إذا كنت لا تسمع طبول الحرب فأنت أصم
د. حسن البراري
جو 24 : "إذا كنت لا تسمع طبول الحرب، فأنت أصم،" عبارة قالها هنري كيسنجر ونسوقها هنا في تحليلنا للخطوة المفاجئة التي اتخذها زعيم حزب كديما الإسرائيلي شاؤول موفاز بالانضمام إلى حكومة نتنياهو. فبعد أن تمكن موفاز من اقصاء تسيبي ليفني عن زعامة حزب كديما، تحرك باتجاه اليمين وانضم في حكومة وحدة وطنية مع الليكود ما دفع نتنياهو إلى التراجع عن قراره في اجراء انتخابات مبكرة قبل نهاية هذا العام.
الكثير من المراقبين يشبه هذه الخطوة بقيام رئيس وزراء الأسبق ليفي اشكول بتشكيل حكومة وحدة وطنية في الأول من حزيران 1967 عندما ضم حزب رافي وحيروت وعندما عيّن موشيه دايان (من قائمة رافي) وزيرا للدفاع، طبعا القرار جاء بهدف اتخاذ قرار الحرب. وبعيدا عن هذا الاستحضار، فإن هناك اسباب سياسية لها علاقة بوضع كديما المتراجع انتخابيا ورغبة نتنياهو في اكمال ولايته لكن دون أن يكون رهينا للأحزاب المتدينة في الائتلاف، لكن القضية الأهم برأيي تتركز حول أثر الخطوة، وتحديدا في الوقت الذي تقترب فيه المهلة الاسرائيلية للمجتمع الدولي للتعامل مع الملف النووي الايراني بالانتهاء ، فهل ستسهل هذه الخطوة من اتخاذ قرار الحرب الاصعب ضد إيران؟
نجح نتنياهو من خلال حملة علاقات عامة و"بروباغاندة" تمسى باللغة العبرية ب "الهزبراه" ، في دفع الموضوع النووي الايراني إلى أعلى قائمة الاهتمام العالمي، وقد اجرى نتنياهو محادثات مع أوباما وقام فريق اسرائيلي باجراء حوار استراتيجي مع الولايات المتحدة اعتمدت فيه اسرائيل على الغموض حتى تدفع الولايات المتحدة لأخذ تهديداتها بشن حملة عسكرية على إيران محمل الجد. لذلك رفض الوفد الإسرائيلي الاطلاع على الخطط العسكرية الأميركية حتى لا يطلب منهم اطلاع الجانب الاميركي على ما في جعبة إسرائيل من خطط عسكرية. وصحيح أنه لا يتوفر لاسرائيل خيار عسكري ناجع للقضاء على البرنامج النووي الإيراني لكن هذا لا يعني أن اسرائيل لن تشن هجمات عسكرية تعمل على اعاقة البرنامج النووي لسنوات إن لم تتمكن من تدميره مرة وللأبد وربما تورط المنطقة في حرب اقليمية تطال الكثير من اللاعبين.
وعلى رأي المحلل الاسرائيلي شلومو بروم الذي كان رئيسا لشعبة التخطيط الاستراتيجي بالجيش الاسرائيلي فإن انضمام موفاز بحكومة وحدة وطنية أسعد كثيرا كل من نتنياهو وباراك الذي كان يخشى انتخابات مبكرة لتتراجع وضعه في حزب العمل الذي تجاوزه، وهو بذلك يضمن حقيقة الدفاع لثمانية عشر شهرا قادما. فإنتخابات مبكرة ونجاح نتنياهو فيها كانت ستجبره على الاستجابة لمتطلبات الأحزاب التي ستدخل في الائتلاف والتضحية بايهود باراك. ومن المعروف أن نتنياهو وباراك هما الصوتان الأكثر حماسا لضرب ايران، وقبل أسبوع شن باراك هجوما كاسحا على رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت، وعلى مائير داغان مدير الموساد السابق وعلى يوفال ديسكين مدير الشاباك لأنهم حذروا من مغبة قيام اسرائيل بضربة عسكرية لإيران، وقال باراك بأنهم يقوضون موقف اسرائيل دوليا، وهذا طبعا في سياق بناء رأي عام مساند لهما في حال قررا الذهاب إلى حرب مع إيران.
