فريق الرزاز.. استعراضات متلفزة وإجابات مسلوقة على أسئلة معلبة!
جو 24 :
محرر الشؤون المحلية_ يعتقد عدد من المسؤولين في حكومة الرزاز، مع الأسف، أن مناصبهم منحت لهم من باب التشريف، وليس التكليف، ما دفعهم إلى الاستعلاء في أبراجهم العاجية، والإحجام عن الرد على أسئلة الإعلام، واستفسارات الرأي العام!!
ظاهرة التعجرف هذه باتت تهيمن على مختلف المواقع الرسمية، منذ مجيء حكومة الرزاز، التي تظن أنها فوق البشر، سواء فيما يتعلق بمنصب وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء، أو أمين عام الرئاسة، مرورا بوزراء العمل، والصحة، والنقل، والمالية، والتخطيط، والأوقاف، والأشغال، والطاقة، والأمناء العامين لمعظم هذه الوزارات، ناهيك بأمين عمان، ورئيس هيئة تنظيم قطاع النقل، ومدير عام ضريبة الدخل.. كل هؤلاء الوزراء والمدراء يعتقدون أنهم "أسمى" و"أعلى" من الرد على اتصالات الصحفيين، والإجابة على أسئلتهم!!
كإعلام مهني موضوعي، يهمنا في الأردن 24، ككافة زملائنا في وسائل الإعلام المستقل، نقل الرأي والرأي الآخر.. ولكن ماذا عندما يحترف الرأي الرسمي الغياب والاستعلاء؟! الإعلام يقوم بواجبه عبر توجيه الأسئلة إلى أولئك المسؤولين، بيد أنهم يعتبرون أن الرد على أسئلة الإعلام مجرد فضل، لهم الخيار في منحه أو حجبه!!
ترى، ما الذي يشغل أصحاب المناصب والمواقع الرسمية، في حكومة الرزاز، عن الناس ومشاكلهم؟ أليس الأصل أن هذه المناصب وجدت في الأساس لخدمة الناس وإدارة مصالحهم؟ كيف انقلب الأمر إلى معادلة الاستعلاء الفوضوية؟!
هل بات المطلوب من الإعلام استسقاء المعلومات من وسائل التواصل الاجتماعي، ونقل الشائعات وترويجها؟! أم أن مهمة المسؤول باتت تقتصر على الاستعراض الإعلامي لدى القنوات المحظية، للرد فقط على الأسئلة الجاهزة والمعلبة؟!
هذا استعلاء غير مقبول على الإطلاق.. وتفشي هذه الظاهرة ستدفعنا إلى نشر قائمة سوداء بأسماء كل من يتنصل من مسؤولياته ويتهرب من أسئلة السلطة الرابعة، كي يسجل التاريخ مواقف المتعالين على الرأي العام، والمتنصلين من مسؤولياتهم الوظيفية!
الأصل أن تكون المعادلة بصيغتها المتوازنة، التي تضع الحكومة في خدمة الإعلام، كونه هو ما يعبر عن الرأي العام، ويطرح قضايا الناس، التي وجدت الحكومة أساسا لحلها.. أما من يعجز عن أداء هذا الدور، الذي تستوجبه المسؤولية، فعليه التزام منزله، وترك مناصب الشأن العام لمن يستحقها!
يخشى وزراء الرزاز الإجابة على الأسئلة الحقيقية.. فيلجأ كل منهم إلى وسيلة إعلامية محظية، للتنسيق معها على عرض إجابات أعدت سلفا لأسئلة مختارة بعناية! والأنكى من هذا أنه يظن نفسه قد حقق إنجازا عظيما، بمثل هذه المشاهد الاستعراضية!!
الأمر ببساطة أن فريق الرزاز يدرك حقيقة ضعفه وهزاله، وهذا ما يفسر خوفه من الارتجال والإجابة على أسئلة الصحفيين، خشية انكشاف الحكومة، وظهور عجزها وفشلها المستمرين!
هذه الحكومة المختبئة في أبراجها العاجية، معتقدة أن رجالاتها مترفعون في قمة الهرم، تخشى سماع أي صوت سوى صدى صوتها! فتراها تتكبر على تلبية حاجات الناس، وعلى سماع أي نقد أو ملاحظة أو شكوى.. وهذا ما يؤكده الغياب التام لأي دور حقيقي للناطقين الرسميين، الذي يتلقون رواتبهم دون أن يكونوا فعلا حلقة وصل بين حكومة الرزاز والسلطة الرابعة!!
حق الحصول على المعلومة تصادره حكومة الرزاز عبر تعجرف أعضائها، وامتناعهم المستمر عن الرد على أسئلة الصحافة.. وهذا ليس الحق الوحيد الذي صادرته هذه الحكومة المستعلية، التي تنظر إلى الأردنيين بفوقية مخجلة!