الطريق إلى الكرك
نهاية الأسبوع المنصرم ذهبت الى الكرك، ومررت من طريق الموجب. لولا سماعي لنشرات الأخبار على بي بي سي لنسيت كورونا وأخواتها.
فكم ان كورونا ضربت في نفوسنا وجعا وقلقا، وخوفا ؟ الا ان الربيع الجميل والطبيعة الجذابة، والوان الربيع المزهرة والبراقة والفاقعة على جبل بني حميدة وبالنزول اتجاه سد الموجب، وصعودا نحو قرى العمرو يبعث على الأمل والبهجة والسعادة والفرح.
وكم ان اخبار كورونا تعيسة ؟ موتى ومصابون، واقتصاد ينهار، وزملاء وأصدقاء ينهالون عليك بالرسائل والاتصالات يسألون بحيرة وقلق عما أصاب أحوالهم المعيشة والاجتماعية، من شُح بالدخل الشهري، وفقدانهم لوظائفهم، وغيرها من تداعيات كورونا اللعينة.
بلا شك ان كورونا رمت سهمها في حياتنا، وضربت طعنات متتالية من متلازمة الحظر الشامل والحجر، وتوقف الإنتاج وعجلة الاقتصاد، والتعطل الإجباري عن العمل، وهشاشة سياسات الحكومة الاقتصادية لمعالجة الأزمة وتداعيها.
وقفت في طريقي الى الكرك على مطل الموجب، استعمت لأصوات الأشجار وسجن الطبيعة الغاضبة، وضجيج البلابل
و العصافير، وحفيف الأشجار المنساب بحركة الرياح الهادئة والدافئة.
تمتعت بالمنظر، وأمعنت النظر في أزهار وأعشاب وورود ونباتات برية من سنوات بعيدة لم زرعها في جبال وسهول ووديان الأردن.
على خلاف أعوام ماضية، ومن شدة السكون ورضاء وتصالح الطبيعة مع الإنسان، فإنك تسمع صوتها صافيا ونقيا، وتسمع صوتا يخاطبك من الأشجار والأزهار والنباتات والزرع.
وتسمع عن بعد أنغام ربابة الرعيان، وكأنها آلة تسجيل تردد أنغام وتراتيل الأيام المقدسة. أصوات تنعش فيك الثورة، وحب الطبيعة والغناء، ورغم ان صوتي بشع ومزعج الا أني غنيت وحدي ورددت مواويل وأشعارا لماجد بن عدوان وعرار.
ولا أجمل من ربيع الأردن. قاهر لكورونا وكل الامراض، وأنت هناك تفقد الشعور بكل العلل والأمراض والأوجاع حتى النفسية، راحة بال مغناطيس يطرد كل المنغصات والوسوسات وطرائد وملاحق الأمراض.
لربما ان ربيع الأردن هو الدواء لكورونا وغيرها ! ولنعش بحب وأمل وسلام، فقد يكون ما قد تبقى لنا في زمن كورونا بقايا فصل الربيع.