2024-11-25 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الملك يحسم الأمر والخصاونة يتعقل

د. حسن البراري
جو 24 : احد رؤساء الحكومات السابقين كان في زيارة لعون الخصاونة بعد المقابلة المتلفزة للسيد عون الخصاونة مع مجلة الايكونوميست والتي استعمل فيها الخصاونة لغة قانونية محسوبة موجه للجمهور الغربي.

في الزيارة أسدى رئيس الوزراء الاسبق نصيحة لعون الخصاونة تتمحور حول الظروف الراهنة وضرورة أن يعقلن الخصاونة تصريحاتة وبخاصة وأنه لم يأت للدوار الرابع على أكتاف الجماهير ولم يعين رئيسا للوزراء لامتلاكه برنامجا وطنيا نال رضا الناس.

ما من شك بأن الخصاونة يشعر بالحنق بسبب الطريقة التي قُوّضت بها ولايته العامة، ويشعر بالخذلان لأن أحدا من صناع القرار الرئيسيين لم يتفق معه في مقاربته القائمة على التفاهم مع الإسلاميين على حساب القوى السياسية الأخرى، واعتقد الخصاونة أنه مستهدف اعلاميا بعد حملة قادها عدد محدود من الكتاب للنيل منه والتشكيك في دوافعة حتى وصل الأمر إلى الاستسهال في توبيخ الرجل.

في لقاءه مع الايكونوميست، كشف الخصاونة عن التداخل الأمني والسياسي الذي أفشل عددا من خطواته وبخاصة التقارب مع حماس. ونتيجة لهذا الاخفاقات وتجاهل فكره السياسي وعدم قدرته على فرض رؤيته فضّل الخصاونة الاستقالة انتصارا لكرامته بدلا من الاستمرار كبطة عرجاء. من هنا جاءت مقابلتة المتلفزة مع الايكونوميست محسوبة بدقة وربما تم الاتفاق على الأسئلة لأن الخصاونة كان معنيا بتوصيل رسائل معينة للخارج التقطها المعنيون في الداخل ولهذا زاره احد رؤساء الحكومات.

وعلى نحو لافت ألمح الخصاونة بأن التغيير الحكومي الذي قذف بها بعيدا عن دائرة التأثير يعني من جملة ما يعني أن هناك قوى مؤثرة ترى بأن الربيع العربي وصل إلى نهاياته وأن هناك امكانية للعودة للطرق القديمة وما يعنيه ذلك من نكوص وردة على الاصلاح. وربما جاء تعيين فايز الطراونة (كرجل محافظ لا يرى ان الاردن بحاجة إلى اصلاح وانما إلى تحديث) أعطى نوعا من المصداقية لطروحات الخصاونة الذي وصف خصومة من النخب الحاكمة بأنهم أسوأ طلاب في مادة التاريخ في اشارة إلى عجزهم عن التعلم.

غير أن تصريحات الخصاونة الأخيرة لمجلة الايكونوميست تدل على أن الرجل اسقط من تحليلاته (أو أنه كان غير قادرة على استيعات) جملة من التغيرات التي منحت النظام الأردني القدرة على المناورة والتأني بحثا عن الصيغة الأفضل بالنسبة للنظام، فالموقف في سوريا غير قابل للحسم في الأشهر القليلة القادمة وجاءت زيارة جيفري فيلتمان للاردن حاملة تغيرا في المقاربة الأميركية ومانحة النظام فرصة التقاط الأنفس وبخاصة بعد أن ثبت للمراقبين بأن حراك الشارع الأردني بعد ما يقارب العام ونصف العام ما زال دون المستوى الذي يمكن له من تهديد الاستقرار. هنا فقط تغيرت الموازين السياسية داخل النخب الحاكمة بشكل عزل وأضعف الخصاونة وتحول إلى حيط واط لتمرير تصورات ما كان يرضى عنها كما حدث في قانون الانتخابات. ويتضح من سلوك الخصاونة في الاسابيع الأخيرة بأنه لم يستوعب التقلبات والتغيرات ويتضح بأنه كان مغيبا عن الحوار الأردني الأميركي الذي قاده جيفري فيلتمان.

غير أن تصريحات الخصاونة أثرت كثيرا في الإعلام الغربي، فلا يكاد يخلو يوم دون أن تكون هناك مادة تحليلية أو مقال يتناول الأردن بشكل نقدي، وكثرت التوصيفات الاستشراقية في الصحافة الغربية، وهي توصيفات لا تصمد أمام تعقيد المشهد السياسي الأردني وباتت الثنائيات القاتلة (أردني- فلسطيني) التي تستعمل لتحليل ديناميكيات التمرد والامتثال للواقع غير قادرة على تقديم توصيف دقيق ناهيك عن حلول.

في خضم كل ما يجري، وفقدان البوصلة السياسية لدى قوى سياسية أو شخصيات سياسية وفقدان الصحافة الغربية على فهم المشهد الاردني، حسم المللك حالة من الترقب عندما قال لعدد من رؤساء الكتل البرلمانية في لقاء يوم الأحد بأن الانتخابات ستجري مع نهاية العام، وهنا فقط سقطت كل المقولات والاجتهادات التي نشطت في الآونة الأخيرة لمنع اجراء انتخابات نيابية مبكرة.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير