jo24_banner
jo24_banner

كورونا وخريف 2020

فارس الحباشنة
جو 24 :

ايلول ذيله «مبلول « مثل شعبي هرب من قوانين الطبيعية واحوال الطقس في بلادنا.هذا العام ايلول حمل كل احزان واوجاع الخريف. من ولادتي ما ارتدى الخريف عباءة الحزن والتشاؤم كهذا العام. اخبار كورونا التعيسة والسيئة والحزينة، وما يكاد ان يصيب كل يوم عيشنا بالالم والصعاب والتحدي، وما وصلت اليه لقمة العيش لاشد محنها، والاف الاردنيين شردوا وطردوا من وظائفهم، والاف الاردنيين بلا اجور، ومن يتقاضون الاجور قد قضمت كورونا الحكومية نصفها.
الجوع والفاقة والعوز يطارد الاردنيين. خبر كورونا ليس مجرد الموجز الصحفي الذي يتلوه وزراء الاعلام والصحة والصناعة والتجارة والتعليم العالي والتربية. انما ما يستجد على حياة الناس يوميا من ظروف معيشية قاهرة وخاطفة لاي امل وفرصة للخروج من محنة فايروس لعين.
في ايلول تقاسم الناس اشد معاناة كورونا. ومع موجة حر شديد غير مسبوقة السنة لهيبها حرقت الارض، وناس فقراء وهامشيون وضحايا كورونا لا يملكون تشغيل مكيفات، ولا كيف يقاوموا هراء الصيف الحار، فاشتدت عليهم قسوة الطبيعة وكورونا.
ايلول شهر حزين ولعين، وما انتج من معاناة واسى وحزن شديدين. الفقراء والمهمشون وفاقدو فرصهم في العمل والمنضمون الى جيوش البطالة والفقراء الجدد لا ينتظرون عطفا وشفقة من احد.
اغنياء في الاردن وجوههم سوداء كما هي قلوبهم وجيوبهم. يكدسون ثروات في خزائن سرية. ولا يفكرون بغير الربح، ولا يهمهم ويشغلهم ما الت اليه مصير شرائح اجتماعية، انحرفت وانزاحت من اليسر الى العوز، ومن السترة الى كشف العورة، ومن الرضا والاكتفاء اليومي الى الطلب ومد اليد للعون والمساعدة، يعني تحولوا لمتسولين و شحادين.
الخوف يكبر مع اقتراب الانتخابات النيابية. وهذا الاستحقاق قد يسمح للاعبي « المال والبزنس والسلطة» بان يتشاطروا على استغلال فاقة وجوع وعوز الناس، وتتحول الانتخابات لبازار لشراء اصوات.
ولا العن من التلاعب بارادة الفقراء والغلابى. ومهما يكن فان سياسات الحكومة مع كورونا اطبقت بشرها على الاردنيين. ولم توفر اي متنفس طيب وايجابي ويبعث على الامل في حياة الناس. قرارات كورونا وتطبيقاتها انهكت شرائح اجتماعية وقطاعات اقتصادية ضررها يصل الى حد الموت والانهيار.
صديقي يهاتفني من بلاد الاغتراب. ويسال عما يجري في البلاد. و يقول لي : لا اعرف لماذا ما زلتم مقميين هنا؟ ولماذا لا تهاجروا، وهواستعمل مفردة الهروب؟
الشعور بالخوف ليس وليد كورونا. الموت الحي في وجدنا من اجهاض الاحلام وقتلها قبل ان تولد. وهذه حقيقة لا ترضي بعض اهل القرار من المصرين على صناعة الفشل والاحباط، وهدم منجز دولة اردنية عمرها مئة عام، كانت تنافس الشرق والغرب في الطب والصحة العامة والتعليم والانسان الاردني.
صديقي قرر ان يترك اولاده المدرسة. و يبحثوا مبكرا عن اي شغل حر. ويقول فاتورة الكهرباء ما بقدر ادفعها شهريا، كيف بدي اشبك انترنت بحزم قوية، واشترى لاب توب، واهيئ بيئة منزلية للتعليم عن بعد، والكهرباء يمكن ان تنفصل كل يوم بتهديد من شركة الكهرباء. وقبل ان اورط الاولاد في خيار تعليمي لا نقوى على الاستمرار به.
ولا العن ان تولد موظفا. ولا العن ان تولد في محافظات الجنوب والاطراف بعيدا عن عمان، فتلك لعنة مضاعفة. مسكونون بالحسرة، ولا تعرف ماذا تقول لايلول هذا. ونحن كل يوم يمر لا نعرف عن شيء نكتب. واليوميات تتشابه في المليودراما وتراجيديا، كانه فيلم متقن الحبكة والحركة والحوار والشخوص.الدستور

تابعو الأردن 24 على google news