الملك إذْ ينتصر للمحتسب..
في العمل الإعلامي، قد تخطئك العبارات والكلمات، وقد تحدث "زلاّت" و "سقطات"، يقع فيها الكثيرون، ولكنك كمراقب لا تستطيع أن تؤكد أن هذه "الزلة" مقصودة، أو أن ذلك "الخطأ" متعمّد.. وأن صاحبه يستهدف تهديد أمن الدولة، وتقويض نظامها.. فذلك مما يسيء للدولة والنظام على حدٍ سواء، لأن الدولة لا تهزّها كلمة، ولأن النظام لا تقوّضه سقطة أو زلّة من هذا الشخص أو ذاك..!!
دائماً نعوّل على حكمة الملك وقوة بصيرته وسداد فكره، وفيض تسامحه، وهو الذي كان ولا يزال على نهج ملوك الهاشميين في الصفح والتسامح، وقبل هذا إنصاف المظلومين والمفترى عليهم، أو المبالغ في إساءة فهمهم، واستيعاب آرائهم، وربما سقطاتهم غير المقصودة..!!
ولأننا في الجسم الإعلامي، نسمو بالحرية التي دعا إليها وضَمِنَها الملك، فإن التوجّه لجلالته يصبح واحداً من أهم الأسلحة التي نرفعها في وجه منْ يتآمرون على "الوطن" بتآمرهم على الكلمة الصادقة، والإعلام الهادف، والناس الطبيبن، وهو سلاح نرفعه في وجوه أولئك المرجفين المسكونين رعباً، الذين لا يحملون بين جوانحهم سوى الأنا الضيقة، يدافعون عن مصالحهم ومكتسباتهم "الجبانة"، ولا تعنيهم مصالح الوطن، ومكتسبات الشعب..!!
الإعلام أيها السادة، أداة تنهيض لا تقويض، ومعول تعمير لا تدمير، ويجب أن تفهونه على هذا الأساس، وعندما نكتب الكلمة المسؤولة، علينا أن نكتبها بشجاعة، فإن لم نفعل أو لم نستطع، علينا أن نعتزل الكتابة، فلا تُمارس هذه المهنة إلاّ برافعتين عملاقتين أساسيتين: المسؤولية والحريّة.. وإذا كانت هناك ظروف أو أجواء لا تسمح بالكلمة الحرة المسؤولة، فالأفضل أن يعتزل الإعلاميون مهنتهم ويطلّقونها بالثلاث، ويبحثوا عن مهنة أخرى يعتاشون منها وعائلاتهم.. فربما أصبحت أوضاعهم المعيشية أفضل، وأمزجتهم أجمل ..!!
ولكن، ثمّة دائماً في أردننا منْ ينتصر للحرية والكلمة، وينصف الأحرار، هو الملك، وهو الذي سينتصر لجمال المحتسب ويأمر بإطلاق سراحه لكي يعود إلى خندقه الإعلامي، وإلى أسرته.. رافعاً هامته منتشياً بإنصاف الملك.. وعدالة الملك.. ونصرة الملك..
أما الدرس: فما من نظام إلاّ ويقوى بالحرية فلا تهزّه لكمة ولا تقوّضه كلمة..!!
Subaihi_99@yahoo.com