jo24_banner
jo24_banner

سياسة الاستقواء والتطرف الاسرائيلية ضد الأردن وضرورة الرد بالمثل

د.لؤي بواعنة
جو 24 :
 
 
قد اجد نفسي في وضع يجعلني لا أوجه لوما للخارجية الأردنية على ردها الدبلوماسي الناعم و المتواضع الذي لا يتسم بالعنف كما هو لغة الإسرائيليين، لأن طبيعة عملها يقتضي ذلك لكن مع ذلك فهو غيرر مبرر . ولكني اسجل عتبي على الدولة بأجهزتها برمتها. لقد كان رد الخارجية على تصريحات وأفعال وأقوال وزير مالية دولة الكيان الصهيوني المحتل الأحمق المتغطس المتطرف ردا متواضعا نوعا ما وان احتوى مصطلحات تعبر عن غضب اردني وعدم رضى . ولكنه يبقى ردا ضعيفا لا يرقي لطبيعة الحدث وهو جلل وكبير، فهو يعبر عن حلم دولة اسرائيل بضم الأردن لحدودها وعدم الاعتراف بالشعب الفلسطيني المتجذر على أرضه . ما كان مقبولا بعض الشيء بموقف الأردن على لسان الخارجية انها لم تخجل من رفض تلك التصريحات واعتبارها مسيئة وفيها نقضا للاعراف الدولية. وهدما لاتفاقية السلام الاردنية الإسرائيلية وادي عربه وغيرها من الردود الرافضة والمستهجنة لمثل تلك التصريحات. لكن ما كان غير مقبولا محاولة إيجاد مخارج لتصريحاته تلك انها لا تعبر عن وجهة نظر الحكومة الحالية. وهذا كلام غير مبرر لان دولة اسرائيل منذ قيامها تتسم بسياسة واحدة طابعها المراوغة والكذب والاستغفال للعرب والضحك عليهم ليس اكثر. لكن الرد الاردني خلى ايضا من لغة التهديد والوعيد التي امتياز بها الواقع السياسي اليهودي الصهيوني المعاصر الذي اتسم بإبراز مطامحه السياسية والعسكرية بكل وقاحة، والتي باتت واضحه عند ذلك المحتل الغادر.. والتي تمثلث بوضع خريطة تجسد واقع دولة اسرائيل المامولة والتي تشتمل على حدود الأردن وفلسطين. وهذا فيه اعتداء سافر على سيادتنا وكرامتنا ووجودنا التاريخي . ونسفا لكل بنود معاهدة وادي عربة.

أرى وللمرة الأولى انني اسمح لنفسي ان ابيح لغة التطرف للرد على ذلك المتطرف َوزيرا ودولة . ويبدو ان الأدب الزائد لا يجدي نفعا مع دولة شاذة ومتطرفة ولا أخلاقية في أساسها كدولة اسرائيل . بل على العكس فإن الدبلوماسية الاديبة قد تجعل منك شخصا او دولة ضعيفة مستباحة واقلها في التصريحات امام دولة معظم أعضاء طاقمها الوزاري متطرف قولا وفعلا وفي مقدمتهم وزير الدفاع الاسرائيلي ووزير المالية كذلك. ولهذا اتوقع ردا عنيفا على هكذا تصريحات من مؤسسات صناعة قرار أخرى اكثر اهمية،أو في مكان آخر غير الخارجية على سبيل المثال ، قد تكون مثلا من شخصيات سياسية من الوزن الثقيل جدا كرئيس الوزراء او جلالة الملك او الناطق باسم الحكومة او ريما المؤسسة العسكرية التي كانت محط أنظار الأردنيين وكانت دوما في مواجهة الصهاينة اللقطاء المحتلين وخاصة مع تزامن ذلك التصريح صدفة مع انتصارات للجيش الاردني في الكرامة وعرض افلام ومسلسلات تاريخية تجسد قيام الأردن بمهاجمة مستعمرات يهودية مرحبا عام ١٩٤٨ كانت تهدد الفلسطينيين اصحاب الأرض في معركة كفار عصيون على التلفاز الاردني وتبين كيف تم جر اسري اليهود إلى منطقة ام الجمال.

