الخزينة الحزينة ج٣
مأمون المساد
جو 24 :
مع موسمية الحديث عن موازنة الدولة للعام المقبل ٢٠٢٠ وإعلان الحكومة لمشروعي قانوني الموازنة العامة وارسلهما إلى مجلس النواب ،تجدني اتماهى مع الحكومة في استرجاع واستدانة العنوان لمقالتي هذه (الخزينة الحزينة ) للمرة الثالثة وعبر النشر الإلكتروني لها ،في قراءة ليست سوى الأولى من خلال استعراض الأرقام والمؤشرات فيها مع تسجيلي لبعض الانطباعات العمومية حولها إذ :-
- تقدم الحكومة أرقامها التقديرية للنفقات والايرادات بطرق تقليدية ولا تقدم حلولا عملية تعبر عن تفكير خارج الصندوق الاعتيادي ،فالنفقات بنسبة كبيرة تشكل ٦٥% للرواتب والأجور،١٥% فوائد للدين العام للدولة وفقط ١٠%نفقات تشغيلية ،١٠%نفقات اخرى ، فيما يراوح العجز حول مليار وربع دينار منها دون المنح المتوقعة ،وتوقع نمو ايرادات الدولة خلال العام المقبل من ضريبة الدخل ١٠.٤ % .
- تسعى الحكومة إلى التوسع في دائرة الحماية الاجتماعية بالمعونة المباشرة إلى نحو ١٤٦ مليون دينار عبر صندوق المعونة الوطني مع غياب مشاريع تمكين وتحقيق الاكتفاء لهذه الأسر.
-الارقام المقدمة وخصوصا في المشاريع لا تؤشر على توليد فرص عمل جديدة ،فهي بالكاد ستسد نقص الخدمات الأساسية في التعليم والصحة .
الخزينة الحزينة للدولة تريد تحفيزا حقيقيا ينطلق من خلق فرص استثمارية وبؤر تنموية تنعكس قيما مضافة ليست بالمستحيلة اذا اردنا الخروج بأرقام نمو حقيقي ، وخصوصا اذا اردنا الأبتعاد عن أرقام الإنفاق إلى أرقام الإيراد الذي سينعكس على المواطن خدمات وفرص عمل ،وعبر شراكات استراتيجية على نهج BOT (البناء،التشغيل ،وعودة الملكية ) ،واحتياجاتنا كثيرة ومغرية الاستثمار،ومن أمثلة ذلك مطار زراعي في محافظة اربد سيخدم مزارع الغور والمفرق وسيوسع دائرة الاستثمار الزراعي لغايات التصدير وربما كان خيارا لدول الجوار بإعتباره مركزا إقليميا لها .
والخزينة الحزينة تأملت ببعض الشراكات والمشاريع المشتركة مع دول الجوار كالعراق بالميناء البري ،وخط أنبوب نفط البصرة -العقبة، والمدينة الصناعية الحدودية المشتركة الا ان السياسة الداخلية في هذه الدول طغت على انفاذها والمضي بها ، كما هو حال رابط البحرين ومشاريع أخرى هللنا لها ورحبنا بها ، لنعود إلى طرح شعار الاعتماد على الذات وبالقدرات والإمكانات الأردنية المتميزة .
نحتاج الآذان الصاغية لصياغة واقع عملي بعيدا عن واقع افتراضي تقديري يزيد فجوة العجز في ميزانيتنا ومديونيتنا وحجم البطالة والفقر الذي ينهكنا.