ليس دفاعا عن مجلس النواب!
د. حسن البراري
جو 24 : ابتداءً لم أكن في يوم من الأيام معجبا بأداء مجلس النواب حتى عندما كانت الحركة الاسلامية ممثلة فيه، وربما حالي كحال غالبية الاردنيين الذين كوّنوا صورة سلبية عن المجلس الذي انتجه قانون انتخابات جعل منه مجلسا امتثاليا بامتياز، فلم تنجح المجالس المتعاقبة باستعادة التوازن بين السلطات وبقيت الصورة النمطية السلبية عن النائب حاضرة في اذهان الاردنيين.
لا أدافع هنا عن مجلس النواب ولا أهاجمه، فانتقاد أداء المجلس أمر مطلوب، غير انني لا احترم الهجوم على المجلس لشيطنته أو لدب الرعب في قلوب اعضائه توطئة لتمرير سياسات حكومية غير شعبية والاهم هنا هو انها سياسات خاطئة. ولا يخفى الا على القليل منا أن رئيس الوزارء عبدالله النسور تمكن من تجنيد عدد من الكتاب للنيل من المجلس، ويقوم بهذا الأمر من هم مقربون من القصر الملكي- أو هكذا يدعون في مجالسهم الخاصة- وكأن هذا الدور مناط بهم أو كأن دورهم هو ارسال رسائل الدولة بلغة تحمل في ثناياها التهديد لاعضاء المجلس النيابي لإبقاء خطاباتهم النارية معزولة عما هو متوقع من امتثال للسلطة التنفيذية.
هالني وأنا أراقب التموضع واعادة التموضع في الكتابة الصحفية خدمة للمركز الأمني السياسي، فعندما جرت الانتخابات وتحدث البعض عن خروقات وانتهاكات وتزوير هب هؤلاء الكتاب نصرة لقرار الدولة واقسموا اغلظ الايمان أن الانتخابات كانت نزيهة وأن لا تزوير شاب العملية وإن حدث شيء غير صحيح فهو أولا وقبل كل شيء هامشي ثم لا يمكن ان يكون مقصودا.
وهذا المنطق كان يجب ان يقود هذه الثلة الى الدفاع عن حق المجلس في ممارسة دوره الدستوري لا استهدافه، عندما تحرر عدد من النواب من عقدة الماضي وعندما وقفوا للحكومة بالمرصاد، ما اعاق قدرتها على تنفيذ برنامج عابر للحكومات جاء تتويجا لسياسات رسمية خاطئة لا يجرؤ احد من رؤساء الحكومات مجرد التفكير باعادة النظر فيها.
لا نقول أن المجلس يجب ان يكون محصنا، لكن وصف ما يجري وكأنه مناكفات من عدد من النواب يقومون بتصفية حسابات خاصة لهم لهو كلام غير سياسي. وانتقاد النواب الذي يعترضون على رفع اسعار الكهرباء ووصف ادائهم بأنه في سياق المناكفة يعني أن هؤلاء الكتاب يتفقون مع حكومة النسور ويدافعون عن قرارها، لماذا لا يقولون ذلك بصراحة. يقول المثل الانجليزي انك لا تستطيع ان تأكل الكعكة وتحتفظ بها في الوقت ذاته، وهذا ينطبق على من يريد ان يدافع عن حكومة مفلسة عن طريق الايهام بأنه في خندق المعارضة!
التضليل الاكبر الذي يتم ترويجه اعلاميا هو ما يقوم به عدد من الانتهازيين وهم يبررون مواقفهم الضعيفة والمنحازة ضد مصالح الشعب نزولا عند رأي مراجع عليا أخرى، فتوظيف حقيقة أن من بين المعارضين للنسور بالمجلس عدد من رجالات الدولة السابقين لاثبات الحصافة السياسية التي يتمتع بها من منح الثقة او انحاز لبرنامج رفع الاسعار، ما هو الا تعبير عن افلاس واستخفاف بذكاء المواطن الاردني، هنا نقول لقد سقطت ورقة التوت! فما نراه من تحالفات نيابية اعلامية للنيل من المجلس ومساعدة النسور للانتصار على "ممثلي الشعب" وفي المضي قدما بقرارات غير شعبية وخاطئة ليس بعيدا عن تفضيل احدى السفارات الغربية لخيار النسور ولن ازيد.
