المجاملة المفضوحة في المناهج ...والقرآن الغالب..
د.محمد علي العكور
جو 24 :
لقد ورد في الأثر أن أحمق الناس من باع دينه بدنيا غيره...وأعوذ بالله من هذه الحماقة ، وأرجو لكل مسلم النجاة منها...
نتفهّم أن يداري بعضنا بعضا ، ونجامل لنضمن دوام علاقاتنا والود بيننا .لكننا وبأي عذر كان لا يحق لنا قطعا أن نجامل اعتداءً على كتاب الله ، وتسوّرا لمحراب دلالاته التي لا تقبل التأويل خارج سياقها العقدي الراسخ...
صحيح أن النصارى جيراننا ، وأصدقاؤنا ، وشركاؤنا في المجتمع ،لهم احترامهم وحقوقهم ، وصحيح أن الله جعلهم أقرب الناس مودة للذين آمنوا ، لكن ليس صحيحا أبدا أن تخالف منطوق الآية القرآنية ، لتلعب بمصير الذين جعلوا المسيح ابن الله ، وهدّدهم الله بالعذاب والثبور ، وتجعل حكم الله قابلا للاحتمالات التي تسعى إلى ترسيخها الحداثةُ المائعة ، والفكرُ السائح في خَبَار الأكاذيب...
وإذا كانت متطلبات العولمة ، ومستلزمات إرضاء النظام العالمي الماسوني أن نحرّف الكلم عن مواضعه ، فنعترض على حكم الله في النصارى ، ونقدّم رغبة السفارات الصفراء في قلب الحقيقة ، لننشئ جيلا مبتورا ، يحمل نصف عقيدة ، وربع يقين ، وشيئا من عبادات مزعزعة المرجعية ، إذا كان الأمر كذلك ، فعلينا أن نوكلهم بإنتاج إسلام جديد يتوافق مع أهوائهم ، ويكفل مصالحهم في أمان ضياعنا وجهلنا...
أقول لكل من له يدٌ في كتاب التربية الإسلامية : إذا كانت الآية ناطقة بصراحة في مصير هؤلاء ، وهي موجودة في المنهاج ، وهي قوله تعالى: " إنه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار " فهل تقبلون أن تحشروا أنوفكم لتكونوا أنصار الظالمين ، وتحرفوا الدلالة عن مقصدها ، وتحاولوا مجاملة الكافر الذي أساء إلى الله وأشرك بجلاله ، وتتركوا له مساحةً لاحتمال أن يكون مثل المسلم ، ينازعه مكانته في الدنيا ، ومصيرَه في الجِنان....؟ وهل أنتم وكلاء الله توجهّون كلامه كما تشاء السياسة ودهاليزها ، أم أنتم مندوبو ما يسمى- كذبا وزورا - السلام العالمي ، لتجعلوا من رطانة السياسيين فريضة يجب العمل بمقتضاها ، حتى لو خالفتم صريح الآية ..؟
إن القرآن العظيم غالب وليس مغلوبا ، وكل حركات الباطل ليست إلا جُفاء ، فلا تجعلونا آلة لتحريك هذا الجُفاء ، ليكون القرآن ألعوبة بيد السياسة . ولسوف تقفون غدا أمام آياته ، لا تملكون سوى ما تكتبون ، فماذا ستقولون لله إن عاتبكم على مجاملة النصارى على حساب كتابه العظيم ....؟