عدو الصخر الزيتي، صديق غاز العدو
جو 24 :
كتب المحرر الاقتصادي - في الوقت الذي يعتمد فيه بقاء واستقرار واستقلال ونمو الدول على إنتاجها للطاقة التي تستهلك، يصمم صناع القرار في بلادنا على ربط عصب اقتصادنا وشريانه بقوى إقليمية لها مصالحها وأجنداتها، وهي حتما غير معنية بنمو واستقرار وانتعاش دولتنا التي تعتمد كليا عليهم كمصدر للطاقة.
يبدو أن هناك من يشتغل محليا على تكريس التبعية للكيان الاسرائيلي المحتل، وذلك على غرار تبعية وإلحاق اقتصاد الضفة الغربية وقطاع غزة باقتصاد العدو واعتماديته الكاملة عليه، هناك من يسعى لتقويض أية فرصة للاعتمادية على النفس..
جهد يبذل على كافة المحاور ( ساسة، رؤوس أموال ، كتاب ووسائل إعلام ،..) لوأد أي مشروع قد يحمل ولو بصيص أمل للتحرر من ارتهاننا وامتهاننا، ومحاولات الهيمنة والسيطرة على اقتصادنا، وبالمحصلة قرارنا السياسي.
استهداف الطاقة البديلة
الذريعة ، ويبدو أنها الخاصرة الرخوة للمتربصين، هي ارتفاع كلفة إنتاجنا للطاقة، سواء تلك المتجددة أو المستخرجة من الصخر الزيتي.
اللافت أن أولئك الذين يستهدفون الفكرة- إنتاجنا للطاقة واعتماديتنا على أنفسنا - يصبون جام غضبهم المصطنع و المزيف، أو مدفوع الأجر، على مشروع الصخر الزيتي، وذلك لأنهم يعرفون جيدا أن هذا البديل على وجه التحديد هو الأجدى والأنجع.
من يستهدف مشاريع الطاقة البديلة وتحديدا المستخرجة من الصخر الزيتي، هو حتما يدعم المخطط الأمريكي الصهيوني، ويدفع باتجاه إلغائنا وإضعافنا وإلحاقنا بالعدو.
اعتمادنا على أنفسنا في قطاع الطاقة هو خيار استراتيجي، وأولوية الأولويات كلها، و هذا ليس موقفا حديا متطرفا أو متحاملا على أحد، لا يجوز أن يظل اقتصادنا مرتهنا بأمزجة ومصالح وبرامج ومخططات القوى المؤثرة إقليميا ودوليا، وبورصات الأسعار ، والمتغيرات الدولية، وخاصة إذا ما تبين لنا أن هناك مشروعا كبيرا برعاية أمريكية صهيونية لتصفية القضية الفلسطينية على أنقاض دولتنا، ووضعنا جميعا في سلة الكيان الاسرائيلي المحتل.
جريمة الرهانات الساقطة
يمكن أن نناقش الكلفة ونعيد النظر في الآليات والأدوات والاتفاقيات الموقعة كلها، وهذا ضروري وأساسي، ولكن من غير المقبول وغير المفهوم أن يخرج علينا أحدهم ويعتبر الاستثمار في الصخر الزيتي هو جريمة بحق الاقتصاد الوطني، الجريمة الحقيقية هي بتلك الرهانات الساقطة على ربط اقتصادنا بدولة توسعية محتلة معادية متآمرة وعنصرية.. نحن ندفع مليار دولار سنويا للكيان الصهيوني ولمدة ١٥ عاما، مقابل الغاز المسروق، وليس ٢٠٠ مليون او حتى ٥٠٠ مليون !!!
قد يتطلب الأمر في السنوات الأولى من تجربة الاعتماد على الصخر الزيتي - إذا ما أردنا أن نتحرر من لعنة التبعية والارتهان هذه - تحمل اعباء كبيرة، وهذا باعتقادنا هو شر لا بد منه لنحافظ على ما تبقى، ونعيد بناء ما جرى هدمه وتفكيكه.
ربط ارتفاع فاتورة الكهرباء بالكلف المترتبة على استخراج الطاقة من الصخر الزيتي هو محاولة لئيمة لضرب المشروع و وأد الفكرة، ووضع المستثمرين في مواجهة الرأي العام، الذي قيل له بأنه يدفع من جيبه الكلفة كاملة.
على صناع القرار أن يتنبهوا لخطورة الأمر قبل أن يخسروا كل شئ..هناك من يسعى لإشاعة الفوضى و تأليب الناس على المنظومة ككل، وهؤلاء يستعملون فاتورة الطاقة لتحقيق ذلك، هذه وصفة جربت في لبنان قبيل الحرب الأهلية، وفي كثير من دول العالم، فلا تتركوا الأشياء للصدفة واصحوا للمؤامرة قبل فوات الأوان ..