لا أدافع هنا عن مجلس النواب ولا أهاجمه، فانتقاد أداء المجلس أمر مطلوب، غير انني لا احترم الهجوم على المجلس لشيطنته أو لدب الرعب في قلوب اعضائه توطئة لتمرير سياسات حكومية غير شعبية والاهم هنا هو انها سياسات خاطئة. ولا يخفى الا على القليل منا أن رئيس الوزارء عبدالله النسور تمكن من تجنيد عدد من الكتاب للنيل من المجلس، ويقوم بهذا الأمر من هم مقربون من القصر الملكي- أو هكذا يدعون في مجالسهم الخاصة- وكأن هذا الدور مناط بهم أو كأن دورهم هو ارسال رسائل الدولة بلغة تحمل في ثناياها التهديد لاعضاء المجلس النيابي لإبقاء خطاباتهم النارية معزولة عما هو متوقع من امتثال للسلطة التنفيذية.
هالني وأنا أراقب التموضع واعادة التموضع في الكتابة الصحفية خدمة للمركز الأمني السياسي، فعندما جرت الانتخابات وتحدث البعض عن خروقات وانتهاكات وتزوير هب هؤلاء الكتاب نصرة لقرار الدولة واقسموا اغلظ الايمان أن الانتخابات كانت نزيهة وأن لا تزوير شاب العملية وإن حدث شيء غير صحيح فهو أولا وقبل كل شيء هامشي ثم لا يمكن ان يكون مقصودا.
وهذا المنطق كان يجب ان يقود هذه الثلة الى الدفاع عن حق المجلس في ممارسة دوره الدستوري لا استهدافه، عندما تحرر عدد من النواب من عقدة الماضي وعندما وقفوا للحكومة بالمرصاد، ما اعاق قدرتها على تنفيذ برنامج عابر للحكومات جاء تتويجا لسياسات رسمية خاطئة لا يجرؤ احد من رؤساء الحكومات مجرد التفكير باعادة النظر فيها.
لا نقول أن المجلس يجب ان يكون محصنا، لكن وصف ما يجري وكأنه مناكفات من عدد من النواب يقومون بتصفية حسابات خاصة لهم لهو كلام غير سياسي. وانتقاد النواب الذي يعترضون على رفع اسعار الكهرباء ووصف ادائهم بأنه في سياق المناكفة يعني أن هؤلاء الكتاب يتفقون مع حكومة النسور ويدافعون عن قرارها، لماذا لا يقولون ذلك بصراحة. يقول المثل الانجليزي انك لا تستطيع ان تأكل الكعكة وتحتفظ بها في الوقت ذاته، وهذا ينطبق على من يريد ان يدافع عن حكومة مفلسة عن طريق الايهام بأنه في خندق المعارضة!
التضليل الاكبر الذي يتم ترويجه اعلاميا هو ما يقوم به عدد من الانتهازيين وهم يبررون مواقفهم الضعيفة والمنحازة ضد مصالح الشعب نزولا عند رأي مراجع عليا أخرى، فتوظيف حقيقة أن من بين المعارضين للنسور بالمجلس عدد من رجالات الدولة السابقين لاثبات الحصافة السياسية التي يتمتع بها من منح الثقة او انحاز لبرنامج رفع الاسعار، ما هو الا تعبير عن افلاس واستخفاف بذكاء المواطن الاردني، هنا نقول لقد سقطت ورقة التوت! فما نراه من تحالفات نيابية اعلامية للنيل من المجلس ومساعدة النسور للانتصار على "ممثلي الشعب" وفي المضي قدما بقرارات غير شعبية وخاطئة ليس بعيدا عن تفضيل احدى السفارات الغربية لخيار النسور ولن ازيد.