المرأة الأردنية.. هذه قضيتي!
ثمة فارق بين النضال النسوي وثقافة التفاهة والابتذال، ومن يتصدرون المشهد العام بما يدعون انهم يعملون في مجال النشاط الحقوقي والمدني والجندري .
الكل تساءل لماذا غضب الاردنيون من اعتصام نسوي امام مجلس النواب ؟ وسألوا ايضا من اولئك حاملو رايات الحقوق والدفاع عن قضايا المرأة الاردنية، ويوزعون اتهامات ضد المجتمع والافراد .
المشهد ذاته يتكرر ويعاد انتاجه حتى في السياسة . حينما يذهب وحزب وجماعة وفئة سياسية للحديث باسم المجتمع والدولة، ولاختطاف المشهد العام وتجييره باسمهم وتحت شعارهم، متحصنين بعقائد الاحادية والايدولوجية التنظيمية .
طبعا، الخاسر هي المرأة الاردنية . والاخيرة ازمتها في الاردن ليست حشمة ولا لباسا، ونقابا، وتسلطا ذكوريا وغيرها . ازمة المرأة الاردنية كما الرجل، ازمة حق وعدل وحرية ومساواة وليس من منظور جندري انما سياسي واجتماعي وطبقي وجهوي .
عندما اغلقت القنوات والفعالية السياسية في المجال العام الاردني . وتصدرت التفاهة المشهد العام، واحتكم الناس الى سياسة الامر الواقع، بقدر ما تنتج وتفرض من سذاجة وسخافة، فلا تتفاجأ باي مشهد عام رديء وهابط.
العنف الاسري ليس طارئا، وموجود منذ الازل . ومن الطبيعي ان ينتج المجتمع عنفا اسريا . ولكن الشاذ والحرام والسخيف ان يفكر في العنف في طريقة «جماعة سيداوا» .
وما يساق من افكار واراء في قضية المرأة الاردنية، والتغني على لحن تعديل تشريعات المرأة والعائلة، والتشريعات الاجتماعية ، والافراط في فكفكة وقصقصة اوراق دفتر العائلة، والاواصر الاسرية التقليدية، وجلب انواع واشكال من الحقوق الغريبة والطارئة على المجتمع الاردني .
يعني يهاجمون الدولة والمجتمع باسم حق وحرية المرأة . ومن تنادي لا للسلطة الابوية . ولو انها تتقي هي الله في المرأة الاردنية، وهي شريكة في نحر المرأة واغتيال وسلب حقها .
وكلهم، على مفترق النقيض الايدولوجي، لا يمثلن المرأة الاردنية . المدرسة والطبيبة والمهندسة وربة البيت، والعاملة . من السذاجة طرح البديل العام بهذه الطريقة والافكار، ولو ان تلك الافكار والمطالب بتعديل القوانين تصلح، فلماذا لا تحل مشكلة المراة في المجتمعات الاوروبية والغربية . فامريكا من اكثر المجتمعات في العالم المنتجة لعنف نسوي، وعنف مضاد للمرأة .
نعم المجتمع الاردني ليس مثاليا، والاردنيون ليسوا ملائكة على الارض . ولكن البديل ليست هذه السماجة والتفاهة . قاسم امين رائد حركة تحرير المرأة المصرية والعربية اول ما عاد من باريس، وانطلق في مشروع تحرير المرأة من الارياف والصعيد المصري، وطبقة العمال.
دون شك هناك تقصير سياسي وثقافي وفكري في طرح قضية المرأة الاردنية والعربية . النخبة المنشغلة في قضايا المرأة طبقية ومستغربة، والافكار المطروحة مستوردة من الغرب، وتعمل على تسليع المرأة بشكل مبتذل وبشع . وكان قضية المرأة فقط حرية جنسية وحرية ملابس، وقضايا الوزن والنحافة ، وقتل للأب .الدستور