رسائل رمضانية الى الازواج
لم يعد خافياً على احد احوال بيوتنا والمشاكل الأسرية التي تفاقمت بصورة كبيرة والضغوط التي تزيد في رمضان فالزوجة في رمضان تتعب كثيراً وخصوصاً في الاعمال المنزلية والعزائم وشراء الاحتياجات
بالإضافة الى رعاية الاطفال وتحمل مشاكلهم اليومية التي قد تحرمها من تذوق حلاوة الطاعات وخاصة صلاة التراويح فمن ينصف هذه المرأة ويشعر معها؟،
كما يعاني الزوج من عبء العمل وخصوصا اذا كان يعمل في وظيفتين وما في ذلك من ضغوط بدنية ونفسية ويعود الى البيت يحمل معه الغضب والعصبية وطلباته مستجابة، حسب ما تؤكد الاستشارية التربوية في مركز السلسلة الإبداعية رولا خلف، التي تقدم عدة حلول لتلافي المشاكل الاسرية خلال الشهر الفضيل.
عين الرحمة لماذا لا ينظر كل طرف الى الآخر بعين الرحمة: فيساعد الزوج زوجته خلال رمضان بمساعدتها بالأطفال اثناء وقوفها في المطبخ كما تتحمل الزوجة عن زوجها الاعباء المالية اذا كانت تعمل وتدفع جزءا منها في البيت.
ومن مظاهر الرحمة ايضاً في رمضان ان يقدّر الزوج زوجته ويشكرها امام الابناء ولا يعتبره حق مكتسب له ولأبنائه وإنما يساعدها على بر اهله وصلة الرحم فيمكن ان يفاجئها بان يرافقها بعد الافطار لصلاة التراويح او زيارة الاهل او لشراء بعض الحاجات بدل ان تشتريها وحدها فبذلك تشعر بأن الزوج يساندها ويقف بجانبها فتنسى تعبها طوال اليوم.
وحتى تسود الرحمة بين الزوجين في رمضان نقول: ان الصوم لا يقتصر على الامتناع عن الاكل والشرب فقط وإنما هو صوم عن الايذاء والغلظة في التعامل وسوء الخلق بشكل عام والجفاء في المشاعر، لذا فان تعامل الزوجين بالمحبة والإحسان والتآلف يؤدي الى جو من بركات الخير والرحمة والسعادة.
حُسن الظن بين الزوجين دليل الرحمة بينهما فلا يوجد زوج يكره زوجته او العكس، وأما الخلافات فان لها حلا عندما يكون عنوان رمضان «التحلي بالخلق» فهو حل لمشاكل كثيرة ومفتاح السعادة الزوجية فإذا التمس كل من الزوجين الاعذار للآخر فتنتهي المشاكل ببساطة.
صدقات الكلام الكلمة الطيبة صدقة، ثوابها مضاعف في شهر الصدقات فلا نبخل بها عن أقرب الناس الينا وليجعل كل منهما تعليقاته على الاخر لطيفه وغير جارحة او تحمل استهزاء لأن الموقف ينتهي ولكن الكلمات يبقى اثرها في النفوس ويترك كل منهما المساحة من العفو والمغفرة والرحمة حتى لا تحمل القلوب الحقد ويسود الحب بينهما.
مفاتيح القلوب: في شهر رمضان على وجه الخصوص تستطيع الزوجة ان تأسري قلب زوجها والزوج أن يأسر قلب زوجته لما في هذا الشهر من صفاء وإخلاص لله تعالى وبركة في بيوت المسلمين، فعلى الزوج ان يمدح الزوجة فيكفي تعب زوجته ووقفتها طوال النهار في المطبخ واستيقاظها في الليل للصلاة والسحور، وعلى الزوجة ايضاً مدحه في تلبية حاجاتها فيكفي الاجهاد الشديد لكلاهما مع تحمل الحر والعطش والجوع، فعلينا ان نسعى الى التغيير للأفضل في رمضان وننصح الزوجين التأني والحلم عند حدوث أي خلاف حتى لا يندموا على قرار اتخذوه في ساعة غضب «فالرحمة في رمضان ..
هي مفتاح القلوب». شحنة نفسية معظم المشاكل يكون السبب فيها عدم التواصل وعدم تقدير المشاعر او كثرة اللوم بين الزوجين وطغيان الجانب السلبي وافتقاد الدعم الايجابي فيتكون لدى احد الزوجين شحنة سلبية لا يقدرها الطرف الآخر فتحدث المشاكل.
فالحل بيد الازواج انفسهم اذا سعوا الى التآزر النفسي بينهم وتقدير كل منها لمشاعر الاخر. ونبين ان شهر رمضان وما فيه من الروحانيات فرصة لا تعوض في ان يبدأ الزوجان صفحة جديدة نظرا للطاقة الروحية والشحنة النفسية الايجابية التي تتوفر لديها في الشهر الكريم وتدعم فعل الخير وسمو الاخلاق وإرضاء الله تعالى.
ضبط النفس يشترك الزوجان في اداء طاعة يوميا في رمضان حتى لو لدقائق تجمع بينها من اجل الله عز وجل فان ضبط النفس هو الاساس للمحافظة على الصيام ورضا كلا الزوجين عن الاخر فإذا غضب احدهما فليسكت الاخر وليصمت حتى يسود الهدوء ثم يكون العتاب بعد ذلك دون لوم ولا قبح في الكلام.
لا تنس ان زوجتك مخلوق حساس دواؤه المعاملة الحسنة والاحترام والتقدير ولا تنس هذه المحاذير بعد انتهاء شهر الصيام بل استمر في تطبيقها لان زواجكما عبارة عن شراكة تعاونية اساسها الود والاحترام المتبادل والتعاون وتحمل المسؤولية في كل الازمات والأماكن.