jo24_banner
jo24_banner

كيف نفكر.. وكيف يفكرون..

العقيد المتقاعد د. ظفار المعايطة
جو 24 :

تلقيت دعوة من معهد الدراسات الأمنية ( European Union – Institute for security Studies, EUISS/ الاتحاد الاوروبي بالتعوان مع المجلس الألماني للعلاقات الخارجية (DGAP ) للمشاركة في ورشة عمل امتدت ليومين شارك فيها خبراء ومختصيين في السياسة، البيئة، الامن.
محور الورشة ارتكز على إستشراف التهديدات والنزاعات المستقبلية خلال العشر سنوات القادمة (2030) في منطقة شمال افريقيا والشرق الاوسط التي قد تهدد اوروبا، ومن ثم بناء سيناريو للاحداث وفق المسار التالي:
اولا تحديد المسببات (Drivers) حيث تم وضع فرضيات للعوامل الرئيسية التي قد تدفع باتجاه النزاع او الأزمة سواء كانت سياسية، اجتماعية، امنية، بيئية
ثانيا عوامل التصعيد ( Escalatory Factors ) هي العوامل التي تؤدي الى تسريع مسببات الصراع وتكون خلال فترات زمنية متقاربة
ثالثا: الوسائل والاليات ( Means) المستخدمة والتي قد تساهم في تحديد شكل النزاع وأساليبه
رابعا: النتيجة التي يفترض أن تشكل تهديدا للاتحاد الاوروبي او المصالح الاوربية في منطقتي الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
ما اود ايصاله للقارئ الكريم، هو الفرق في نمطية التفكير في التعامل مع القضايا المصيرية بينا كعرب اولا وكاردنيين ثانيا وبين الاوروربين او الغرب عموما.
خلال عملي في القطاع العام سواء في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات او في القطاع الأمني كانت عملية التخطيط للمستقبل أمرا هامشيا في معظم الأحيان، وان إستجابتنا للتهديدات تكون مبينة على رد الفعل المباشر الامر الذي كلفنا كثيرا في مواقع وقضايا عديدة.
التعامل مع المستقبل يتطلب الإستعداد، الحوار بين كافة المختصيين وبناء القدرات التي تمكن من مواجهة التحديات التي قد تفرضها الأحداث الجيوسياسية التي مرت بها منطقتنا على مدار عقود خلت وستمر بها خلال العقود القادمة.
بقدر ما كنت سعيدا لاختياري من العالم العربي لأشارك في صناعة هذا السيناريو بقدر ما كنت حزينا لحالنا وطريقة تعاملنا مع المستقبل.
 
تابعو الأردن 24 على google news