jo24_banner
jo24_banner

الخطاب الديني الأردني الموزون زمن الكورونا

د.لؤي بواعنة
جو 24 :
 حملت خطبة الجمعة الثالثة- المرافقة لفيروس الكورونا- والتي ابدع فيها وزير اوقافنا الأردني محمد الخلايلة، جملة من الرسائل ذات المضامين الدينية والاجتماعية والوطنية، والتي كانت غاية في الأهمية والضرورة والحكمة والاتزان . ان دلت هذه الرسائل على شي فإنما تدل على، دراية هذا الشيخ العالم وتعمقه وفهمه وادراكه للدور الهام الذي يلعبه الدين في نهضة المجتمعات واستقراره وامنها وحمايتها وتقدمها. كما يدل على حرصه وحكمتة ورصانة خطابة وقدرته على توظيف الدين ومفرداتها لخدمة الدولة والمجتمع والصالح العام خاصة في هذا الظرف الاستثنائي.الذي يعاني منه الوطن. كما يدل أيضا على ما تتمتع هذه الحكومة من كفاءات عالية قادرة على إدارة دفة الأزمة بتعاونها وتشاىكيتها بقيام كل منهم بدور، وأن حاد البعض منهم عن مالوفه قليلا.

كم نحن بأمس الحاجة في ظل هذه الظروف الحرجة لعلماء الأمة وقادة الفكر فيها، وذلك بكشفهم وتوضيحهم لنا وللامة والوطن ما جاء من تعاليم سماوية ومن هدي انبيائه لتسيير أمور الانسانية وما يعترضها في حياتها من فتن ونكبات. فهؤلاء العلماء الاجلاء هم اهل الاختصاص واقدر الناس على إيصال الرسائل الضرورية الهامة للمواطنين والدولة، وذلك بالاستماع إلى ارشاداتهم ومواعظهم وفتاويهم، والتي يجب علينا جميعا ووجوبا الاصغاء إليها العمل فيها، وفي مقدمتها وعلى راسها دعواتهم للالتزام بتعليمات الدولة واوامرها. وتطبيق أوامر قانون الدفاع كجزء من الواجب الديني لتدارك امر الوباء ومكافحته. وقد ابدع الدكتور محمد الخلايلة البارحة في توظيف الدين خدمة للوطن وأهله وحمايته من كل أمر قد يسهم في جلب الضرر أو والخطر نحوه .

ركز العالم الخلايلة في خطبة الجمعة البارحة على أربعة قضايا اساسية : الأولى المسؤولية المجتمعية الجماعية للناس كافة. الثانية، طاعة ولي الأمر، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. ثالثا، التكافل الاجتماعي بين أبناء الوطن كله،وضرورة مساندة بعضنا البعض، ومساند الدولة أيضا وقت ازمتها. رابعا، التضرع إلى الله بالدعاء والتوبة والاستغفار، والرجوع اليه لنتجاوز المحنة التي تعصف بنا.

لقد وضع الخلايلة اصابعه على الجرح مباشرة دون التواء. فكان مباشرا في خطابه وبلغة بسيطة ومقنعة في الوقت نفسه ومدعمة بالهدي النبوي، بدعوته كل مواطن بتحمل مسؤولية عمله، وعدم الاستهتار ازاءه، فما يقوم به من عمل اي كان، هو مسؤولية دينية أمام الله عزوجل، وومسؤولية وطنية أمام الدولة وولي أمرها. فجميعنا معنيون بمكافحة الوباء وذلك بتطبيقنا تعليمات الدولة من حيث الالتزام بساعات الخروج، وحماية صحتنا وأهلنا وجيراننا وكل أفراد مجتمعنا بعدم التجمع والتجمهر وغيره. فالالتزام بتعليمات الدولة في هذه الظروف الحرجة أمرا عاما تقتضية مصلحة الجميع لنجاة الجميع، وتجاوز الوطن بكافة فئاته من هذا الوباء الذي لا يفرق بين غني وفقير وطفل وشيخ.

رسائل هامة وضرورة وجهها عالم الدولة الأردنية الرسمي وواعظها في خطبته البارحة، تنم عن حكمة وعلم في الدين ودروس في الانتماء والولاء والوطنية. أولاهما، الصدق مع النفس والدولة معا، بأن نكون مسؤولون أمام الله وولي الأمر، وذلك بالالتزام، والابتعاد عن الاستهتار والغفلة والتهاون، وضرورة التعاون لمصلحة الجميع. وثانيتها، انها دعوة للرجوع إلى الله بالاستغفار والتوبة لرفع البلاء والوباء عن هذا الحمى الهاشمي. فما حدث بالعالم من هذا الوباء رسالة للجميع لوقف المعاصي والكف عنها، والخوف من الله وتذكر معالم قدرته ورحمته وطلب ذلك منه باساليب وطرق متعدد . وثالثتها، انها دعوة لكشف معادن الناس جميعم وانتمائهم لهذا الوطن وقت المحن لا وقت الرخاء فقط، ببذل المال بكل ما تجود به النفس لمكافحة الوباء، وايواء الفقراء والمتعطلين، واسناد اقتصادها الوطني الذي لم يبخل علينا يوما بتبرعنا لصناديقه الثلاث المتنوعة، وهي في الوقت نفسه دعوة صريحة وموجهة وواجب أخلاقي للتبرع لكل غني ولكل مسؤول نهل من الدولة وتربى بين اضلع مؤسساتها حتى أصبح كبيرا من خلالها . ورابعتها، انها رسالة للوفاء للوطن وقيادته التي وجهة الأزمة نحو بر الأمان وقدمت الإنسان الأردني وصحته، فالانسان أغلى ما نملك، وشواهدها كثيرة ضاربا مثلا حيا بقيامها بالاطمئنان على المناطق التي انتشر بها الوباء في اربد وغيرها، فكانت مساهمة سمو ولى العهد المعظم بحمل التبرعات بنفسه حماية للمواطن الأردني وصحته دليلا وانموذجا للجميع للاقتداء به.حمى الله الأردن وقيادته وشعبه،ودفع عنه الوباء والبلاء.
تابعو الأردن 24 على google news