jo24_banner
jo24_banner

اقتصاديات الكورونا ٢

مأمون المساد
جو 24 :
نشرت في مقالة السابقة نظرة تامة حول تأثير وباء الكورونا على اقتصاديات العالم عموما وما يترتب عليها من كلف مباشرة وغير مباشرة في ظل اتساع الرقعة الجغرافية لهذا الوباء العالمي الذي تشير الارقام تباعا الى تأثر الناتج الاجمالي العالمي الى انخفاض بنسبة تصل الى ٣٠%خلال شهرين تقريبا ،يضاف اليها كلف العلاج الوقائي والمباشر للاصابات قد تتجاوز عشرات المليارات وقد كنت في المقالة المشار لها قد تحدثت عن قطاع السياحة حصرا .

ولكن من يتابع اسواق المال والبورصات واسعار النفط الخام سيجد دون جهد اي وباء سيحل بالعالم اقتصاديا مع كل الانخفاضات التي تشهدها الاسعار والتي قاربت على حدود ٣٠ دولار ربما في الساعات القادمة وما يرافق ذلك من نزاعات وخلافات في صفوف الدول المنتجة للنفط ،فالعديد من الدول لا تريد خفض انتاجها مع انخفاض الاسعار وانخفاض الطلب والمضاربات التي تقود الى تؤدي الى تباطؤ في الاقتصاديات العالمية عموما خصوصا الاقتصاديات المصدرة للنفط وبالتالي سيؤدي الى انخفاض في المشاريع الرأسمالية وبالتالي مزيد من البطالة نتيجة عدم وجود وظائف جديدة لا بل وتسريح العاملين لخفض التكاليف .

يعتقد الكثيرون أن انخفاض أسعار النفط يساعد على تعزيز النمو الاقتصادي، لكن "Our Finite World" يرى أن هبوط النفط دون حاجز 30 دولاراً سيكون له تداعيات اقتصادية عديدة لكن لا بد من النظر الى العديد من التحديات ومنها :-
التكاليف:معظم الدول لا يمكنها تحمل تكاليف استخراج النفط من باطن الأرض عند سعر 30 دولاراً للبرميل، ودول قليلة فقط هي القادرة على ذلك ، وبالطبع لا يمكن أن توفر هذه الدول وحدها كافة احتياجات العالم النفطية
التزامات: فمشروعات التنقيب تستغرق أعواماً لتنفيذها ولا تستطيع الشركات وقف المشروع لتصادف هبوط الأسعار أثناء تنفيذه، فهي ملتزمة بدفع أعباء الديون سواء اكتمل المشروع أم لم يكتمل، كما أن التكاليف اللاحقة على مرحلة الحفر الأولى تكون أقل نسبياً بينما يوفر البئر الجديد امدادات وعائدات لعدة سنوات.

وربما من الحقائق التي يجب معرفتها ايضا حينما تنخفض أسعار النفط تفقد الحكومات قدرا من عائدات الضرائب، لكن يرجح أيضا أن تشهد مكاسب على صعيد الضرائب على الدخل، وإنفاق المستهلكين والأرباح التجارية غير النفطية.


*mamoonmassad@hotmail.com

 
تابعو الأردن 24 على google news