لنقاوم كورونا بالنظافة!
كورونا اكتشفت كم ان البعض قذر ووسخ ويكره النظافة. النظافة عدو كورونا. الانتشار المذهل لكورونا وسرعة الوباء العجيبة والغريبة الذي اكتسح الكرة الارضية دون مقاومة فضح المنظومة الصحية وثقافة النظافة.
ومع ان الانسان الحديث يتباهى بالرخاء والرقي والاستهلاك، وانتج افخر انواع «العطور والبرفانات»، وعطر العود، والصابون والشامبو، والمعقمات والمطهرات.
واول ما ضربت كورونا المجتمعات الغنية والراقية والمخملية والاستهلاكية.رأينا في ايطاليا ام الماركات ومجتمع الرفاهية وباريس حاضنة صناعة العطور الفاخرة في العالم .
فما كان الا ان سكان افريقا واسيا الفقيرة والمهمشة ، ومن يصفنون في العقل الغربي الاستعماري بالسود والعبيد والعالم الثالث والنامي من الشامتين بالعالم الابيض النظيف والراقي.
ارتداد كورونا كان مضاعفا في الدول المتقدمة، اوروبا الغربية وامريكا واستراليا وكندا. وعدد المصابين في امريكا وحدها يكاد يعادل مجموع من ضربتهم في الكرة الارضية.
كشفت كورونا ان الانسان يكره النظافة. وان ثقافة النظافة هشة وضعيفة ورديئة، وان الفايروس عرف نقاط الضعف ليتوغل ويتسلل من خلالها الى الاجساد والمجتمعات الضعيفة دون ان تشعر ، ولا تعرف كيف تقاوم.
العالم على وقع صدمة اكتشف سواده المقيت. والفايروس القاتل حتى الان مازال مجهول المصدر والعلاج. وخط الصد والمقاومة الاول والاخير هو الوقاية والنظافة، والثانية لربما هي الاهم.
نظافة، غسيل اليدين، واستعمال صابون، والحمام يوميا، واستعمال مطهرات ومعقمات. نظافة ليست فردية بحسب، انما نظافة للمكان ونظافة جماعية.
والملفت لو تتبعنا حركة وسلوك الفايروس اردنيا. فان الفقراء اشد نظافة ، واكثر اهتماما في قيمها ومظاهرها، ولربما ان الوازع نفسي وتربوي واجتماعي، ان تكون نظيفا ومؤمنا بقيم النظافة !
وحدها النظافة عدوة كورونا. كلما كنا نظيفين نقهر النظافة بقوة. الحكومة لو تفتح المطار والمدارس والجامعات، ولكن الاهم تدشين قيم ومبادئ وسلوكات النظافة الفردية والعامة.
ولتكون الوساخة الفردية والعامة جريمة، ويسن تشريعات بعقوبات غليظة ورادعة بحق القذرين والوسخين، وعدم المهتمين بالنظافة، من يرمي ورقة وسيجارة على الارض، ومن ينبعث من جسده رائحة، ومن لا يتحمم ولا يرش مزيل عرق، ولا يغسل وجهه وشعره، ومن عيونه مقذيه واذانه مسدودة بالاوساخ، يجرم بموجب قانون النظافة العامة.
اتحمموا واغسلوا ونظفوا اجسادكم وانفسكم، فهذا هو عدو كورونا. ونحو مجتمع نظيف وخال من القذرين والوسخين . مجتمع لا تخدعه الملابس والاواعي الخارجية، فهذه لا تخفي بواطن الوساخة والقذارة، وتمنع من اندفاق روائحها.