تمتع النساء بالصحة مرتبط بتراجع العنف الجسدي والجنسي
أصدرت منظمة الصحة العالمية بتاريخ 20/6/2013 وبالتعاون مع كلية لندن لشؤون الصحة وطب المناطق الإستوائية ومجلس جنوب أفريقيا للبحوث الطبية ، تقريراً بعنوان "التقديرات العالمية والإقليمية للعنف ضد النساء" والذي يعتبر أول دراسة بحثية ومنهجية للبيانات العالمية حول مدى إنتشار العنف المرتكب من قبل الشريك الحميم أو غير الشريك ، والتأثيرات الصحية لذلك على النساء.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أن العنف المرتكب ضد النساء من قبل الشركاء الحميميين وفقاً للمنهجية التي إعتمدها التقرير تعتمد بشكل أساسي على الحالات المبلغ عنها من النساء لتجربة واحدة أو أكثر تعرضن خلالها لأفعال عنف جسدي و / أو جنسي من قبل الشريك الحيميم الحالي أو السابق منذ أن كان عمرهن (15) عاماً فأكثر.
ويعتبر من قبيل العنف الجسدي وفقاً للتقرير ، الصفع أو إلقاء الأشياء على النساء والتي قد تضر بهن جسدياً ، والدفع والبطح أرضاً ، والضرب بقبضة اليد أو بأي آداة قد تضر بهن ، والركل والجر والسحل ، والخنق والحرق المقصود ، و / أو التهديد المصاحب لوجود سلاح ناري أو أبيض أو أي سلاح آخر يستخدم ضدهن. في حين يعتبر من قبيل العنف الجنسي إجبارهن على الجماع في الأوقات التي لا يرغبنها ، أو ممارستهن له خوفاً مما قد يفعله الشركاء الحميميين بهن ، و / أو إجبارهن على أفعال جنسية تعتبر مهينة أو مذلة.
والعنف الجنسي من قبل الشريك غير الحميم والذي شمله التقرير للنساء فوق (15) عاماً ، هو أي إجبار للقيام بأفعال جنسية رغم عنهن من أي شخص غير الزوج أو الشريك الحميم.
ويشير التقرير الى أرقام ملفتة ذات دلالات على مدى إنتشار العنف ضد النساء خاصة الجسدي والجنسي ، فحوالي (35%) من النساء يتعرضن لعنف يمارسه الشركاء الحميميين أو غيرهم ، والعنف الأكثر إنتشاراً وتعاني منه النساء في مختلف أنحاء العالم ويضر بهن جسدياً ونفسياً ، وبنسبة تصل الى (30%) هو ذلك الذي يمارسه الأزواج / الشركاء الحميميين ، وتعتبر منطقة الشرق الأوسط ومن بينها الأردن من أكثر المناطق التي ينتشر فيها هذا النوع من العنف وفقاً للبيانات المتوفرة وبمعدل إنتشار وصل الى (37%).
وتضيف "تضامن" بأن (38%) من النساء يتعرضن للقتل على يد شركائهن الحميميين ، و(42%) من النساء الأخريات اللاتي يواجهن عنفاً جسدياً أو جنسياً على يد شركائهن الحميميين يتعرضن لأضرار جسدية ، كما وتتضاعف إحتمالات إصابتهن بالإكتئاب الى مرتين مقارنة مع النساء اللاتي لا يتعرضن للعنف بأشكاله المختلفة ، وقد تتضاعف لمرتين أيضاً معاناتهن من مشاكل مرتبطة بتعاطي الكحول مقارنة بغيرهن من النساء.
كما وتزيد الى مرة ونصف إحتمال إصابة المعنفات جسدياً و / أو جنسياً على يد شركائهن الحميميين بأمراض منقولة جنسياً لمرض الزهري أو السيلان أو بفيروس العوز المناعي البشري. وتعاني العديد من النساء المعنفات من الحمل غير الرغوب به سواء بسبب العنف الجنسي من شركائهن الحميميين أو سواهم ، كما وتتضاعف لمرتين إحتمالات الإجهاض بسبب العنف الجسدي و / أو الجنسي عن غيرهن ممن لا يمارس العنف ضدهن. وولادة أطفال ناقصي الوزن ترتفع بنسبة (16%) عن غيرهن من النساء الحوامل اللاتي لم يتعرضن للعنف.
وتشير "تضامن" الى دراسة تحليلية إقليمية صدرت عام (2012) ونفذتها منظمة "كير" حول العنف المبني على النوع الإجتماعي في كل من مصر والأردن واليمن ، حيث تبين أن (40%) من النساء في الأردن واللاتي شملتهن الدراسة يتعرضن للعنف المبني على النوع الإجتماعي ، وأن (70%) منهن أبدتن قبولاً لضرب الزوج زوجته عند إرتكابها خطأ ما ، أو عدم إطاعة الزوج ، أو مغادرة المنزل دون إذن ، أو أهمال الأسرة أو الأطفال أو الزوج.
وأشارت الدراسة نفسها الى أن (68%) من النساء يتعرضن للعنف داخل منزل الزوجية ، و(59%) منهن يتعرضن للعنف داخل منزل الأهل ، و(48%) من النساء يتعرضن للعنف خارج المنزل. وأكثر أنواع العنف شيوعاً هي الضرب والسب والإهانة ، حيث وصلت نسبة تعرض النساء للضرب الى (59%) والسب بنسبة (51%) والإهانة بنسبة (42%).
من جهة أخرى تشير أرقام إدارة حماية الأسرة في الأردن والتابعة لمديرية الأمن العام الى أن عدد حالات النساء المعنفات والتي وصلت للإدارة عام (2012) بلغت (7931) حالة ، أحيل منها (27%) الى القضاء و(12%) الى الحاكم الإداري ، و(61%) الى مكتب الخدمة الإجتماعية التابع للدائرة نفسها. ومن بين هذه الأرقام فإن (578) حالة تعرضت فيها النساء لعنف جنسي من بينهن (295) إمرأة و(283) طفلة.
وتؤكد "تضامن" في تقريرها السنوي لعام (2012) الى إستقبالها (84) حالة تعرضت فيها النساء الى عنف جنسي ، وتعددت أشكال هذا العنف كالهجر الجنسي للزوجات ، وإساءة معاملتهن جنسياً ، وإجبارهن على ممارسات جنسية غير مقبولة إجتماعياً ودينياً وتؤثر صحياً عليهن ، وإرغامهن على ممارسة البغاء.
كما إستقبلت "تضامن" (70) سيدة وفتاة تعرضن لشكل أو أكثر من أشكال العنف الجسدي منها على سبيل المثال (الضرب المتكرر على الرأس ، الركل ، شد الشعر ، العض ، الربط بالجنزير ....الخ) وقد تسبب هذا النوع من الممارسات العنيفة إلى إحداث الكسور ، فقدان السمع ، ضعف في البصر ، كدمات شديدة ، تساقط شعر الرأس بشكل كبير، وغيرها من آثار العنف الجسدي.
جمعية معهد تضامن النساء الأردني