كوميديا الأقلام
المشهد الاول : (المكان :رئاسة الوزراء ،مكتب الرئيس )
رئيس الوزراء يقرأ احدى الصحف اليومية باهتمام بالغ، وفجأة يقفز فرحا ويصرخ باعلى صوته : الله .. الله ، هذا هو الكلام "المزبوط" هذا بالضبط ما كنت افكر فيه ، هذا ما كنت ارغب بان يعرفه الناس ، يالله ما اذكى هذا الكاتب (..) . ثم ينتقل الى زاوية اخرى ليقرأ كلاما يزيده فرحا وسعادة ..ثم يترك هذه الصحيفة ويتناول اخرى ويقرأ بذات الغبطة والسعادة قائلا : يا سلام والله لو كنت في عقلهم ووجدانهم ما نجحت في دفعهم لكتابة هذه السطور .. وبعدها فكر الرئىس بالانتقال الى حاسوبه لقراءة المزيد الا انه صرف النظر عن الفكرة بعد ان ادرك انه :يكفيه ما قرأ ..
تخيلوا معي المفارقة وسذاجة صناع القرار في بلادنا : الرئيس يظن ان ما ينشر في صحفنا اليومية الرسمية وشبه الرسمية (التي تعمل بتوجيهات منه ومن الاجهزة الامنية التابعة له او التابع لها ) من مقالات وتغطيات لها علاقة بالناس وتعكس آراءهم ومواقفهم واتجاهاتهم ، او يعتقد ان ما يكتبه اصحاب الحظوة من كتاب الاعمدة يؤثر في الناس ويّكون رأيهم واتجاهاتهم ..وهذان ظنان واعتقادان طالما بنى الرئيس - اي رئيس - موقفه اعتمادا عليهما ..لذلك تتعمق الفجوة وتتسع الهوة بين الناس من جهة والحكومات والرسميين من جهة ثانية والسبب هؤلاء وما يزينونه للحكومات من معسول الكلام وجميل الوصف ..
الحرب التي تشن ضد الاعلام المستقل ليست لمصلحة احد ،لا يجوز ان يستمر التزييف والتضليل وخيانة المهنة على هذا النحو المؤسف ..لا بد من كشفهم للناس اليوم وليس غدا (..) ..
ملاحظة:(المشهد افتراضي والشخصيات غير المذكورة وهمية تواصل العبث بالواقع وتزيفه)