إلا أرزاق جنود الحبر!
اخلاص القاضي
جو 24 :
كتبت إخلاص القاضي - أرزاق كل الزملاء والزميلات في الإعلام الرسمي، ليست حقل تجارب لأحد، ولا مدار بحث لأحد، قلناها وسنقولها، وسُنعّلي الصوت أينما ذهبنا وحللنا، ليس لاننا" غاوين طوش ومشاكل" ، بل لأن حياتنا المعيشية على المحك، لأن أرزاقنا على المقصلة، ما الذي يحدث، ولمصلحة من؟، ولماذا الآن تحديداً، الكثير من القيادات الإعلامية السابقة رفضت هيكلة الإعلام لانها أبت أن تحمل على رقبتها التفريط بحقوق من خدموا الوطن على جبهاته المفتوحة، تماما كما رسالة الجندي في حفظ الثغور.
قالها لي مشكورا معالي وزير الاعلام أمجد العضايلة رداً على تخوفات وردت عبر مقالي السابق الذي أثار موضوع هيكلة الاعلام الرسمي، قالها وانا ممتنة له ولأدبه الجم" الهيكلة لن تكون على حساب أرزاق الموظفين"، تطمين لم يبدد القلق مما يُطبخ على نار ليست هادئة حيال الاعلام الرسمي، في ظل ما يقال عن هيكلة ستطال الجيوب، بل بدأت ملامحها بالظهور من خلال تقاعدات طالت بعض الزميلات والزميلات حتى قبل الاستحقاق الفعلي للتقاعد.
سؤال بديهي وواضح، من هم المشرفون على إعادة الهيكلة، ممن تتشكل اللجنة المفترضة لذلك، ما دور القيادات الاعلامية في المؤسسات الرسمية، هل هي شريكة في ضبط ايقاع الشكل النهائي للهيكلة، أم منفذة فقط، فلا تحرجوهم؟ وما هو دور نقابة الصحفيين التي من المفترض أنها الدرع الحصين الذي يصد الهجمات عن جيوب وحرية الاعلام؟، بكل صراحة، ممن ستشكل، أو ممن شكلت، ماذا تعرف عن هموم الصحفيين والصحفيات وكل العاملين في قطاع الإعلام الرسمي؟
من الجائر أن تقاعد الصحفي وهو في ذروة عطائه، هذا الصحفي الذي يعتبرونه في دول أخرى صانع قرار يستأنسوا برأيه وخبرته، ويعززوا قيمة راتبه، ويحسبون له ألف حساب، ومن المعروف أن الصحفي في مستوى العمر الذي تهددونه "بالترويحة"به، هو في أمس الحاجة لراتبه المتآكل أصلا، فعمره يعني أن واحداً أو اثنان أو ثلاثة فاكثر من أفراد أسرته على مقاعد الدراسة الجامعية، مع كل ما يعنيه ذلك من ثقل وهم وحزن وكرب، ولسان جيبه يقول" كيف أدبر قساط الاولاد" ؟
على نقابة الصحفيين أن تصدر بيانا شديد اللهجة، أن تكون حتى الرمق الأخير العضد والمتراس، في الدفاع عن حقوق العاملين في الاعلام الرسمي، وأن تطلعنا بكل التفاصيل التي تجري في الكواليس، رغم اتجاه العالم كله للشفافية، إلا عندنا، من يصنع خريطة الإعلام، كل المسؤولين، إلا اصحاب الشأن، يطبخون طبخة مُرّة، ويريدوننا أن نأكلها دون تذمر، يا أخوان، حتى "طباخ السم بذوقو، انتم ستذوقونا السم دون الشراكة حتى في طبخة!
على كل من ينادي بهيكلة الاعلام أن يعي أن الهيكلة معناها تطوير الاعلام وآلياته وخططه التنفيذية واستراتيجاته، واستفادة قصوى من اصحاب الخبرات فيه، لا مكآفاتهم بالتنحية جانبا،" ويعطيك العافية ما قصرت، بالوقت يلي انتوا عم بتقصروا معه"، على كل من ينادي بهيكلة الإعلام بجزئية" الترويحات" حتى قبل استحقاق التقاعد وفقا للقوانين والمعايير والأسس المتبعة، أن يعي أن ذلك يولّد حالة متردية من الحقد الناجم عن الغبن وازدياد حالات الفقر وضيق ذات اليد، ولا تستغربوا ساعتها، اذا عمد كل من آذيتموه بقراراتكم الجائرة لـ" فتح قناة على حسابه في هذا الفضاء المتفلت، وبطّل يهمة من وين ومن مين يموّل جيبته" ، وما اكثر اصحاب الأجندات من المنتظرين الاردن" على دقرة".
اناشد جلالة الملك عبدالله الثاني"الصحفي الأول"، صحفي الميدان الاردني من أقصاه إلى أقصاه، أن يوعز بوقف التعدي على حقوق الزملاء في الاعلام الرسمي، تحت مسميات الهيكلة، على أن تطال "تلك الهيكلة"، كل ما يتعلق بتطوير الاعلام وترشيقه بالتوازي مع التطور الرقمي، إلا أرزاق العاملين به، فنحن جنودك على متاريس الحرف نُمجّد الوطن لأجل الوطن وليس للارتزاق، والتنفع، على قلة حيلة رواتبنا البالية، التي نتمنى أن تكفينا خبزاً وكرامة.
فنحن ياسيدي، لا نساوم ولا نقايض، ولن نفعلها، ولم نفعلها قبلا، ولكن سكوتنا لا يعني دائما الرضا، بل قد نتحول لشياطين خرس عن الحق، ونحن من حمل رسالة الحق ولوائه، فالأولى أن ندافع عن أبسط حقوقنا " بالعمل العبادة".