2024-05-08 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

هل اميركا.... جاهزة لقيادة العالم !

د. خلف ياسين الزيود
جو 24 :
الدكتور خلف ياسين الزيود
ان من أهم مزايا وأسلوب الدولة الامريكية في قيادة العالم هي تلك التحالفات الدولية التي لم يعمل عليها ولم يسعى لها الكثير من الدول العظمى أو تلك التي تسير باتجاه العظمة، وهذه العلاقات والتحالفات هي التي أهملتها سياسة ادارة الرئيس ترمب ولم يحافظ عليها لا بل وبعثر كل أوراقها.
وفي هذا السياق فان الدولة الامريكية والتي تجيد سياسة التحالفات، بدت وكأنها من جوانب أخرى كالاقتصادية مثلا بعيدة عن ذلك التقدم التي برعت بممارسته الدول الاخرى مثل الصين بالأخص أثناء أزمة كورونا، الى جانب الضعف والتردي في نهوض الاقتصاد الامريكي. وهنا وكأن بعض الدول تعاكس امريكا بالاهتمامات أي لا تهمها قيادة العالم بل يهمها الاقتصاد وقوة النمو للاقتصاد القومي.
هذا يعني أن أميركا أمام مهمة كبيرة للربط بين الادارة السياسية والادارة الاقتصادية والتي كانت تؤمن لها بفترات سابقة الازدهار مع مستويات عالية من الرفاه الاقتصادي والاجتماعي.
وعليه فإننا نلاحظ أن أميركا ليست دولة مؤسسات فقط انما هي دولة الرئيس، وأن الرئيس مهم جدا في أمريكا ولا يقل اهمية عن المؤسسات فهي دولة الرئيس والمؤسسات، ودور الرئيس كبير للغاية حيث أن العالم هو عبارة عن تحالف عالمي تقوده أميركا لمكافحة التهديدات بكافة أنواعها الى جانب الارهاب، وهذا يبين أيضاً أن العالم كله لا يزال يمشي كما هو ويعتمد على دور أمريكا بشكل واضح وكبير.
وهنا أعتقد أن القيادة الأمريكية ضرورية لدفع العالم إلى الأمام بشأن المشاكل والمعضلات التي تتطلب تعاون القوى العظمى خصوصاً اليوم وبهذا الزمن العالي التردي. وهذا واقع وحقيقة حيث أننا اليوم في عالم لا توجد فيه قوة أخرى جاهزة أو مستعدة للقيام بالأدوار الاقتصادية والعسكرية التي ترعاها الدولة الامريكية ومنذ زمن طويل، وهي القادرة على الانجاز في كل الملفات والشواهد كثيرة جداً.
في حاضرنا اليوم الذي تكثر فيه التهديدات للدول ومصالحها وانظمتها، ترى بعض الدول أن أفضل وسيلة حماية ووقاية لها هي تثبيت ونسج علاقة حصرية مع قوة رئيسية واحدة مثل أميركا، الا ان الوضع الاقتصادي لأميركا وتقدم دولاً غيرها لا بل وسبقتها كثيراً بهذا المجال، حد بكثير من الدول الحليفة لأميركا وأوجدت لها خيارات التنويع بالعلاقة خصوصاً الاقتصادية مع دولاً مثل الصين وروسيا وغيرها، وهنا أرى ان مركزية الاقتصاد العالمي تسير باتجاه اخر غير اميركا. الا أن ادارة القيادة العالمية ستبقى بيد أميركا مهما حدث من نفوذ وتقدم اقتصادي أو تكنولوجي، وستظل السياسة الامريكية هي الأقوى في تحقيق الاهداف لها ولحلفائها وشركائها.
تابعو الأردن 24 على google news