jo24_banner
jo24_banner

فكرة كتابة تاريخ الأردن وكرسي الملك حسين

د.لؤي بواعنة
جو 24 :

شكلت المئوية، مئوية الدولة الأردنية فرصة حقيقية وذهبية للعودة للاهتمام من جديد بتاريخ الأردن وما كتب عنها ، وذلك من خلال محاولة رصد، واستجماع ما كتب عنها ، بهدف القيام باعادة نشر ما تم نشره سابقا - وذلك لاهميته ووصوله لأكبر شريحة من أبناء الشعب الأردني وخاصة جيل الشباب الذي يغيب عنه تاريخ دولته ورجالها الوطنيين الذين ضحوا بالغالي والنفيس لنعيش نحن بامن وسلام، ولترى دولتنا افقها ومستقبلها، وطريقها للتطور حتى اللحظة . وربما كانت هذه المئوية فرصة ثمينة للتمكن من نشر ما لم ينشر من دراسات ماجستير ودكتوراه حول تاريخ الأردن ورجالها وحركتها الوطنية ودورها بعد تقييمه وتحكيمه من قبل المختصين في هذا المجال. ومن المؤكد أن هذه المئوية السانحة الآن فرصة مناسبة وتاريخية للدولة الأردنية برمتها ومؤسساتها، لمراجعة نفسها عبر مؤسساتها المعنية بالشان الثقافي والسياسي، للالتفات والعودة إلى تاريخها المكتوب وربما غير المكتوب. وجمع ما لديها من وثائق وكنوز.. تضعها لخدمة الباحثين والمهتمين. لبيان نشاطات الدولة وانجازاتنا، وربما تحدياتها وهفواتتا او ثغراتها أيضا، بمواطنيها ومؤسساتها ونظامها السياسي عبر مائة عام مرورا لتقييمها واستعدادها للوقوف على مئويتها الثانية بكل حزم.

ان المئوية فرصة للجامعات والمؤسسات الوطنية والمراكز البحثية في الأردن وللمهتمين والمؤرخين وغير المؤرخين للغوص والخوض في تاريخ الأردن ورجاله وملوكه الهاشميين، ودوره ودورهم النضالي في فلسطين وعلاقته الخارجية ومؤسساته ومجتمعه وأمنه الوطني واعلامه واقتصاده ، للبحث في وسائل ثباته و تطوره وتقدمه وإنجازه، للحظوة لنشر ما يستحق بدعم من المؤسسات المعنية بكتابة تاريخ هذه الدولة بطريقة منظمة وفي مقدمتها وزارة الثقافة وغيرها من المؤسسات الوطنية المعنية بكتابة تاريخ هذه الدولة الأردنية الهاشمية مثل مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي. والذي يقوم بجهد عظيم في هذا المجال.

في بادرة وطنية هامة ومقدرة ، ولفته جميلة وخطوة إيجابية في طريق توثيق تاريخ الدولة ونشاطاتها والقائمين عليها وجهود الأردنيين فيها، قامت الجامعة الأردنية مشكورة ،في الأسبوع الماضي وتحديدا مركز الدراسات الاستراتيجية ومن خلال كرسي الملك الحسين بن طلال للدراسات الأردنية و الدولية بعمل وتنظيم ندوة حوارية ألقاها باحث مهتم ومتمكن ورصين ومعني بكتابة تاريخ الأردن في عهد الملك الحسين تحت عنوان ( أنظار وملامح حول الكتابة التاريخية عن الأردن،.).وهو الدكتور المهدي الرواضية.، دعى إليها المركز عدد من كبار المؤرخين والسياسين و الباحثين والمتهمين وفي مقدمتهم دولة الدكتور عبد الرؤوف الروابدة وعقب على حديثه وورقته تلك برؤية تاريخية استشرافية رصينة ومحكمة وثاقبة، المؤرخ الدكتور مهند مبيضين مدير مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي،، وحاوره عدد من المؤرخين في مقدمتهم الدكتور علي محافظة والدكتور محمد خريسات والدكتور عبد المجيد الشناق ومعالي عدنان ابو عودة وغيرهم الكثيرين، حيث ثمنوا واشادوا بتلك الجهود الوطنية وطريقة النهوض بها ومحاولة التغلب على الصعوبات والمعيقات البيروقراطية التي يمكن أن تواجهها تلك الكتابة التاريخية احيانا في بلادنا، واشاد الحضور بتلك المبادرة للاعتراف بفضل من كتب تاريخ الأردن وشجع على كتابته واعتبر البعض ما قدمه الباحث باكورة لعمل ضخم ممكن تبنيه وتطوير مستقبل وتفاصيله أيضا ليصبح مشروع دولة تقدر تاريخها ورجالها ونضالها ورموزها .وارى أن ما قام به الباحث الرواضية وبدعم من كرسي الملك الحسين بن طلال للدراسات الأردنية والدولية التابعةلمركز الدراسات الاستراتيجية جهد جمعي مقدر وعظيم، يسند فيه الفضل والجهد للجامعة الأردنية و للباحث والمركز وادارته برئاسة الأستاذ الدكتور زيد عيادات الداعمة لتاريخ الأردن وتوثيقه، حيث قدم الباحث عرضا لمشروعه المتواضع عن تاريخ الكتابة التاريخية ومناهجها والجهود المبذولة فيها منذ البدايات في عهد الملك المؤسس والتطورات، والجهات الرسمية المعنية والداعمة ، وجهود القطاع الخاص المعنيين والمهتمين بتاريخ الأردن، ودور الجامعات واقسام التاريخ ورسائلهم الجامعية التي تتحدث عن تاريخ الأردن الحديث والمعاصر وملوكها الهاشميين وادوارهم ورجالها وبطولات هم في الدفاع عن الأردن والقضية المركزية فلسطين، وجهودهم في بناء الأردن، وابرزت تلك الدراسات التاريخية دور ساستها في الفترات الحساسة والحرجة من تاريخ الأردن . وقد ثمن وقدر الباحث دور كل منهم في كتابة تاريخ الأردن، مبرزا دور الدولة وبعض مؤسساتها في رعاية تلك الكتابة التاريخية ونشرها العديد من الدراسات التاريخية. كما بين جهود الأردنيين جميعهم في تلك الكتابة وابرازها.

