لولا وجودهم لكنا نتقلب في الجحيم..!!
ما يحدث في هذا البلد غريب وعجيب، فما من أسماء تُطرح لتبوّء مواقع متقدّمة في الدولة سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص، إلاّ ويتقدّمها أصحاب الألقاب الرفيعة من رؤساء حكومات ووزراء سابقين، فهؤلاء هم أصحاب كفاءة ونزاهة واستقامة وإنجاز بلا منازع.. وهم في الطليعة دائماً حضوراً ومكانة وعلماً وتحصيلاً وثقة وتمثيلاً، حتى بات الناس العاديون في الشارع لا يتوقعون إلاّ الأسماء المعروفة المجرّبة لتقلّد أي مناصب رفيعة في الدولة وفي قطاعيها العام والخاص على حد سواء..!!
أنا لا أتحدّث هنا تحديداً عن الذوات الذين تم تعيينهم كمفوضين للهيئة المستقلة للانتخابات وهم ممن نحترمهم ونجلّهم ونقدّر كفاءتهم وما نعرفه عن نزاهتهم وحيادهم، ولكنني أقرأ دائماً الترشيحات والأسماء التي تُقدّم لأصحاب القرار وبخاصة لصاحب القرار الأول في البلاد، فلماذا لا يُرشّح غالباً إلاّ أصحاب الدولة والمعالي، هل هم وحدهم الأقدر والأكفأ والأنزه.. هل هم من طينة أخرى غير الطينة التي جُبل عليها الأردنيون من غير ذوي الياقات والألقاب..!! هل نعيد ما قاله الرئيس السابق عون الخصاونة عند تكليفه بتشكيل الحكومة قبل ستة أشهر ونيّف وفي رحلة بحثه عن الكفاءات الوطنية النظيفة النزيهة لتسلّم مناصب وزارية بأنه لم يجد منها إلا مريضاً أو مسنّاً..!!
غريب أمر الناس في الأردن، وغريب أمر أصحاب القرار، وسوف تصبح هذه الممارسة تقليداً دارجاً وعُرفاً ماضياً فينا وفي مجتمعنا، فكل من يصبح وزيراً ويحصل على لقب معالي سوف تنفتح أمامه أبواب جنات الأردن لا باباً واحداً، يدخل من أيها شاء، ناهيك عن أصحاب الدولة من رؤساء الحكومات الذين بمقدور أحدهم أن يفتح بنفسه ما شاء من أبواب النعيم، وأن يلج إلى جناتها متنعماً مشكورا..!!
أيها السادة ارحمونا، فما نحن فيه من عُسر مجتمعي، وضنك معيشي هم أسبابه الرئيسيون "بلا تعميم" وإن علينا أن نلهج دائماً بقول ربنا (وأما بنعمة ربّك فحدّث..)..
أدام الله علينا أصحاب الدولة والمعالي ووقاهم شرور أنفسنا وحُسّادنا.. فلولا وجودهم بيننا لكنّا الآن نتقلب في الجحيم..!!
أما الدرس: فإن الأوطان لا تزهو بالأقواس وإنما بالإنجاز..
Subaihi_99@yahoo.com