أمثال شعبية اردنية كثيرة ذات قيمة ومغازي واقعية تنطوي على واقع الحال المعاش، كما هو مع هذا الكيان الغاصب الان. فقد كان الاردنييون يرددون في حياتهم اليومية ، أمثلة كثيرة ومنها ما سمعته من والدي رحمه الله "مجنون رمى حجر بالبير، الف عاقل ما بطلعه". وكان يقول ايضا "اذا نجنوا ربعك عقلك ما بنفعك".. نحن في الأردن وفلسطين ايضا لسنا مجانين بل نحن اصحاب الحق الشرعي والمجنون هو المعتدي الغاصب للارض الذي استقوي بلغة العنف والسلاح والجهل العربي والضعف العربي والتآمر الانجليزي والدعم الأمريكي فأصبح مجنونا يعتقد انه هو الصاحي والعاقل والحكيم وأصبح يمارس جنونه علينا ويستطيل علينا لضعفنا السياسي والاقتصادي والاستراتيجي، لاننا هادناه ولم نعد كما كنا من ذي قبل نعتبره عدو ومحتل بل جاره ودولة صديقة. لاننا لم نعد نفكر بالرد بالمثل التصريح السيء بتصريح مشابه، الطلقة بطلقتين. ولانه يعرف اننا نحترم والمواثيق ويعرف اننا نحترم الجوار والعهود الدولية وربما يعرف ميزان القوى العسكري للطرفين وكذلك الاقتصادي وأننا دولة تعتمد على المساعدات، لهذا يستقوي علينا وينفخ سمومه واطماعه التي لم تندمل بالتراب بعد وادي عربة ، حتى لو وقعنا معه اتفاقية سلام، لانهم لا يعرفون السلام اصلا، بل وربما لا يعرفون سوى البطش والتهديد ولغة السلاح والقوى، لانهم لا يمتلكون لغة الحوار لانهم معتدون طارئون على هذه الأرض ويحاولون بشتى السبل اضفاء الشرعية على وجودهم بالسلام تارة وتغيير الحقاىق تارة وبلغة السلاح تارة ثالثة. ولكننا نحن مرابطون على ارضنا جاهزون لمدفعنا ودباباتنا. حتى اننا جاهزون لنصبح مجانين مثلهم بل متطرفون مثلهم نستخدم نفس اللغة التي يستخدمونها لانهم دولة بلا اخلاق ولا مبادىء، دولة استتعلائية متطرفة تحتاج لغة مشابهه لتعرف اننا لسنا ضعفاء حتى وان كنا الأضعف اقتصاديا لكننا الأكثر كرامة وتاريخا وشرفا وحقا. جاهزون عندما يتجاوز الأمر محله لحمل البندقية والمدفع رامين وادي عربة خلفنا لوقف كل معتدي متطرف مغتصب وحالم عند حده، كل ذلك لأننا اصحاب الحق. ولأننا نمتلك تاريخا عريقا يفتقده ذلك المطارد المزيف لكل حقائق التاريخ والوجود.

واخيرا اقول إن هذا الكلام لا يخيفنا في الاردن، لكنه يزعجنا . وهذا الكلام يجعلنا نعيد فتح الملفات القديمة والعلاقات المتوترة مع إسرائيل ويجعلنا نعيد النظر في استراتيجتنا مع هذا المحتل الغاصب.بحيث يكون لدينا بداىل جاهزة لكيفية التعامل مع ملفاته جميعها، بحيث نكون ايضا داىما على اهبة الاستعداد لأي ردة فعل سيئة أو حدث سيء متوقع من هذه المحتل الغاصب البعيد كل البعد عن احترام والمواثيق الدولية. كما أن مثل هذه التصريحات تجعلنا نتيقن ونتأكد ونتكشف حقيقة هذا الكيان واطماعه الشريرة مهما حاول تجميل صورته يبقى كيان مغتصب ارعن كاذب جبان بلا تاريخ ولا قيم.
تابعو الأردن 24 على google news