أنحاز إليهن ..

جو 24 : النساء اللواتي يخضن غمار الانتخابات البلدية يدركن حجم التحدي الذي يواجهنه في حملتهن بدءا من اعداد البرنامج الانتخابي التشاركي بعيدا عن الشعارات الساذجة نحو طرح برنامج حقيقي يخدم المجتمع والمواطن مع امكانية التطبيق ولذلك يدربن أنفسهن من خلال التحاقهن بورش تطوير المهارات ورفع الكفاءات بعكس الرجل الذي لا تعنيه مثل تلك البرامج، ومن ثم يأتي التحدي الحقيقي عندما تتبوأ المرأة عضوية المجلس البلدي وبذل الجهود للإيفاء باحتياجات المواطنين وحمل قضايا المرأة والتأثير في صنع القرار ، وتعرف السيدات اللواتي خبرن عضوية المجالس البلدية أن الوصول للمجلس ليس كافيا ً لإحداث التغيير ، فلا بد من الإصرار ولا بد من المتانة النفسية المضادة لمحاولات الإقصاء التي نعرف جيدا أن المرأة كثيرا ما تتعرض لها داخل بعض المجالس البلدية ضمن تحالفات لتهميش دورها.
بصراحة ، أنحاز إلى النساء في المحافظات، وأرى أنهن أصل الإبداع الحقيقي في ظل شح الامكانات مقارنة بالعاصمة. وفي الانتخابات البلدية السابقة استطعت أن أطلع على برامج العديد من مرشحات البلديات وكان اللافت تلمسهن لاحتياجات مجتمعهن المحلي وعزمهن على الفوز، علماً أن الغالبية منهن أتين من رحم العمل العام ولهن باع طويل في الخدمة العامة واطلاع على قضايا المرأة، ومن ثم بقيت على تواصل مع عدد كبير من عضوات المجالس البلدية بعد فوزهن، وكم كان مذهلا الاصرار على اثبات الأداء النوعي والعمل في الميدان لخدمة المجتمع المحلي والتواصل مع أفراده بشكل جعل الأهالي في مناطقهن يصرون على كثيرات ترشيح أنفسهن مرة ثانية في الانتخابات الحالية.
إنهن يسلكن طريقاً وعراً غير معبّد، محملات بالاصرار على تغيير الخريطة النمطية للمرأة، وتراهن يندفعن تحت عصف الظروف القاسية بمزيد من الارادة لتحقيق التنمية والتقدم. لا يمكن إلا أن نعترف أن أداءهن ترك خلال الفترة السابقة بصمة مميزة في محاربة الترهل الإداري وتوسيع دور المرأة والشباب في مجال الخدمة العامة والتخفيف من أثر الفقر والبطالة وخلق المشاريع الانتاجية في البيئة المحلية. كل التوفيق لمرشحات البلديات الكفؤات.
(الرأي)