سورية بعد معركة إدلب
المعركة تحتدم في الشمال السوري. الاطراف المحلية في ذورة استنفارها، والقوى الاقليمية وعلى رأسها تركيا منخرطة بكل قوتها ونفوذها و جهودها الى ساعة الحسم، وسط معركة ادلب التي تعدينا الى الفصل الاول من الحرب السورية بين الجيش السوري والجماعات المسلحة.
تطورات ميدانية اظهرت سيطرة الجيش السوري على مدينة سراقب الاستراتيجية التي كانت خاصعة لسيطرة القوات المعارضة المسلحة وتركيا على صعيد موازٍ بقدر ما اطلق اردوغان من تصريحات وتهديد ووعيد الى الجيش السوري بعدما وجه ضربات قاسية للوجود العسكري التركي فانه يبحث بالالحاح عن هدنة، ولربما هي محاولة تركية لتجنب أي اصطدام مباشر قد يترتب عنه خسائر عسكرية فادحة، واكثر ما يدركه اردوغان فانه يواجه دعما روسيا مفتوحا للجيش السوري الذي يثبت على الارض خطوط تماس جديدة.
التطور العسكري في الشمال السوري بمثابة عناصر حاسمة جديدة في الملف السوري، وما يجعل البعض القول ان معركة ادلب ستكون اخر المعارك في الحرب السورية، وهي المعركة الحاسمة، ومن بعدها ستخلط الاوراق من جديد نحو تسوية سياسية، وبزوغ الحوار بين الفرقاء السوريين نحو تسوية وحل سياسي للازمة.
ومع بدء الحملة العسكرية للجيش السوري هددت تركيا بانهيار اتفاقات استانة وسوتشي، واشترطت اولا انسحاب الجيش السوري من المناطق في ريف حلب وادلب التي استولت عليها خلال الشهور الاخيرة قوات المعارضة المسلحة الموالية والمدعومة من انقرة.
ولكن التهديدات التركية لم تملك أي تأثير على الموقف الروسي الداعم لدمشق. وكما يبدو ان اردوغان رافض القبول بالتطور الميداني العكسري الجديد، واستراتجيا فان خسارة معركة ادلب بالنسبة لتركيا تعني انتهاء دورها في سورية، وما يشبه هزيمة لمشروع اردوغان التوسعي، وسيضعف اوراق تركيا باي مفاوضات سياسية مستقبلية حول الملف السوري.
التصعيد التركي لا يتعدى حربا كلامية ورسائل يوجهها اردوغان الى الداخل التركي، ولكي يحافظ على ولاء جماعات المعارضة السورية التابعة له، وفيما بدا من المعركة فان الروس ردوا « الصاع صاعين» لاردوغان الذي مد جناحيه كالطاووس، وانزاح نحو الساحة الليبية لينافس ويقاسم الروس في ازمة أشد تعقيدا وصعوبة وغموضا من الازمة السورية.
يبدو ان السوريين قد حسموا معركة ادلب، وهي معركة الحسم، وكما تشير المعطيات الميدانية. وسورية مقبلة على مرحلة جديدة، ولنقل انفراجا على صعيد التسوية السياسية.