jo24_banner
jo24_banner

مؤتمر كوالالمبور فرصة إسلامية تاريخية!

فارس الحباشنة
جو 24 :

الحديث عن الجامعة الاسلامية، الكلام بدأ في غضون انعقاد مؤتمر كوالالمبور للدول الاسلامية. المؤتمر حضرته دول كثيرة وغابت عن دول اسلامية اخرى.
الاعلان عن فكرة الجامعة الاسلامية، واحياء المشروع الحضاري والجيوسياسي لمالك بن نبي المفكر الجزائري الكبير، والذي اعاد انتاج مفهوم الجامعة الاسلامية والكومنولث الاسلامي الموروث من ادبيات النهضة العربية والاسلامية لدى جمال الدين الافغاني.
الامة الاسلامية بطولها وعرضها وامتداد رقاع جغرافية الهلال بحاجة ماسة الى مشروع حضاري جامع، ومن السياسة والاقتصاد والتنمية الى الثقافة. لربما أن الامة الاسلامية على خلاف ما يشق صفوفها اليوم من خلافات ونزاعات وصراعات وحروب طائفية فان ثمة وحدة روحية وثقافية قادرة على أن تكون اداة للبناء الاسلامي الجديد.
ماليزيا مركز ثقل استراتيجي وحضاري اسلامي، وقدمت نمودجا متقدما وعصريا في الدولة الوطنية وما بعدها سياسيا واقتصاديا.
منظمة المؤتمر الاسلامي المؤسسة التقليدية التي تمثل واجهة العمل الاسلامي المشترك تترنح، وتصاب بعدوى جامعة الدول العربية، وكبقية مؤسسات التعاون والتضامن المشترك الكلاسيكية العربية والاسلامية والعالم الثالث، تقاوم الاندثار، وقد دخلت غرف الانعاش، وتنتظر اعلان وفاتها.
الاحتمال مفتوح لاعلان ناتو اسلامي، كقوة عسكرية، ولاول مرة يطرح هذا الخيار على الدول الاسلامية. وبلا شك فان باكستان الدول الاسلامية الوحيدة التي تمتلك قنبلة نووية فان مشاركتها في المؤتمر كانت محدودة .
قوة اسلامية تعني الكثير بانهاء الخلافات البينية، نهاية لحرب سورية واليمن ولبيبا، وتعني أيضا أن لغة سياسية جامعة في بناء محاور وتحالفات واصطفافات مع النظام العالمي الجديد المتحول والصراع التجاري الساخن بين امريكا والصين.
فلربما تكون فرصة تاريخية لتعرف كثير من الدول الاسلامية الى أين تذهب وتبني تحالفات ومحاور خلاقة وفاعلة وحامية لاستراتيجتها ومصالحها؟ الجغرافيا الاسلامية تاريخيا حملت مشاريع وحدوية ونهضوية كبرى على مدى حقب كثيرة من الدول الاموية الى العباسية.
الجغرافيا الاسلامية ممزقة ومشتتة والفكرة لربما تحمل جوامع لرأب الصدع والمناورة على إعادة البناء الجيوسياسي للدول الاسلامية. الموضوع على ما يبدو فانه تأكيد جديد على أن العالم الاسلامي ليس فرضية على الخرائط والكتب المدرسية وحكايا من مآثر التاريخ انما فرصة مواتية لتكون انطلاقتها من كوالالمبور عاصمة التنوير والاسلام الحديث و الجديد.
بالمناسبة، فان الجامعات ومراكز الابحاث والدراسات الماليزية تبذل جهدا بحثيا في احياء المشاريع الفكرية لجمال الدين الافغاني ومالك بن نبي وغيرهم من مفكري التنوير ولاصلاح الاسلامي الذين اختفوا من المجال العام العربي والاسلامي.

الدستور

 
تابعو الأردن 24 على google news