jo24_banner
jo24_banner

على طاولة وزير التعليم العالي.. الدور السياسي للطلبة في الجامعات

د.لؤي بواعنة
جو 24 :
 
ما كان محرما البارحة اصبح اليوم مباحا في ظل مستجدات وظروف تحتم علينا مزيد من التركيز على الاحزاب والمشاركة السياسية للشباب ولطلبة الجامعات. . قبل سنوات كان الطلبة الحزبببون يمارسون نشاطهم في الجامعة داخل مجلس الطلبة دون ملاحقات. لكن غالبا ما كانت تحدث مضايقات لبعض الطلبة خاصة عند وجود مسيرات او ماشابه في ظل أزمات سياسية معيتة، او للتعبير عن موقفهم من معاهدات مع الكيان الصهيوني مثل وادي عربه وغيرها مثلا.. وهذا جزء من النشاط السياسي للطلبة وان كان يصب في باب احزاب عقائدية أكثر منه احزاب برامجية أو مصالحية.. فكيف سيكون التعامل مع هذا النوع من النشاطات كل المؤشرات تدل على وجود ضمانات قانونية تسمح بالعمل السياسي والحزبي داخل الجامعات وفق الية معينة مناسبة تتيح حرية المشاركة وبعلم الجامعات .. علما انه ليس هذا الموضوع الذي اود طرحه امام معالي الوزير. فيكاد هذا الموضوع محسوما لصالح الطلبة وفقا لتغيير نهج الدولة تماشبا مع الاصلاح السياسي.

اذا اردنا أن نتحدث عن دور الطلبة في الجامعة وزيادة دورهم في المشاركة السياسية وانخراطهم بحياة حزبية جديدة تلبي مصالح المجتمع وحاجاته فهم بحاجة لتهيئة المناخ كما اشار رؤساء الجامعات في لقائهم مع جلالة الملك البارحة الثلاثاء.. وبحاجة لقانون ينظم العملية داخل الجامعة ويكسر تلك الحواجز بحيث يسمح للطلاب بذلك الامر مع ازالة العوائق من قبل إدارات الجامعات، وتشجيع المدرسين للطلبة وعدم تدخلهم في توجيه الطلبة لحزب دون اخر. وقد وعد وزير التعليم العالي الأكرم أن ذلك سيكون جاهز بظرف اسبوع. واعلم تمام العلم ان الدولة جادة في ذلك وبدعم ملكي وحكومي وعلى درجة عالية من التنسيق . ..وهذا عين العقل وعين الصواب لاخراط الطلبة وزيادة مشاركتهم في بناء مستقبلهم.

ما اود الاشارة اليه وتذكير وزير التعليم العالي به، يتلخص بجملة قضايا تخص موضوع دور الطلبة ومشاركتهم بالعمل السياسي وزيادة انخراطهم بالاحزاب داخل الجامعات . الموضوع متعلقة بمادة التربية الوطنية و تحديدا، المساق الاجباري لطلبة الجامعات.. . يتلخص الامر بالاهتمام اكثر بتدريس هذا المساق او من خلال ادراج مادة جديده او اضافية مساعدة او غير ذلك كمادة حرة تزيد من قدرات الطلبة ونشاطاتهم السياسية ووعيهم . وانا اتكلم بصفتي مدرس تربية وطنية وقريب الصلة بهذا الموضوع من خلال تدريسي لمادة التربية الوطنية ، وتدريس ايضا المادة الجديدة (مفردات المشاركة السياسية، والاحزاب) المنوي ادخالها لمادة التربية الوطنية والمتعلقة بالاحزاب من حيث التعريف بها واهميتها وغيرها من القضايا ذات الصلة. وإليكم الملاحظات التالية :

١. نحن مع اضافة مادة متعلقة بفكرة الاحزاب والمشاركة السياسية، ونؤيد ذلك وبقوة . على ان لا تزيد تلك المادة المضافه عن ١٠ _١٥ عشر صفحة، والسبب ان جزءا من هذه المفردات موجود اصلا ويدرس للطلبة من سنوات وليس بجديد باستثاء قانون الاحزاب الجديد ٢٠٢٢ ومخرجات اللجنة الملكية لنحديث المنظومة السياسية..الغير موجود في المساق لحداثته وصدوره من اشهر فقط . اضف الى ذلك ان حجم مادة التربية الوطنية الذي يعطى للطلبة كبير. ولذا اقترح عند اضافة هذه المادة المتعلقة بالاحزاب والمشاركة السياسية، تخفيض المادة الاصلية او الاساسية التي يدرسها الطلبة في مساق التربية الوطنية بحيث يختزل جزء كبير منها وتكون موحدة لكل الجامعات وليس كل جامعة تدرس الكتاب الذي يستهويها. لينهل الطلبة كلهم من نبع واحد وفق خطة وتوجه سياسي واحد يمثل الدولة كدولة ونظامها السياسي وهذا هو عين الحقيقة لا ان يترك الامر على الأهواء..

