2024-11-26 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

مستقبل الجزيرة بعد مرسي!

د. مهند مبيضين
جو 24 : ديفد كمحي نائب رئيس الموساد الإسرائيلي كان قد رشح لوزير خارجية قطر السابق حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ثلاثة أشخاص للعمل على الإعداد للمزيد من الثورات العربية بعد ثورة تونس، وفي هذه الأثناء دخل هشام المرسي زوج ابنة الشيخ القرضاوي - المفقود حاليا في القاهرة- على خط العمل، وجرى ربطه بشخص اسمه جاسم بن سلطان ويعمل بوزارة الخارجية القطرية وهو متخصص بالإعلام الجديد، وبدأت عملية عقد دورات تدريبية في الإعلام الجديد وإنشاء المظاهرات وقيامها وتوقع ردود الفعل عليها، وكان على إمارة قطر أن توظف سلاحها الكبير وهو قناة الجزيرة في خدمة هذا المشروع الذي يبدو انه لم يلقَ تلبية كاملة لدى كل إعلامي الجزيرة المحترمين والذين رفض بعضهم المضي بهذا المشروع وكسب مهنيته، وبعضهم الآخر لم يستعد للمغامرة ولكن انعدام الرضا كان ظاهراً عليهم.

وكانت بداية التجربة في ليبيا وتحديدا أمام مدخل محكمة بنغازي في السابع عشر من شباط العام 2011. سبقها زيارات لعدد من الشباب المعنيين بتنظيم الثورة والذين سافروا من قطر إلى ليبيا، والتي لم تكن المحطة الأخيرة، حتى الأردن كان موضوعا على الخريطة لكن تم اقتراح تأجيل الأمر دون تجاوزه.

كل ذلك كان مدعوما بتقنيات اتصال استخدمتها قطر، وفق نظام اتصال دولي يتمتع بخاصية «حل السيادة» أي تجاوز كل القيود الوطنية في عالم الاتصال، وهو ما اكتشفه الكويتيون في مظاهرات الحركة الإسلامية التي تحدثنا عنها سابقا، وهو ما أزعج دول خليجية عدة، وفي التفاصيل أن الرياض حين زارها الشيخ تميم في فترة علاج والده في نيسان 2012 أسمعته التسجيلات الصوتية لوزير الخارجية حمد وهو يهدد ويتوعد بإسقاط الحكم في السعودية وكانت التسجيلات في لندن.

وهذا ما جعل بعض أفراد الأسرة المالكة في الرياض يطالبون عاهل السعودية بدعوة أمير قطر الشيخ حمد ووضعه بحقيقة وتفاصيل الأمور، التي يسعى إليها وزير خارجيته الذي بدأ حياته تاجرا للسلاح.

بعد زيارة كيري للرياض في العام 2013 وبعد عامين من الإخفاق والنجاح للربيع العربي الذي حركته القنوات الفضائية ولعب فيه الإعلام دورا مهما، سحبت ملفات الموضوع السوري ووضعت بيد الرياض بدلا من الدوحة التي تعيد ترتيب بيتها الداخلي بما يحقق لها المزيد من الاستقرار والتقدم.

في كل رحلة الربيع أسهمت وسائل الإعلام والاتصال الحديثة في تقديم إطار تنظيمي لحركات الاحتجاج، في وقت أعطتها قناة الجزيرة بعدا فكريا ثوريا وشكلت أداة تشجيع للجماهير للانتفاض ضد الأنظمة، والاستبداد.

صحيح أن الجزيرة والعربية وغيرهما تتصدران مشهد الأخبار عن الثورات ونقل وجهات نظر الثوار، حتى أصبحت كل قناة محسوبة على مرشح في مصر مثلا، لكن القول إن كل ما جرى كان مؤامرة أيضا هو قول غير سليم ويتعدى إنصاف الإعلام المهني ودوره، فالشعوب كانت متعبة ومشتاقة للتغيير، لكن القادة تأخروا كثيراً ما دفع الناس للشوارع والميادين.

السؤال عن مستقبل الإعلام والمشاهد العربي: هل يبقى المشاهد منقسما بين ثنائية الجزيرة والعربية؟

الثابت أن خياراته قد تغيرت، إذ حملت الثورات تغيرات في حجم المشاهدات، والناس اليوم يتوجّهون لفضائيات مصرية محلية ويجدونها أفضل من غيرها. كما تنافس قنوات جديدة مثل فرانس 24 وسكاي نيوز العربية بشدة.

لذلك كله، تبدو الجزيرة اليوم بحاجة -كقناة أسهمت بتنمية الوعي وإشاعة ثقافة جديدة في الإعلام منذ تأسيسها- لمراجعة أحوالها من جديد مع أهمية تخليصها من إرث الإخوان المسلمين وحماس.

(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير