jo24_banner
jo24_banner

هل تكون معان بوابة الخليج في الاردن؟؟

الاستاذ الدكتور محمد ابودية معتوق
جو 24 :
معان - أسعدنا وأثلج قلوبنا قرار دولة الكويت الشقيقة بالاعلان عن انشاء مجمع بتروكيماويات في معان وكقارئ ومطلع على الوضع الجيوسياسي في المنطقة اقول هنيئا للكويت بهذه الخطوة في الاتجاه الصحيح ولعدة اسباب اوردها كما يلي:

إن منطقة الخليج والسعودية اصبحت هدفا سريع لاشتعال لاي توتر سياسي في المنطقة، وإن أي صدام بين الدول المجاورة سوف يكون له عواقب كارثية لا سمح الله على المنطقة عندما يغلب القرار السياسي على القرار الاقتصادي واستقرار المنطقة، وبالامس ذهلت المنطقة من الهجوم الجوي الموجه على مجمع ارامكو مما ولد لدى الكثير من الاقتصاديين ان المنطقة الشرقية للوطن العربي ليست بخير وانها تخضع لأي تهديد خارجي، لا بل اصبحت هدفا لتسوية الصراعات والنزاعات الاقليمية في المنطقة ومما زاد في الامر سوءا ان الطيران الموجه بدون طيار اصبحت تقنيته عالية جدا، وبيد افراد وجماعات ليسوا على قدر من المسؤولية، وبات من المؤكد ان الامور قد تخرج عن سيطرة الدول والامن الفضائي اصبح لا يؤمن جانبه وخارجا عن السيطرة. 

ان الرؤية الخليجية والتي استبقتها دولة الكويت في ايجاد مصادر للمشتقات النفطية خارج حدود الدولة لهي نظرة ثاقبة وسديدة لصانع القرار الكويتي وانا اعتبرها فكرة عبقرية لتامين استقرار الطلب على مشتقات النفط اذا اخذنا في عين الاعتبار البعد الامني والاستقرار لمنطقة الخليج العربي فاصبح الهاجس ان نؤمن مصادر للطاقة بعيدا عن اخطاء جنونية قد ترتكبها بعض الجماعات في ظل ارهاب متنامٍ في المنطقة، بعيدا عن اي جهد تبذله الدول العظمى للمساهمة في استقرار المنطقة التي اصبحنا نشعر ان الهدف الاول والاخير هي التكسب من اشعال الحروب وكانها نار تستعر لتغذي جيوب اصحاب الملايين المتكسبين من بيع اسلحة عالية التقنية وباهظة التكاليف في حين ان مصادر الخطر قد تكون من ادوات بدائية وزهيدة الثمن مثل الطائرات الموجهة بدون طيار اذا تكفي طائرة مثل الديرون بحرق غابات كاملة وتدمير مصانع سريعة الانفجار بمئات من الدولارات فقط. 

قد تكون المملكة السعودية ايضا اخذت تستشعر الخطر من الجهة الشرقية وان ثقلها الاقتصادي الشرقي من منابع للنفط ومجمعات بتروكيماوية ومصافي اصبحت في خطر لهذا نرى الرؤية الملكية 2020 وتوجه السعودية لنقل عقر الصناعى الاقتصادية العملاقة نحو الشمال الغربي (مشروع نيوم) لهو ايضا يصب في الفكرة الاساسية هنا "البحث عن اماكن اقل خطرا واستقرارا" فكانت فكرة النيوم بالاقتراب نحو منطقة الاردن ومصر الاكثر امانا واستقرارا في دول بعيدة عن الاستهداف المباشر للخطر والاردن ضرب اروع مثل في الاستقرار والامن والمحافظة على شعرة معاوية مع جميع الاطراف في المنطقة.
ارى ان دول الخليج لا بد لها ان تفكر في الحفاظ على مصادر مشتقات النفط بانشاء مجمعات كبيرة كمخزون استراتيجي تكفي لاحتياجتها على الاقل شهر وكرديف في جو متقلب بعيدا عن الاستقرار الاقتصادي، في مستقبل لا يامن به خطر الامن الفضائي.

ولا يسعنا الا ان نقول نعم لدولة الكويت على هذا القرار الجيوسياسي العميق والذي ينم عن بعد نظر واستقراء لما هو قادم والاردن يجب ان يكون اكثر مرونة في جذب مثل هذه الاستثمارات الكبرى وتشجيع مثل هذه المبادارات التي لها اثر كبير على المجتمع المحلي والاقتصاد الوطني وان نشجيع تدفق المال الاستثماري العربي يبقى اقوى واكثر قبولا لدى المواطنيين من منظور عربي قومي والى الاشقاء الكوتيين نقول لهم من معان حللتم اهلا ووطتم سهلا وندعو الله ان يكلل هذا الجهد بكل عناصر النجاح..



 
تابعو الأردن 24 على google news