jo24_banner
jo24_banner

هل الحل بالحظر؟

فارس الحباشنة
جو 24 :

الحال واحد، والحال من بعضه. الحظر الشامل ليومي الجمعة والسبت اعاد دورة الحياة الى مربع الموت والموت البطيء « السريري «، وبعدما استنشق مواطنون وقطاعات انفاس الصعداء خلال الاسابيع الماضية بعودة الحياة في المجال العام لحيويتها ونشاطها، وبدا?ت ماكينة الاقتصاد تدور،والقطاعات الاقتصادية والانتاجية تشتغل.

هل الحل بالحظر؟ السؤال بين مفترقين وبائي وصحي واقتصادي واجتماعي ومعيشي. وفيما تداهمنا ارقام كورونا المهولة يوميا، وازدياد اعداد الاصابات، فهل حظر يومين سوف يؤدي الى انخفاض اعداد الاصابات؟ قبل اسبوعين الحكومة اغلقت دور العبادة : مساجد وكنائس وصالات المطاعم واعداد كورونا تفجرت يوميا.

تطبيق الحظر الجزئي والحظر الكامل والاغلاق الكلي والجزئي للقطاعات الى اين اوصلت البلاد؟ والى ا?ين ايضا وصلت كورونا في البلاد؟ تطبيقات كورونية باتت بحاجة الى تقييم ومراجعة. الموجة الاولى من كورونا ومن بداية وصول الفايروس للاردن مرت دون تقييم للتطبيقات والادوات التي استعملت بالتعامل مع الفايروس وادارته.

الحظر والاغلاق بكل مستوياته ادى الى تدمير الاقتصاد، وهتك بحياة الناس وعيشهم. والبطالة والفقر يضربان الرا?س في الاردن. الفاقة والعوز تجتاج عيش وحياة الاردنيين، والناس مهلكة وعاجزة عن تا?مين ابسط شروط العيش البسيط. وفي كل فسحة ا?مل تاتي وانفراجة في الحياة يعود اللجوء لخيار الحظر ليعيدنا الى مربع الصفر.

مرت الموجة الاولى، وتحمل الاردنيون اعتى شرور الفايروس. وداهمتنا الموجة الثانية من الفايروس بفعل اخطاء ارتبكت على المعابر وتقصير، ادت الى فشل في احتواء الفايروس، وانتشاره وتفشيه بشكل ساحق في المجتمع.

و قد بات واقعيا بين قوسين وادنى حد الاعتراف بان الفايروس تفشى مجتمعيا، وهذا حال بلدان كثيرة في العالم وصلها كورونا واستفحل لحد عدم السيطرة، واعترفت السلطات بانها عاجزة عن محاربة الفايروس. ولكن تركت الحياة نابضة وحيوية ومستمرة.

لا ا?قلل من خطورة فايروس كورونا صحيا. ولكن هل الحل بالحظر ؟ اعود تكرار طرح السؤال. لا?ن الناس والاقتصاد غير قادر على تحمل مزيد من قرارات الحظر والاغلاقات. شريحة «قوت يومي « وموظفي القطاع العام والخاص وشريحة اجتماعية ممتدة افقيا على رقاع الجغرافيا الاردنية لا يملكون شراء حاجات ومواد استهلاكية وغداء وادوية ليومي حظر.

انا ا?سا?ل عن الحظر والجدوى من الحظر من زاوية الموطن والاقتصاد اليومي. ومن زاوية الفقر والغلابى واهل العوز والفاقة وما اكثرهم في الاردن الجديد. حالي من حالهم والحال من بعضه، وانا هنا لا افكر من زاوية رؤية بعيدة او برج عال او استنتج او استقرئ ما يجري في الحياة والمجتمع جراء قرارات الحظر وكورونا انما هي يوميات مواطن.

و لننتظر بعد انتهاء الحظر ماذا سيكون حال كورونا في البلاد ؟ لست مراهنا على الخيبة. ولكن ادعوا اهل القرار بان يراجعوا ويقيموا التطبيقات والخيارات التي يستعلمونها في مواجهة كورونا.الدستور

تابعو الأردن 24 على google news