jo24_banner
jo24_banner

يكفي تحييد

د. داوود المناصير
جو 24 :


مواطنون جميعا لنا نفس الحقوق والواجبات استنادا لنص المادة ٦ من الدستور (١- الاردنيون أمام القانون سواء لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وان اختلفوا في العرق او اللغة او الدين.

٢- الدفاع عن الوطن وارضه ووحدة شعبه والحفاظ على السلم الاجتماعي واجب مقدس على كل أردني.)

الا ان الواقع المعاش الذي بات السواد الاعظم يؤمن به بأن تلك المادة لا تتعدى ان تكون حبرا على ورق او شعار يتغنى به البعض، وهنا تكمن الإشكالية التي تحتاج إلى وقفة وتأمل وتفسير جاد وحقيقي دون تجميل للقبيح وتزييف للواقع، فقد حيد المخلص واستعيض عنه بالمفسد .... وجنب الكفاءات وتصدر المشهد الأنصاف ممن يغلبون مصالحهم ومكتسباتهم الشخصية على الوطن الذي وضعوه في آخر اهتماماتهم فبرزت الحالة القائمة التي نعيش متمثلة بالهجمة الشرسة على أبناء الوطن الحقيقيين الغيوريين على تراب الوطن ومستقبله.. فجندت بعض الأقلام المدفوعة مسبقا وبعض الابواق الاعلامية من مواقع اخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي وبرامج اذاعية الخارجية منها والداخلية لعكس حقيقة زائفة لتهشيم الصورة الاردنية الحقة المبنية على الأخوة والعروبة وتقزيم هويتها الرئيسة الجامعة... وبكل الحقد الذي يملكون للاردن والاردنيين وتصويرهم بانهم أعداء الإصلاح والتنوير والسلم الاجتماعي واتهموا احيانا بانهم دعاة فتنة.

ومن هذة الذريعة التي اقنعوا عقل الدولة بها مارسوا كل أشكال الفساد المالي والإداري والقيمي وباعوا الوطن واستقووا عليه باعدائه لتحقيق مكاسبهم المالية والسياسية على مرآى ومسمع من الجهات المراقبة (الدولة العميقة) التي سهلت لهم خارطة الطريق بوعي او بدون وعي للنيل من الوطن والمواطن وحقوقه وكرامته التي كفلها دستورهم الاردني... وهذا النهج ان استمر سيؤدي إلى ما لا تحمد عقباه لا سمح الله وهو ما لا نريد او نتمنى، فهذة الثلة الفاسدةالتي تصنف الأردنيين بانتمائهم وولائهم بما يتناسب وجداول اعمالهم واهوائهم.. وان التهليل والتسحيج الاجوف مع وجود الأخطاء والتغاضي عنها بل رعايتها هي أعلى مراتب المواطنة الصالحة وان أصوات الأردنيين الحقيقين من الداخل المنادي بتصحيح المسار ما هي إلا مجموعات فوضوية مخربة معادية للوطن، وللأسف تم ما سعوا اليه فاصبحنا نرى الجهل يتغلب على العلم والخبيث يطغى على الصالح فانقلبت المعايير واصبحت الصورة ضبابية بدعم من أبناء جلدتنا ممن هم في موقع صنع القرار (الدولة العميقة) ولهم مكاسب ومصالح شخصية ويلهثون وراء المغانم على كافة الصعد فكسبوا وخسر الوطن حتى أصبحت الابواق في الخارج تبث سمومها وتسمع وكأنها حقيقة..

اسئلة كثيرة تطرح من الأردنيين الحقيقيين حول ما آل اليه الحال.. ماذا يحدث ولماذا حدث ولماذا وكيف وصلنا إلى أن نكون موضع تندر للطارئين وانتهى دورنا بالاحلال الديمغرافي.. ولماذا أصبحنا اعداءمن وجهة نظر أصحاب القرار في الدولة العميقة.. والى متى سيبقى الحال من الظلم الجور والسخط وانعدام الثقة بين المواطن والدولة وخصوصا الشباب الذي بات يشعر بعدمية وضبابية المستقبل أمامهم نتيجة ما يحاك في الغرف المظلمة لهم وتحرق أيامهم وسنين أعمارهم دون امل قريب كحطب يتلذذ الاخر بالتدفئة عليه.

واقع معاش يعاني منه الكثير يستحق المراجعة والتدقيق بتفاصيله.. نتمنى أن يتم تغييره إلى حال افضل قبل فوات الأوان.. فالوطن يتسع للجميع ويجب أن لايضيق على احد.. ليكن الأردن الذي نحب ونطمح ان يكون..
 
تابعو الأردن 24 على google news