فقراء ومفلسون وإعلانات السمك!
مطعم سمك في عمان يغرق أحد مواقع التواصل باعلانات تجارية ممولة لعروضه. لا التفت لاعلانات المطاعم والاكل والشرب، ولا تثير انتباهي. ولكن قبل يومين لا اعرف ماذا احاط بفضولي، ودخلت الى اعلان لمطعم، لربما ان منسوب اللايكات والتعليقات واحبال الدردشة بين ادارة المطعم والمواطنين دفعتني من حيث لا ادري لأن انبش وافتش واستقصي، وهذا هو الفضول الصحفي.
فتحت صفحة المطعم الممولة، آلاف التعليقات وآلاف اللايكات، ومشاهدات بمئات الالاف تفوق متابعتها فيديوهات الاعلامي المصري معتز مطر والساخر يوسف حسين مقدم «جو شو «على العربي. ولو ان نصف متابعي المطعم كل واحد منهم اشترى سمكة بعشرة دنانير فان المطعم سيبيع يوميا ولنقل اسبوعيا بملايين الدنانير.
ولكن تصاب بـ «القشعريرة» والصدمة، فاغلب المتابعين والمشاهدين والمعلقين لربما اول مرة يشاهدون «سمك فريش وحي»، ولاول مرة يسمعون بانواع هذه السمك، وما يجرك الى الصدمة اكثر ان احبال الدردشة تمتد حول الاسعار، والنقاش الحاد حول ارتفاعها الجنوني.
مواطن كتب تعليقا على صفحة المعطم «لو اني اشتري سمكة ناجل وحبة دنيس، ونص كليو سلطان ابراهيم، وكم حبة جمبري، فان حطام راتبي الشهري سينحرق على أكلة سمك، فماذا سنفعل بقية الشهر؟»
السؤال ليس اعتراضيا ولا استنكاريا، ولكنه حقيقي من مواطن تهاجمه صباحا ومساء اعلانات لعروض على الاسماك. ليس ذنبه انه موظف او متقاعد!
فورة الفيس بوك، وكما نشاهد ونتابع من خربطات وزعبلات للايف والبث المباشر على قضايا وامور عامة، لا علاقة للمواطن العادي - الذي يستهلك نت وكهرباء شحن من البطارية وتعب للعيون وارهاق للاعصاب- بها من قريب او بعيد.
فماذا يفرق عند المواطن اذا تابع صفحة مطعم «X» ام لم يتابع؟ او الناشط والفاعل الفيسبوكي فلان او علان، لا افهم ما حدة الفضول لمشاهدة طعام وشراب موعودين بتناوله في الجنة ان شاء الله، انه سميع مجيب. فالدنيا نعيمها زائل وزائف، وفي الجنة خلود النعيم.
و في الجنة ايضا لا نحتاج الى فلوس ودراهم، حياة خالية من العملات. وبعدما صار البعض ينزل الى المولات والاسواق للفرجة، يلف ويلف في المول والسوق يفاصل ويعاين السلع ويمشي بحاله بعد قليل، ويخرج بـ»خفي حنين». ومن الظرافة فان كل الحاجات المعروضة ما دمت عاجزا عن شرائها فهي ملكي.