٢. لذا اقترح توحيد كتاب التربية الوطنية، على أن يكون اجباريا لكل الجامعات الحكومية والخاصة بخلاف ذلك يبقى الخلل في اثر وتوظيف هذه المادة في موضوع الوعي الوطني والسياسي والانتماء وزيادة النضوج السياسي للطلبة موجودا . اذ يجب ان تكون المفردات والمادة المشكله لكتاب التربية الوطنية منتقاه وتنناسب مع المرحلة الجديدة للشباب، دون الاخلال بمفردات المادة الاساسية وثوابتنا الوطنية مثل موضوع : تاريخ الأردن والهاشميين ، ومادة النظام السياسي الاردني والامن الوطني والتحديات المختلفة. بمعنى التخلص من الحشو او الزيادة التي لا داعي لها من هذه المادة وتعويضه بشي يخدم الطالب ويخدم المرحلة السياسية الجديدة المتتمثلة بخلق جيل واع لاهمية الاحزاب السباسية وزيادة حجم اهمية المشاركة السياسية له وللمواطن في الحياة السياسية في الدولة.

٣. اقترح ان تكون عملية طرح فكرة الاحزاب لدى الطلبة في الصفوف الاولى من دراسته المدرسية وبشكل مباشر، (لا إن تكون في المرحلة النهائية من دراسته اي في العاشر والحادي عشر) . اذ يجب ان يعي الطالب فكرة صناعة القرار ودوره في صناعة القرار والتنمية والمشاركة السياسية له، ولاجياله في النهضة السياسية والاصلاحية لبلادهم وانهم شركاء فيها، في المرحلة الاولى من تنشئتهم التربوية بعد دور الأسرة مباشرة.
٤. اقترح على وزير التعليم العالي توجية رؤساء الجامعات لزيادة علامة المشاركة في هذه المادة (التربية الوطنية ) بحيث لا يقتصر التركيز في العلامة على المادة النظرية الحفظية البحتة. بحيث تكون ٥٠ من العلامة للانشطة التي ستزيد من النضوج السياسي للطلبة وتحفزهم على المشاركة في الانضمام للاحزاب والعمل السياسي. و٥٠ بالمائة للمادة النظرية اي الامتحانات. ويكون الهدف من ذلك زيادة قدرة المدرس على تفعيل دور الطالب واهتمامه بالعمل السياسي بالاردن. ففي حالة تكليف الطلبة بعمل او مشروع بحثى له علاقة بالاحزاب او المشاركة السياسية سيزيد من قدراته واهميته واعتزازه بنفسه وسيزيد من نضوجه السياسي وسيحصل على علامة افضل. وبهذا تصبح المادة محببه له ويزيد اهتمامه بالشان السياسي الأردني خاصة بعد تكليفه بنشاط متعلق بذلك مثل : مقابلة نائب او عين وتوجيه اسئله عملية له عن معنى المشاركة السياسية واهمية الاحزاب في تشكيل الحكومات وفي خذمة الوطن والشباب والدفاع عن مصالحهم وحقوقهم . وبالتالي يتعزز هذا الجاتب بشكل عملي دون ان يكون نظريا تلقينيا بحتا فقط. ..وهناك نشاطات اخرى مماثلة كثيرة ممكن للطالب القيام لهامتعلقة بالمشاركة السياسية متعلقة بالمجلس النيابي او اللامركزية او حضور لقاءات او اجتماعات حزبية او نقابية للتمرس على العمل السياسي واكتساب مزيدا من المعرفة. شريطة ان يكون للمدرس دور تحفيزي ومساحة واسعة في وضع العلامة للطالب المجتهد والمستعد والمنفتح على المشاركة السياسية والعمل الحزبي وايضا تحفيز من هو متكاسل عن ذاك، بتشجيعله برفع تحصيله وعلاماته أيضا.
٥. اقترح وبتوجيه من وزيرالتعليم لرؤساء الجامعات. زيادة عدد( المواد الحرة) الاجبارية التي تركز على المشاركة السياسية والعمل الحزبي واهميته مع عرض تجارب حية للطلبة مماثلة لنا او تجارب غربية متمرسة في هذا العمل كبربطانيا والولايات المتحدة الامريكية وفرنسا مثلا . او اضافة مواد حرة تدور في فلك الأحزاب السياسية والمشاركة السياسية.. بحيث تكون هذه المواد رديفا لمادة التربية الوطنية في زيادة جرعة الولاء والانتماء وحجم المشاركة السياسية واهميتها لطلبة الجامعات.. بحيث يسند تدريسها للتخصصات الانساتية. وهناك مواد كثيرة تصب في هذا الباب واساتذه العلوم السياسية وعلم الاجتماع والصحافة والاعلام والتاريخ ادرى بذلك..

وختاما أتمنى أن يتمكن الجميع وضمن تنسيق وخلية مشتركة واحدة بين مختلف المؤسسات ذات الشأن من الجامعات وزارة التنمية السياسية والاهالي ان ينخرط الطلبة في جامعاتهم وينهلوا من المعرفة ويساهموا في صناعة مستقبلهم بانفسهم من خلال مشاركتهم واقبالهم على الأحزاب السياسية لتحقيق المزيد من النجاح في ميدان المشاركة السياسية في أردننا الغالي.

* اكاديمي في جامعة البلقاء التطبيقية
تابعو الأردن 24 على google news