jo24_banner
jo24_banner

معركة رئاسة النواب تبدأ بغزوات مبكرة تزعج السرور

معركة رئاسة النواب تبدأ بغزوات مبكرة تزعج السرور
جو 24 :

كتب- حمزة العكايلة- تخضع حسابات المراكز القيادية في الأردن غالباً لمقاييس التوزان بين العشائر والتيارات المختلفة البيرقراطية منها والليبرالية، فرئيس الوزراء د.عبد الله النسور يحسب على العشائر والبيرقراط، فيما يمثل رئيس الديوان الملكي د.فايز الطراونة التيار المحافظ، أما رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري فهو محسوب على تيار إصلاحي حذر يراعي الديمغرافيا السكانية في الممكلة، فيما يحسب رئيس مجلس النواب الحالي سعد السرور على التيار المحافظ، وكل تلك المراكز تتفرع من حضن النظام ولا تمثل بشكل وآخر أي تمثيل لقوى المعارضة.


وتعد انتخابات رئاسة مجلس النواب من أكثر المشاهد حيوية وسخونة في البلاد إذ أنها الوحيدة من بين المراكز السابقة التي تجري وفق الانتخاب المباشر، بخلاف المراكز السابقة التي يتم تعينها من قبل الملك.


ومع اقتراب استحقاق انتخابات الرئاسة، كان واضحاً حجم التصرفات والمداخلات النيابية التي أزعجت رئيس مجلس النواب المهندس سعد السرور الاربعاء أثناء مناقشة المجلس لقانون الضمان الاجتماعي، في مشهد بدا وكأنه أشبه بغزوات ومناورات يجريها نواب مخضرمون في نيتهم الترشح لانتخابات الرئاسة مطلع تشرين أول القادم.


أولى الغزوات نفذها النواب محمود الخرابشة ومحمد القطاطشة ويحيى السعود وهم في صف أقرب ما يكون لرئيس المجلس السابق المحامي عبد الكريم الدغمي، والذي تبدو آماله في عودة وصعود لاستعادة مكانه ومكانته، فالنواب ثلاثتهم بدأوا بهجوم معنف ضد السرور، شاركهم فيه الدغمي إلى أن وصلت الأمور لنبرات حادة متبادلة في مساءل لا تحتاج إلى كم التوترات التي حصلت، من مثل طلب الحديث وتنظيم أدوار كلام النواب، ماحدا بالدغمي القول للسرور "سوي زي ما بدك" وهي لهجة غير معتادة بينهما، سبقها اتهامات من الدغمي للنسور بتزوير إرداة النواب أثناء التصويت على الموزانة العامة للدولة.


أحد النواب تحدث لنا عن هجمة شرسة واضحة يتعرض لها السرور في معركة الطحن والسباق نحو الرئاسة وعرج على خلاف الدغمي والسرور بسرد مثل مصري "علشان حتة بطيخ عمل مشكله وصريخ" في إشارة إلى أن الخلافات التي دارت تحت القبة اليوم لا تحتاج كل تلك المناورات، وقال إنه وجه الحديث لواحد من النواب الثلاثة بالقول: "شو قصتك اليوم شارب مية بارود".


المعلومات الأولية في السباق نحو الرئاسة وأدواتها ودهاليزها تشير إلى أن شغباً يقوده الدغمي بالدرجة الأولى على السرور وأن الرجل يفكر جدياً بالترشح للرئاسة وأن أرقامه النيابية حتى الآن تدور في فلك الـ25 نائباً أبرزها مفلح الرحيمي وعلي الخلايلة، وبالدرجة الثانية فإن شغباً يمارس من قبل رئيس المجلس الأسبق عبد الهادي المجالي وإن كان بشكل غير معلن، أما عاطف الطراونة فهو الأكثر حركة والأقل شغباً، إذ أن لدى الرجل طموحات سابقة مازالت تسكنه برئاسة المجلس، وهي التي كانت قريبة منه إلا أن الحسابات الغريبة والتي أصبحت مسلمة في مراكز صناعة القرار حرمته من ذلك بعد ثبات د.فايز الطراونة برئاسة الديوان الملكي.


ومن بين النواب الذين يتداول اسمهم للترشح لسباق الرئاسة النائب خليل عطية نائب رئيس المجلس الحالي إذ يعمل الرجل بصمت ويستمزج آراء نيابية وصحافية لخوض معركة الرئاسة، إلا أن النصائح التي وجهت إليه تذهب باتجاه التريث لحين معرفة رئيس مجلس الأعيان فيما إذا كان سيبقى طاهر المصري أم أن الأمور ستذهب باتجاه فايز الطراونة بعد رحيله عن الديوان الملكي، حينها ستكون فرصتي عاطف الطراونة والسرور أقرب من سواهمها للظفر بموقع الرئاسة، فيما تبقى الاحتمالات واردة لأي تغيرات.

تابعو الأردن 24 على google news