حاول الباحث الدكتور المهدي الرواضية الإحاطة بكل الجهود الأردنية بمجملها في كتابة تاريخ الأردن، فتتبع الفترات التاريخية التي مرت على الدولة الأردنية جميعها بمؤلفيها وكتبهم مشكورا، فاشار إليهم. وكثير هم اؤلئك الذين كتبوا عن تاريخ الأردن منذ ما قبل الميلاد حتى الآن. لكل منهم جهده المقدر الذي ساهم به ليؤرخ لبلده الأردن وتاريخها السياسي. ، فرصد وتتبع سيرهم ومؤلفاتهم. وهناك أيضا من تتبع آثار الأردن وهناك من كتب عنها منذ العصور الحجرية وهناك من درس تاريخ الحضارات التي سكنتها وامتداد جذورها التاريخية الضاربة في العمق ، وهناك من كتب عن العرب الانباط ودورهم التجاري وامتداد دولتهم ونفوذهم.، وبرز منهم زيدان كفافي والمرحوم محمود ابو طالب، ومحمد النصرات واحمد عويدي العبادي وغيرهم الكثير. أما تاريخ الأردن خلال الفترة الإسلامية هو الآخر فقد كان حافلا بالعديد من المؤلفات ممن حاول إبراز أهمية هذه الديار وكورها ومدنها ومساهماتها الحضارية والسياسية، والعسكرية أيضا،، فكان المرحوم الدكتور يوسف غوانمة، ومحمد خريسات وصالح درادكة ومصطفى الحيارى أقلاما تنطق بتاريخ الأردن وحضارته، وهناك من سجلوا دوره واهميته حتى هذه اللحظات من العصر الحديث والمعاصر.
وكان الانطلاق من العهد العثماني بداية الطريق لكتابة تاريخ الأردن في العصر الحديث، وامتد ذلك التاريخ ليصل للثورة العربية الكبرى وما جاء بعدها من عهود الملوك الهاشميين جميعهم، فنقبوا ورصدوا واوجدوا تاريجا من سجلات المحاكم الشرعية، والوثائق الهاشمية، وبطولات الأردنيين ووعيهم السياسي، ونصرتهم بقضايا الأمة كافة وخاصة الفلسطينية، فيرز الصف الأول ثم تلاه الصف الثاني ليتصدى لتلك الحقبة فكان في مقدمتهم :، الدكتور المؤرخ والعلامة علي محافظة، والدكتور عبد الكريم غرايبة والدكتور محمد عدنان البخيت والمؤرخ الشهير المرحوم سليمان الموسى وعبد المجيد الشناق وممدوح الروسان ومهند مبيضين وإبراهيم الشرعه، وهند ابو الشعر ونوفان السواريه الحمود،وعبد العزيز عوض، والمهدي عيد الرواضية ومحمد عبد الكريم محافظة، احمد العفيف، احمد الجوارنة ومحمد عناقرة،وجبر الخطيب، ورياض حموده، وفتحي درادكة ومحمد علي الصوريكي ومحمود عبيدات، وسهيلا الشلبي وفيصل الغويين، . وغيرهم. الكثير من الاساتذه الاجلاء ممن يصعب ذكرهم في هذا المقام لضيق المكان.

وعلى الرغم من صعوبة الكتابة التاريخية وعثراتها ومحاذيرها وخاصة المعاصر منها فيبقى المؤرخ الاقدر على فحصها وتتبعها وتمييزها واخضاعها للنقد، ومع ذلك فكثير هم من سجلوا ودونوا تاريخ الأردن ونهجوا مناهج مختلفة في ذلك، فتنوعت مشاربهم وحقولهم وخبراتهم وارائهم ومواقفهم : فمنهم المؤرخ ومنهم السياسي ومنهم الحزبي ومنهم العسكري.. ومنهم صاحب المذكرات ومهم صاحب اليوميات ومنهم الطبيب والمهندس الممارس للعمل السياسي، ومع ذلك تبقى الفرصة متوافرة ومتاحة للجميع لاعادة الكتابة والتمحيص والإضافة لتبقى الأردن دولة راسخة تحترم نفسها وتاريخها وقادتها، فتوثق لكل من داس أرضها ودافع عنها وخدمها وضحى من أجلها، فالاردن ولادة و كبير بقيادته وعسكرها وساستها القدماء ورموزها الوطنية....
تابعو الأردن 24 على google news