2024-05-20 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

خبز الشعير...والرغيف الغائب....

د.محمد علي العكور
جو 24 :
 ليس في حسابي أي اعتبار لتقسيمات سايكس بيكو ، ولا أعترف بالحدود والهويات الفرعية ، ولا يفصلني ترابٌ هنا أو هناك عن أي أخ لي في العروبة والإسلام ، وأنا أحمل كل الجنسيات العربية المصطنعة استعماريا وسياسيا....
ولكننا بوصفنا أصحاب مكان في هذه الرقعة الجغرافية من العالم العربي والإسلامي ، يحق لنا أن يكون لنا اسم في هذه المعادلة الوجودية ، التي دفعنا ثمن مفرداتها ،دون أن يكون لنا منها نصيب سوى التهليل لكل قادم ، ووداع كل مغادر سيعود....
في بلادي الأردنية ، يسكن كل أبناء العروبة والإسلام ، يفرّ إليها كل مضطهد ، ويلجأ إليها كل من ضاقت به أوطانه . في بلادي يدفع الأردني حياته ومستقبل أبنائه ثمنا لهذا الموقف الوجودوي النبيل المشرف ، وإذا نازعته الآلام فعليه أن لا يشكو ، وعليه أن يكون نبعا صامتا لكل أشكال العطاء ، وإذا صرخ من الوجع لاحَقته تهمة العنصرية والإقليمية.
في كل التحليلات والصفقات والقرارات الدولية والمحلية المتعلقة بقضايا دول الجوار ، ليس للأردني حساب ، ولا لمصالحه أي اعتبار ، فالفلسطيني والسوري والعراقي واليمني والليبي وغيرهم من إخواننا يشكلون أرقاما في معادلات الحلول ، ويبقى الأردني في دائرة التهميش ، فلا حكومته ترحمه بشيء من النظر العاطف ، ولا المحفل الدولي يقيم له وزنا في طروحاته ، فيضيع في جوعه وفقره وتعثّره على قارعة السياسة ، ويموت موجوعا بالظروف الاقتصادية التي ترسمها سيوف الحكومات المتعاقبة المصلتة على رقبته..
لماذا لا يجد الأردني الشرقي صاحب البيت والأرض ، اهتماما يتوافق مع تضحياته من أجل قضايا الأمة ، ولماذا تغيب من سطور الاتفاقيات المصلحة الأردنية الشعبية لا الرسمية ، ولماذا يذوب الأردني في معاناته ، ولا تلتفت إليه حتى الهيئات الدولية الغازية المشبوهة التي تبحث عن اللاجئين في أكثر برامجها ...
والمشكلة أنه إذا صرخ من وجعه ، فسيكون خائنا للأمة ، وباحثا عن منفعته ، وإقليميا ، وعنصريا ، ويكون في النهاية هدفا يجب التجاوز عنه بمنتهى التهميش والاستهتار....
نعم سادتي إنه خبز الشعير ، المأكول المذموم ...إنه الرغيف المنسي تحت أرجل كراسي التفاوض ، وطاولات التوقيع ....ولكنه رغم ذلك كله سيبقى العربي المسلم الذي تجرحه أية صرخة في زوايا أرض سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم - ويفتديها بحياته وهو يصيح:
بلاد الله أوطاني ...من التأريخ للآن ..
ومن ذاتي إلى ذاتي ...كبحر دون شطآن....
 
تابعو الأردن 24 على google news