jo24_banner
jo24_banner

لماذا يستبعد ساستنا خيار المواجهة، متى ستتدفق الارادة الحرة في عروقهم اليابسة ؟!

باسل العكور
جو 24 :


نتابع بغضب وألم شديدين كيف تستجدي الدبلوماسية الاردنية والعربية دول العالم الغربي، التدخل لوقف العدوان الاسرائيلي الوحشي على أهلنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، على المقدسات في هذا الشهر الفضيل، وهم يعرفون جيدا ان هذه الدول منحازة عضويا وتاريخيا للعدو الصهيوني، وهي المتسببة اساسا بوجوده وبقائه وتفوقه عسكريا واقتصاديا وأمنيا-! لا نعرف لماذا يرفض او يستبعد الرسميون -هذا النوع الغريب من الساسة- خيار المواجهة بكل اشكالها مع العدو الصهيوني انتهاء بالمواجهة المسلحة ، اعلان الحرب على هذا الكيان الغاصب؟!

يبدو ان هؤلاء الساسة ما زال غالبيتهم يراهن على السلام مع العدو الصهيوني، المسكون بالخرافات التوراتية، وبهستيريا القتل والتشريد والتهجير واغتصاب الارض وتدنيس المقدسات، تخيلوا هذه المغالطة وحالة الانكار التي يعيشون، كيان محتل اثبت بالتجربة العملية طوال السنوات العشرين الماضية انه لا يحترم العقود والمواثيق، وهذه بالمناسبة نتيجة لم تستنبط من خطاب ديني لطالما تجاهله هؤلاء وغيرهم، وليست مستمدة للأسف من خلاصات تضمنها وتنبأ بها القرآن الكريم وقصص الانبياء المرسلين، إنما مصدرها التجربة العملية المعاصرة التي لا ينكرها عاقل، لذلك نسأل هؤلاء على ماذا تراهنون، ولماذا تستمرون في انكار حتمية الصراع والمواجهة ، بعد كل ما جرى ويجري؟

على كل حال، يبدو اننا امام حالة انكار مزمنة يعيشها صناع القرار، نحن مبتلون ببنية ذهنية، لا ترى من خيارات غير تلك التي تعظم دائما من قوة الخصم وتضمن تفوقه ومصالحه، وبنفس الوقت تتعامى عن كل ما نملك من أدوات وأوراق وقوة وعقيدة قتالية راسخة ومجربة.. إننا أمام بنية ذهنية خطيرة جدا ومدمرة جرى العبث بها، تم تطويعها وتوجيهها وتقييدها وسلخها من جذورها، والغاء ذاتها و كينونتها ومقوماتها الشخصية. هؤلاء الساسة يتحدثون منذ أكثر من نصف قرن عن الأمر الواقع، وكيف أننا غير جاهزين للمواجهة، يا هذا الطيف الواحد من الساسة الذين تداولوا على كراسي السلطة طوال العقود السبعة الماضية، ماذا فعلتم لتغيير هذا الامر الواقع، لتغيير ميزان القوى المائل لصالح العدو؟! طبعا لم تفعلوا شيئا على الاطلاق، بل ساهمتم بمزيد من الاضعاف والتفكيك و تغيير الثوابت وحرف البوصلة.. وبناءا عليه لا بد ان نقول: ان تذرعكم بالامر الواقع هو اكذوبة كبرى، ومبرر لبيع القضية والتفريط بالارض والدم والمقدسات، وترك مصير شعوب المنطقة للمجهول..

الشعب الفلسطيني الباسل يدفع ثمن تخاذلكم، ثمن جبنكم و خياراتكم العاجزة، ها هم يسطرون ملاحم بطولة وصمود لم يعرف التاريخ مثيلا لها قط، يواجهون الدبابة والترسانة العسكرية الجبارة بصدور عارية، يبددون اوهام التفوق والسيطرة ويثبتون للعالم اجمع بان اصحاب الحق لا ينهزمون ابدا، وسيستعيدون ارضهم، مهما بلغت التضحيات و حيكت المؤامرات وتكالبت عليهم الانظمة والمحن، طال الزمان او قصر..

الاردنيون اليوم، يطالبون دولتهم بقطع العلاقات مع هذا الكيان المحتل، يطالبون بإلغاء اتفاقية السلام، والغاز، وطرد سفير الكيان، واستدعاء سفيرنا، وانهاء العلاقات الدبلوماسية، والعودة الى مربع المواجهة المفتوحة، حتى زوال الاحتلال وولادة دولة فلسطين على كامل ترابها الوطني من البحر الى النهر.. فهل يدرك ساستنا ذلك، ويتعاملون معه كخيار حقيقي، ام ان على قلوب اقفالها، وسيظل هؤلاء الساسة مرتهنون للغرب الذي لن يراعي مصالح شعوبهم أبدا، و لن يتنازل عن انحيازاته لهذا الكيان الغاصب مهما ارتكب من انتهاكات و فضائع بحق الشعب الفلسطيني الاعزل وغيره من شعوب المنطقة ؟!!!
 
تابعو الأردن 24 على google news