جاءت الخطوة من قبل موفاز لتدفع بالانتخابات المبكرة بعيدا وتشكل اتئلافا من ٩٤ عضو كنيسيت وهو الاعلى في تاريخ اسرائيل، وهو ما يعني أن نتنياهو يمكن له الذهاب لحرب من دون معارضة، وتاريخ حكومات الوحدة الوطنية هو أما لدخول حرب أو للتعامل مع نتائج حرب. وستكون مهمة الحكومة التي تضم ثلاثة من الرؤساء السابقين لهيئة الاركان اسهل . على أن السبب الذي جعل نتنياهو يتراجع عن قرار اجراء انتخابات مبكرة بعد أن نجح في قراءته الاولى بالكينيست هو لتحسين قدرته على اتخاذ قرار الحرب ضد ايران. فنتنياهو يخشى من أن اعادة انتخاب أوباما لان ذلك سيحرره من قيود السياسة الداخلية ويجعله اكثر قدرة على التحرر في الموضوع الايراني وربما ممارسة ضغط على اسرائيل بخصوص الحل مع الفلسطينيين، وهنا يريد أن يحوّل نتنياهو الانتخابات في اميركا لتكون على البرنامج النووي الإيراني. وحتى موفاز الذي كان يعارض الحرب على ايران عندما كان في المعارضة سيشكل اضافة شرعية لأي قرار يتخذه باراك ونتنياهو وبخاصة ومهما يتمتعان بدعم من قبل موشيه يعلون الذي يطالب بالحرب علي ايران منذ فترة طويلة،
ويقول اري شفيط- المحلل السياسي من صحيفة هآرتس والقريب من مصادر نتنياهو- إن نتنياهو مشغول بايران وان الحكومة الجديدة مسكونة بهذا الهوس. ويقول شفيط بأن أي واحد معني بوقف الحرب عليه أن يفكر بحل سياسي قبل أن تنتهز الحكومة الجديدة نهاية الصيف وتشن المعركة وتورط بها الأميركان. فيبدو أن باراك ونتنياهو قد عقدا العزم على التحرك لحسم موضوع إيران وهو أمر يقلق عدد من الاستراتيجيين الإسرائيليين. وهنا يقول يوفال ديسكين ان باراك ونتنياهو غير مؤهلين لقيادة اسرائيل في هذه المرحلة وانهما قد يورطان اسرائيل في معركة مع ايران !
بكلمة، هناك ملفات كثيرة يمكن تحليلها لفهم تشكيل حكومة وحدة وطنية، ولكننا هنا ركزنا على على البعد الإيراني، فانضمام موفاز لكل من نتنياهو وباراك إلى لقاء مع كاثرين اشتون (قبيل محادثات إيران من مجموعة الخمس زائد واحد) وهو لقاء مخصص لمناقشة الأزمة مع إيران لمؤشر على مغازي تشكيل حكومة وحدة وطنية.
الكثير من المراقبين يشبه هذه الخطوة بقيام رئيس وزراء الأسبق ليفي اشكول بتشكيل حكومة وحدة وطنية في الأول من حزيران 1967 عندما ضم حزب رافي وحيروت وعندما عيّن موشيه دايان (من قائمة رافي) وزيرا للدفاع، طبعا القرار جاء بهدف اتخاذ قرار الحرب. وبعيدا عن هذا الاستحضار، فإن هناك اسباب سياسية لها علاقة بوضع كديما المتراجع انتخابيا ورغبة نتنياهو في اكمال ولايته لكن دون أن يكون رهينا للأحزاب المتدينة في الائتلاف، لكن القضية الأهم برأيي تتركز حول أثر الخطوة، وتحديدا في الوقت الذي تقترب فيه المهلة الاسرائيلية للمجتمع الدولي للتعامل مع الملف النووي الايراني بالانتهاء ، فهل ستسهل هذه الخطوة من اتخاذ قرار الحرب الاصعب ضد إيران؟
نجح نتنياهو من خلال حملة علاقات عامة و"بروباغاندة" تمسى باللغة العبرية ب "الهزبراه" ، في دفع الموضوع النووي الايراني إلى أعلى قائمة الاهتمام العالمي، وقد اجرى نتنياهو محادثات مع أوباما وقام فريق اسرائيلي باجراء حوار استراتيجي مع الولايات المتحدة اعتمدت فيه اسرائيل على الغموض حتى تدفع الولايات المتحدة لأخذ تهديداتها بشن حملة عسكرية على إيران محمل الجد. لذلك رفض الوفد الإسرائيلي الاطلاع على الخطط العسكرية الأميركية حتى لا يطلب منهم اطلاع الجانب الاميركي على ما في جعبة إسرائيل من خطط عسكرية. وصحيح أنه لا يتوفر لاسرائيل خيار عسكري ناجع للقضاء على البرنامج النووي الإيراني لكن هذا لا يعني أن اسرائيل لن تشن هجمات عسكرية تعمل على اعاقة البرنامج النووي لسنوات إن لم تتمكن من تدميره مرة وللأبد وربما تورط المنطقة في حرب اقليمية تطال الكثير من اللاعبين.
