قصبة الكرك.. منع دخول الحافلات!!
مشاهد الاحتجاج التي شهدتها مدينة الكرك لا يمكن تجاوزها. مواطنون متضررون من قرار حكومي بإلغاء منع دخول الحافلات الى مركز المدينة.
من يزور الكرك القصبة يلتقط صورا قاسية لما لحق بمركزها التاريخي الذي ظل قلبها النابض الحياة والحيوية ومكانا مفتوحا، واسواقها التجارية والمحال التجارية من ضرر فادح. المكان مقفر وخاو، والاشباح تسكنه وتطارد منه الوانسة والحياة.
ولا اعرف، لماذا يصرون على اتخاذ قرارات تستفز الناس، وتخرج غضبهم، وتضر بمصالحهم، وتضرب امنهم الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي.
الكرك تاريخيا مركزها القصبة، روحها وشريان حياتها الاقتصادية والاجتماعية. ولكن يبدو أن هناك من يتخذ قرارات ستدفع الى تغيير في هوية المدينة.
طبعا، من يدافعون ويسوقون تبريرات عن قرار تفريغ المدينة ونقل المؤسسات الحكومية و الخدماتية والبنوك الى خارجها باعتباره خطة نحو تنشطيها سياحيا، وذلك ضمن مشاريع تطوير اوساط المدن الاردنية ومراكزها، والذي فشل فشلا ذريعا، ولم يجن الى المجتمعات المحلية غير شوارع بلا ارصفة، وشوارع تحولت الى مستنقعات لمياه الصرف الصحي والامطار.
بين فترة واخرى تعود الاحتجاجات وتصطدم الحكومة برفض شعبي وقطاعي من قبل تجار متضررين. ولكن يبدو ان هناك من يحترف استفزاز الناس، ويدب وسط عيش الناس اليومي الهادئ والسلمي.
متى نصل في بلادنا الى قرارات مسؤولة؟ الكرك من اكثر مدن الاردن احتضانا للبطالة والفقر، وتعاني من تنمويًا. وكثير مما يتحدثون عنه من مشاريع تنموية في المدينة فرصها التنموية في الشركات الكبرى التي نسمع عن وجودها في حدود جغرافيا المدينة مخطوفة لغير ابنائها.
قصبة المدينة بدل ان توجه لها خطط للنهوض بها تجاريا واقتصاديا. فاكثر من نصف قاطني القصبة هجروها، ورحلوا الى مناطق اخرى. ومع الوقت فان معالم القصبة الهادئة قد اختفت واختلفت، ودب الموت واليباب في ارجائها.
واخر نشاط ونبض أن يبقى روح المدينة حيا ومتدفقا هو الباصات، وحافلات الركاب القادمة من قرى الكرك من جنوبها الى شمالها والاغوار والقطرانة. فلماذا يجري قطع طريقها نحو مركز المدينة؟
من الضروري وضع حد للعبث بمصالح وعيش الناس. ولابد من وضع سياسة جامعة وجادة تعالج كامل الازمات بما يراعي مصالح الجميع. وما يتكرر وقوعه من احتجاجات لابد ان يواجه بالوعي والمسؤولية العامة.