النقباء بين رفض "الانحطاط السياسي" وتبرير مجازر العسكر في مصر
أمل غباين - النقابات المهنية شهدت اصطفافات وانقسامات حادة، بين مؤيد ومعارض لموقف الاردن الرسمي ازاء احداث مصر، والذي اعلنت فيه المملكة عبر وزير خارجيتها ناصر جودة الانحيار الى العسكر، مؤيدة فض الاعتصامات السلمية باستخدام العنف الدموي.
أحداث مصر جاءت لتخلق المزيد من الانقسامات التي هيمنت على مؤسّسات المجتمع المدني منذ بدء الأزمة السورية. ورغم أن بيان النقابات المهنية الذي صدر إثر فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة جاء متوازنا، إلا انه ما لبث أن أعرب كل طرف عن موقفه الصريح من احداث مصر الدامية.
نقباء اعتبروا ان تصريحات جودة التي تلت التصريحات الرسمية السعودية بساعات قليلة، جاءت صادمة واستفزازية ولا تعبر إلا عن رأي الا صاحبها، فيما أعلن نقباء آخرون تأييدهم لموقف الاردن الرسمي واعتبروه موقفا مشرفا.
عبابنة: نرفض التبعية
رئيس مجلس النقباء نقيب الصيادلة د. محمد عبابنة، قال ان موقف الحكومة الرسمي لا يمثل موقف الشعب الاردني او مؤسساته المدنية. واضاف: ان الحكومة في تصريحاتها ومواقفها تتجاهل موقف الشعب ورأيه، ولا تأخذ بعين الاعتبار سوى المصالح الشخصية.
واستنكر العبابنة ان يأتي موقف الاردن من احداث مصر بعد اعلان السعودية موقفها بساعات قليلة، بقوله: "نحن نرفض التبيعة ويجب ان تكون مواقفنا منبثقة عن قناعات راسخة".
وتابع: "وعلى الرغم من اقسام الشارع الاردني حيال قضية مصر، الا انه يجب على الجميع رفض العنف واستخدام القوة واسالة الدماء"، مشيرا الى ان تطبيق القانون يجب ان لا يكون باستخدام السلاح.
وختم بان المخرج الوحيد للازمة المصرية هو اللجوء إلى طاولة حوار تجمع كافة الاطياف.
عبيدات: تصريحات جودة انحطاط سياسي
ومن ناحيته وصف نقيب المهندسين عبدالله عبيدات تصريحات جودة بالاستفزازية والصادمة، وقال إنها تتناقض مع الموقف الشعبي من قمع الاعتصامات باستخدام القوة، فهي تصريحات مجافية للانسانية.
وقال عبيدات ان مثل هذا التصريح لا يأتي به سوى شخص أعمى البصر والبصيرة - على حد قوله- معتبرا التصريح بمثابة انحطاط سياسي.
وتابع:" الموقف الرسمي الاردني موقف تابع لدول الخليج.. وان سيادة القانون تتحقق بالحفاظ اولا على الشرعية وعدم المساس بارواح الناس".
واكد عبيدات ان ما جرى في مصر هو استحقاق لمفاوضات "الاستسلام" وانها خطوة لذبح اي مقاومة عربية، واصفا هذه الاحداث بالقربان الذي يقدم لتوقيع اتفاقية "الاستسلام" النهائي.
خرفان: استخدام السلاح من العسكر جاء لمواجهة ما يفعله الطرف الآخر
أما نقيب المحامين سمير خرفان فيرى من وجه نظره ان موقف الاردن الرسمي من احداث مصر يمثل رأي غالبية الشعب الاردني، مبررا توقيت تصريحات الأردن الرسمي بعد اعلان السعودية موقفها من الاحداث، بأنه رد على استفسار حول موقف الاخيرة.
وقال ان موقف الاردن والسعودية من احداث مصر مشكور ويجدر تثمينه، معتبرا ان هذا واجب الدول ازاء بعضها البعض.
وفيما يتعلق باستخدام السلاح بمواجه الاعتصامات في مصر قال خرفان :" من حيث المبدأ لا نحبذ استخدام السلاح، لكن اذا اضطر الامر الى استخدامه فلا حول ولاقوة.. وفي مصر جاء استخدام السلاح من العسكر لمواجهة ما يفعله الطرف الاخر".
أبو غنيمة: الموقف الرسمي يثير علامات استفهام خطيرة
ومن جانبه أكد نقيب المهندسين الزراعيين محمود أبو غنيمة ان موقف الاردن الرسمي لا يمثل نبض الشارع الاردني الذي يرفض الانقلابات واراقة الدماء.
واضاف ان موقف الاردن من الانقلاب على الشرعية والذي تحول لونه الى لون الدم، يثير علامات استفهام خطيرة على السياسات الاردنية تجاه الاحتجاجات السلمية وحقوق الناس في ابداء ارائها.
وتابع: "انا شخصيا لا استغرب موقف الاردن في قلب الباطل حقا والوقوف بجانب الارهابيين، خاصة ان النظام ليس صاحب قرار وموصوم بالتبعية".
وختم بأنه كان يجب على الاردن ان لم يرد الانحياز لصف الحق ان يلتزم الصمت.
أبو حسان: الاخوان ينقلون الانقسام المصري إلى الأردن
أما نقيب الاطباء هاشم ابو حسان فقال ان مصر تعني الكثير للامة العربية ودورها اساسي ويؤثر على العالم اجمع. وتابع:" الاخوان المسلمين يقولون ان الشرعية تتمثل بمرسي، والطرف الاخر يقول ان حكم مرسي لم يلتزم بقواعد الديمقراطية، وهنا تغيرت المعطيات وبقي الاخوان بالشارع".
واتهم ابو حسان اخوان الاردن بنقل الانقسام المصري الى المملكة. وقال :" الامن والاستقرار بالاردن خط احمر، ولن نسمح لانسان ان يتلاعب بأمن ومصلحة الوطن، واي احد يريد ان يلعب فليلعب بعيدا. ويجب على الاخوان عدم نقل الصراع المصري الى بلادنا، وعدم الانجراف وارء المصالح الضيقة الرخيصة".
وختم بأن المصالحة وطاولة الحوار يمثلان الحل الجذري للقضية المصرية.
الطراونة: نعتصر ألما لما يجري في مصر وفي سورية
وأكد نقيب اطباء الاسنان ابراهيم الطراونة ان استمرار "العنف" في مصر، وعدم اجراء مصالحة وطنية شاملة، من شأنه ان يجرّ المنطقة الى ما هو ابعد من ذلك.
وقال "نعتصر الما لما يجري في مصر وفي سورية"، مطالبا من وصفهم بالعقلاء والحكماء التدخل لرأب الصدع المصري، دون ان يعلق على الموقف الرسمي للمملكة حيال الاحداث المصرية.