وعلى رأي المحلل الاسرائيلي شلومو بروم الذي كان رئيسا لشعبة التخطيط الاستراتيجي بالجيش الاسرائيلي فإن انضمام موفاز بحكومة وحدة وطنية أسعد كثيرا كل من نتنياهو وباراك الذي كان يخشى انتخابات مبكرة لتتراجع وضعه في حزب العمل الذي تجاوزه، وهو بذلك يضمن حقيقة الدفاع لثمانية عشر شهرا قادما. فإنتخابات مبكرة ونجاح نتنياهو فيها كانت ستجبره على الاستجابة لمتطلبات الأحزاب التي ستدخل في الائتلاف والتضحية بايهود باراك. ومن المعروف أن نتنياهو وباراك هما الصوتان الأكثر حماسا لضرب ايران، وقبل أسبوع شن باراك هجوما كاسحا على رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت، وعلى مائير داغان مدير الموساد السابق وعلى يوفال ديسكين مدير الشاباك لأنهم حذروا من مغبة قيام اسرائيل بضربة عسكرية لإيران، وقال باراك بأنهم يقوضون موقف اسرائيل دوليا، وهذا طبعا في سياق بناء رأي عام مساند لهما في حال قررا الذهاب إلى حرب مع إيران.
جاءت الخطوة من قبل موفاز لتدفع بالانتخابات المبكرة بعيدا وتشكل اتئلافا من ٩٤ عضو كنيسيت وهو الاعلى في تاريخ اسرائيل، وهو ما يعني أن نتنياهو يمكن له الذهاب لحرب من دون معارضة، وتاريخ حكومات الوحدة الوطنية هو أما لدخول حرب أو للتعامل مع نتائج حرب. وستكون مهمة الحكومة التي تضم ثلاثة من الرؤساء السابقين لهيئة الاركان اسهل . على أن السبب الذي جعل نتنياهو يتراجع عن قرار اجراء انتخابات مبكرة بعد أن نجح في قراءته الاولى بالكينيست هو لتحسين قدرته على اتخاذ قرار الحرب ضد ايران. فنتنياهو يخشى من أن اعادة انتخاب أوباما لان ذلك سيحرره من قيود السياسة الداخلية ويجعله اكثر قدرة على التحرر في الموضوع الايراني وربما ممارسة ضغط على اسرائيل بخصوص الحل مع الفلسطينيين، وهنا يريد أن يحوّل نتنياهو الانتخابات في اميركا لتكون على البرنامج النووي الإيراني. وحتى موفاز الذي كان يعارض الحرب على ايران عندما كان في المعارضة سيشكل اضافة شرعية لأي قرار يتخذه باراك ونتنياهو وبخاصة ومهما يتمتعان بدعم من قبل موشيه يعلون الذي يطالب بالحرب علي ايران منذ فترة طويلة،
ويقول اري شفيط- المحلل السياسي من صحيفة هآرتس والقريب من مصادر نتنياهو- إن نتنياهو مشغول بايران وان الحكومة الجديدة مسكونة بهذا الهوس. ويقول شفيط بأن أي واحد معني بوقف الحرب عليه أن يفكر بحل سياسي قبل أن تنتهز الحكومة الجديدة نهاية الصيف وتشن المعركة وتورط بها الأميركان. فيبدو أن باراك ونتنياهو قد عقدا العزم على التحرك لحسم موضوع إيران وهو أمر يقلق عدد من الاستراتيجيين الإسرائيليين. وهنا يقول يوفال ديسكين ان باراك ونتنياهو غير مؤهلين لقيادة اسرائيل في هذه المرحلة وانهما قد يورطان اسرائيل في معركة مع ايران !
بكلمة، هناك ملفات كثيرة يمكن تحليلها لفهم تشكيل حكومة وحدة وطنية، ولكننا هنا ركزنا على على البعد الإيراني، فانضمام موفاز لكل من نتنياهو وباراك إلى لقاء مع كاثرين اشتون (قبيل محادثات إيران من مجموعة الخمس زائد واحد) وهو لقاء مخصص لمناقشة الأزمة مع إيران لمؤشر على مغازي تشكيل حكومة وحدة وطنية.