فواتير
فواتير، صديق رأى في جيبي رزمة فواتير كهرباء وماء وانترنت، فنصحني بان ادفع الفواتير من خلال خدمة فواتيركم الالكترونية. انا لا أثق بالتكنولوجيا، وليس هناك موعد زمني محدد لنزول الراتب الى البنك حتى أقرر أن انضبط بالسيستيم الالكتروني، واذا ما انجررت وراء الدفع الالكتروني سيترتب عليك فوائد
و فوائد مضاعفة، وانتم تعلمون بأننا جميعا متورطون في الاستدانة من البنوك، وماذا تعمل بالدائنين؟
بتروح على شركتي الكهرباء والمياه تنتظر على الدور ساعة لتدفع فاتورة. واذا تأخرت عن الدفع يفصل العداد ويترتب غرامة تدفع تحت بند إعادة توصيل.
قبل ايام خرجت من شركة الكهرباء عابسا وغاضبا ومستفزا، لاقيت في وجهي جمهورا من المتسولين مترامين على ابوابها والاشارات الضوئية القريبة، وانا في عادتي لا اعرف صد طالب حاجة مهما كان الظرف والسبب، وحال جيبي، وما احمل من مال، وادفع ما فيه نصيب، واحيانا كثيرة أشتري شغلات من متسولين لا حاجة لي بها.
وقد يكون في جيب المتسول مال أكثر مني. في هذه الايام تحمل رزمة الفواتير وتنتقل بين الشركات المعنية لدفعها، وما أن تنهي حتى تكتشف أنك على الحديدة، وجيبك فارغ وفاضي، وأنك بلا فلوس، ومن هنا يفتح مشوار الاستدانة والبحث عن سلفة لاخر الشهر، والراتب الذي لا ينزل من اعوام في موعده ويتأخر.
بصراحة صار العيش صعبا ومضنكا وقاسيا، وعندما تقيس الامور على عموم الاردنيين من موظفين بالقطاعين الخاص والعام تكتشف حجم الفاجعة والمواجع، وقلة الحيلة.
وبعض المرات افكر لو اني اتلثم وأقف على اشارة في عمان بعد اشارات الدواوير الجديدة كثر عددهم، او باب مسجد وما اكثر المساجد او شركة الكهرباء وغيرها، وافرش سجادة صغيرة، وامد يدي للتسول. وهكذا صراحة أكون قد خلصت من الفواتير والضرائب وغيرها «مواطن متسول أحسن واريح» فحتى الفقر له جنانه ونعيمه.الدستور