من قال ان الاصلاح له علاقة بهذا العبث ؟!

لن ينجح احد ابدا في خلخلة و تصديع البنية و الهوية العقائدية والثقافية و الحضارية المتشكلة و المتبلورة و المؤسسة و الراسخة للاردنيين، وذلك مهما غالى البعض في الاساءة والتشكيك و تغليف ادعاءاته بمنطق هزيل وحجج واهية ،لان تلك البنية الخرسانية غير قابلة ابدا لاعادة الانتاج والتشكيل .

اليس مريبا ان هذا العدد المحدود جدا من المجدفين ينتمون -بربطة معلمهم- لذات المدرسة التغريبية التي تستهدف هويتنا الحضارية والفكرية ، اليس مريبا انهم جميعا يستقُون تخرصاتهم من ذات المشارب المرتبطة بدكاكين التمويل الاجنبي ؟!

ثم من قال ان الاصلاح له علاقة بهذا العبث ؟! لسنا بحاجة لمراجعات من هذا النوع ابدا ، مشكلتنا نعرف جذرها ومصدرها وفواعلها ، نعرف انها مرتبطة بمحاولات الانقلاب على كل ما نؤمن به ، مرتبطة بمحاولات الانقضاض على الفرصة على الحقوق على الحريات الاصيلة للناس التي ليس من بينها المس بالمعتقد والديانات والشعائر الدينية ..

محاولات هؤلاء لحرف بوصلة الاصلاح تتقاطع تماما مع سعي المعرقلين لجهود الاصلاح والمثبطين لوتيرته المتسارعة غير المرتبطة بعمل لجنة شُكلت لشراء الوقت و اجهاض الفكرة و وأدها ..

الاردنيون قالوا كلمتهم بوضوح ، و تكشفت العزلة التي يعيش بها هذا الفريق من المجدفين ..

حرية الرأي و التعبير لا تعني ابدا ، المس بقيم المجتمع وعقيدة الناس ، ثم كيف يعتبر هؤلاء ما قالته العضو في اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية وفاء الخضرا في تغريدتها على التويتر حرية رأي، و في نفس الوقت ينكرون على الناس ردود فعلهم الساخطة ويتهمونهم بالتطرف ، علما بان ما قيل من قبل الخضرا والمدافعين عنها هو التطرف بأم عينه ؟!!!

الديمقراطية وحرية الرأي لا تعني ابدا تحدي ارادة الاغلبية ، و ضرب منظومتها العقائدية والدينية والحضارية ،انما تعني التعبير الدقيق عن هذه المنظومة ، و احترام ارادتها و ضوابطها و خطوطها الحمراء ، تعني ترجمة ارادتها لقوانين و تشريعات ، تعني الالتزام بما تتبناه من رؤى و قيم وافكار وانماط سلوك وعلاقات ، و بغير ذلك نكون امام دكتاتورية اقلية ، تريد ان تتسلط و تتنمر على الاغلبية المغلوب على امرها ، وهذا لن يحدث ابدا ..