2025-01-13 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

المجاملة المفضوحة في المناهج ...والقرآن الغالب..

د.محمد علي العكور
جو 24 :







لقد ورد في الأثر أن أحمق الناس من باع دينه بدنيا غيره...وأعوذ بالله من هذه الحماقة ، وأرجو لكل مسلم النجاة منها...
نتفهّم أن يداري بعضنا بعضا ، ونجامل لنضمن دوام علاقاتنا والود بيننا .لكننا وبأي عذر كان لا يحق لنا قطعا أن نجامل اعتداءً على كتاب الله ، وتسوّرا لمحراب دلالاته التي لا تقبل التأويل خارج سياقها العقدي الراسخ...
صحيح أن النصارى جيراننا ، وأصدقاؤنا ، وشركاؤنا في المجتمع ،لهم احترامهم وحقوقهم ، وصحيح أن الله جعلهم أقرب الناس مودة للذين آمنوا ، لكن ليس صحيحا أبدا أن تخالف منطوق الآية القرآنية ، لتلعب بمصير الذين جعلوا المسيح ابن الله ، وهدّدهم الله بالعذاب والثبور ، وتجعل حكم الله قابلا للاحتمالات التي تسعى إلى ترسيخها الحداثةُ المائعة ، والفكرُ السائح في خَبَار الأكاذيب...
وإذا كانت متطلبات العولمة ، ومستلزمات إرضاء النظام العالمي الماسوني أن نحرّف الكلم عن مواضعه ، فنعترض على حكم الله في النصارى ، ونقدّم رغبة السفارات الصفراء في قلب الحقيقة ، لننشئ جيلا مبتورا ، يحمل نصف عقيدة ، وربع يقين ، وشيئا من عبادات مزعزعة المرجعية ، إذا كان الأمر كذلك ، فعلينا أن نوكلهم بإنتاج إسلام جديد يتوافق مع أهوائهم ، ويكفل مصالحهم في أمان ضياعنا وجهلنا...
أقول لكل من له يدٌ في كتاب التربية الإسلامية : إذا كانت الآية ناطقة بصراحة في مصير هؤلاء ، وهي موجودة في المنهاج ، وهي قوله تعالى: " إنه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار " فهل تقبلون أن تحشروا أنوفكم لتكونوا أنصار الظالمين ، وتحرفوا الدلالة عن مقصدها ، وتحاولوا مجاملة الكافر الذي أساء إلى الله وأشرك بجلاله ، وتتركوا له مساحةً لاحتمال أن يكون مثل المسلم ، ينازعه مكانته في الدنيا ، ومصيرَه في الجِنان....؟ وهل أنتم وكلاء الله توجهّون كلامه كما تشاء السياسة ودهاليزها ، أم أنتم مندوبو ما يسمى- كذبا وزورا - السلام العالمي ، لتجعلوا من رطانة السياسيين فريضة يجب العمل بمقتضاها ، حتى لو خالفتم صريح الآية ..؟
إن القرآن العظيم غالب وليس مغلوبا ، وكل حركات الباطل ليست إلا جُفاء ، فلا تجعلونا آلة لتحريك هذا الجُفاء ، ليكون القرآن ألعوبة بيد السياسة . ولسوف تقفون غدا أمام آياته ، لا تملكون سوى ما تكتبون ، فماذا ستقولون لله إن عاتبكم على مجاملة النصارى على حساب كتابه العظيم ....؟
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير