءل الفرص او تنعدم امام ذوي المثل والمبادئ العليا المحققة للصالح العام المجردين من سطوة المال او النفوذ لمنافسة تلك القوى الغاشمة لراس المال وسيطرته على نتائج الانتخابات ، فسلطان المال والنفوذ وسيطرتهما اصبح هو الطريق المضمون بالوصول الى قبة البرلمان .
ويزيد من تلك الآفة وتعاظم دورها المتحكم في نتائج الانتخابات أمور ابرزها الفقر والجوع والجهل والبطالة ، وذلك امر طبيعي إذ ان الذي لا يملك قوته وقوت عياله لا يملك قراره وهذا يعد مرتعا خصبا لآفة المال ان تفسد نزاهة الحياة النيابية حيث يقع كثير من الناخبين الذين ينتمون الى ما ذكرت فريسة سائغة امام العروض والعطايا والهبات والوعود الكاذبة في معظمها والخدمات السابقة التي قدمها لهم المرشح او أعوانه او أقاربه فيدلي الناخب بصوته واضعا في اعتباره كابوس تلك العناصر التي تعد ولا ريب بمثابة حبل مشنقة لارادته ."

فيا أيها الساسة ارحموا فقر الفقير وجهل الجاهل ولا ترقصوا على جراح العاطل عن العمل
ارحمونا أيها الساسة ودعونا نختار من يخاف الله فينا وفي بلدنا العظيم.
وانت إخي الناخب اعلم ان كل اشكال العطايا مالية كانت او معنوي او وعد بوظيفة او منصب فانه يقع تحت جريمة الرشوة ولا تنسى قول رسولنا الكريم " الراشي والمرتشي والرائش بينهما في النار" فافعل لآخرتك وانتخب من يخاف الله فيك وانظر الى اخرتك ولا تبيعها بالدنيا فالدنيا فانية والآخرة باقية .
لك الله اردننا فانت معنا ونحن معك فسوف يأتي يوم نختار من لا يغتصب حريتنا وعقولنا
تابعو الأردن 24 على google news